إسرائيل تريد خطوات عربية وفلسطينية مقابل تجميد الاستيطان.. نتنياهو: لسنا بلهاء

اتهامات لحماس بتهريب أسلحة عبر أنفاق جديدة على عمق 60 مترا.. لتفادي أجهزة المراقبة المتطورة

TT

قالت مصادر سياسية إسرائيلية، إن إسرائيل غير مستعدة لاتخاذ أية خطوات باتجاه الفلسطينيين من دون مقابل من الفلسطينيين والعرب كذلك. ويتضح من هذا الموقف أن إسرائيل ربطت أي تجميد للاستيطان بتحرك عربي نحو صفقة سلام شاملة تبدأ بخطوات مثل التطبيع. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلا عن المصدر، إن الولايات المتحدة لم تحصل بعد على أي موافقة عربية للتطبيع مع إسرائيل، «وفي مثل هذه الحالة لا يمكن للأميركيين أن يطالبوا إسرائيل بتقديم مبادرات للجانب العربي». وبحسب المصدر، فإن اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز لم يفض إلى اتفاق حول إقدام الرياض على تشجيع الدول العربية على اتخاذ خطوات للتطبيع مع إسرائيل.

وقالت صحيفة «هآرتس» إن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بحث في واشنطن مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل صفقة شاملة تقوم إسرائيل بموجبها بخطوات ذات مغزى لتجميد البناء في المستوطنات مقابل تلقيها ضمانات من جانب الدول العربية حول شروعها في خطوات تطبيعية واستئناف المفاوضات الرامية إلى تحقيق تسوية إقليمية. وأشار باراك إلى أن إسرائيل قد توافق في مثل هذه الحال على تجميد مؤقت للبناء في المستوطنات ما عدا 2000 وحدة سكنية، هي في طور البناء حاليا. ويرى باراك أن نقطة الخلاف الرئيسية مع الولايات المتحدة هي «ما الذي سيتم بشأن المباني التي هي قيد الإنشاء الآن»، وليس بشأن الاستيطان، إذ تعهدت إسرائيل بعدم بناء مستوطنات جديدة. ووفق الصحيفة، أبلغ ميتشل باراك قبل دقائق من إقلاع طائرته أن الرئيس باراك أوباما عبر عن رضاه عن المباحثات.

ومن المقرر أن يصل المبعوث الأميركي ميتشل إلى البلاد بعد أسبوعين لمواصلة المحادثات، وفي حال حدوث تقارب في وجهات النظر، سيبلور، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شكل هذه الصفقة في اجتماع سيعقده مع الرئيس أوباما خلال الشهرين القادمين. وأطلع باراك نتنياهو أمس على نتائج لقائه بميتشل، وهناك تفاهم بين الرجلين، وقالت مصادر إسرائيلية إن باراك قد يعود قريبا للقاء ميتشل. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن نتنياهو قال في اجتماع عقده مع 27 سفيرا أجنبيا مساء أول من أمس: «إسرائيليون كثيرون على استعداد لتقديم تنازلات كثيرة للفلسطينيين، ولكنهم غير مستعدين لشيء واحد، أن يكونوا (بلهاء). لهذا، إذا كان أحد ما يريد أن أجمد الاستيطان، فإنني أتوقع أن يقدم الفلسطينيون المقابل». وحسب الصحيفة، فإن باراك، يرى في الخطوات المطلوبة من الفلسطينيين، تعهدا بتجديد المفاوضات حول التسوية الدائمة، مع التعبير عن استعدادهم للاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وتعهدا بأن تفضي المفاوضات إلى نهاية النزاع، ونهاية مطالب الفلسطينيين كافة من إسرائيل. كما عرض طلبا آخر، وهو أن تفضي المفاوضات إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

وفي مقابلة مع محطة تلفزيون «فوكس نيوز»، قال باراك إن «تجميد البناء جزء من قضية أوسع كثيرا، وهي، ما إذا كنا سويا مع الولايات المتحدة وجيراننا الفلسطينيين والعرب يمكننا إطلاق مبادرة سلام أصلية يقودها رئيس الولايات المتحدة». وأضاف باراك: «بالطبع ستكون هناك مناقشة بشأن الاحتمال الخاص بما إذا كان سيتم إطلاق مبادرة سلام كبرى، فربما نفكر في نوع من التجميد الفعال لأي مبان جديدة لفترة زمنية محدودة».

وترفض السلطة الفلسطينية، كل الشروط الإسرائيلية، من أجل استئناف المفاوضات، كما تعتبر أن وقف الاستيطان بكل أشكاله، ليس شرطا فلسطينيا، وإنما التزاما على إسرائيل. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن كل المحاولات الإسرائيلية لتبرير البناء في المستوطنات اليهودية مثل «النمو الطبيعي» هي من قبيل الخداع وستقابل بالرفض، حتى من القوى الغربية الكبرى. وقال دبلوماسيون غربيون إن واشنطن تريد من الدول العربية أن تسمح لإسرائيل بفتح أقسام لرعاية المصالح وتسمح للطائرات المدنية الإسرائيلية بالمرور في مجالها الجوي. لكن الدبلوماسيين قالوا إن الدول العربية تقاوم الضغوط الأميركية وتطالب بأن تجمد إسرائيل أولا أنشطة الاستيطان بشكل كامل وأن تتخذ خطوات أخرى لدعم الفلسطينيين.

من جهة ثانية، قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن حركة حماس استطاعت أن تتجاوز العقبات كافة التي وضعت لمنع تهريب السلاح. وبحسب «معاريف»، فإنه وعلى الرغم من جميع الإجراءات من قبل الأميركيين والمصريين على الحدود مع رفح وتسيير الدوريات من قبل الأمن المصري واستخدام وسائل تقنية متطورة للبحث عن الأنفاق أو رصد عمليات الحفر، فإنه وصل للأميركيين معلومات استخباراتية تفيد أن حركة حماس تقوم بتهريب السلاح عبر أنفاق يصل عمقها إلى 60 مترا، مما ساعد على عدم كشفها من قبل الأجهزة المتطورة، وهو ما أكده أيضا مسؤول أمني إسرائيلي كبير.

وأضافت الصحيفة أن أحد كبار الضباط في سلاح الطيران الإسرائيلي أكد: «نحن نقوم بعمليات قصف متتالية للعديد من الأنفاق، وذلك منذ انتهاء الحرب على قطاع غزة، ولكنهم يحفرون على الفور أنفاقا جديدة، ونحن لا نستطيع ضرب الأنفاق كافة، ولا وقف التهريب بشكل كامل، لأن ذلك يتطلب استخدام قذائف أكبر وأسلحة لها قوة تدميرية أعلى، وهذا ما يخلق تخوفا من تدمير عدد كبير من البيوت في الجانب المصري والفلسطيني. مع ذلك فإننا نستطيع أن نؤثر على عمليات التهريب وتقليصها».