إسلام آباد: 6 قتلى في هجوم انتحاري على موظفي الأبحاث النووية

واشنطن تفرض عقوبات على عدد من زعماء التنظيمات المسلحة في باكستان

TT

قالت الشرطة الباكستانية إن مهاجما انتحاريا فيما يبدو يركب دراجة نارية فجر نفسه إلى جوار حافلة في حي مزدحم بمدينة روالبندي الباكستانية أمس مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص. وقال ناصر دوراني قائد شرطة المدينة للصحافيين: «كان هناك نحو 25 راكبا وحين وصلت الحافلة إلى الميدان اصطدمت دراجة نارية بخزان وقود الحافلة». وأضاف: «طبقا لتقاريرنا، قتل ما بين خمسة إلى ستة أشخاص وأصيب 16». واستهدف الهجوم الحافلة في مدينة روالبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد، وفق ما أكده أحد ضباط الشرطة المحلية، راو محمد إقبال، الذي ذكر أن الحافلة كانت تضم موظفين تابعين لقسم الأبحاث النووية في الوزارة. وتضم روالبندي مراكز قيادة الجيش الباكستاني، إلى جانب مجموعة من المقرات الأمنية والعسكرية الباكستانية. وعلى غرار جارتها الهند، تتمتع باكستان بقدرات نووية، حيث تعتقد الدوائر الدولية أن لديها ما بين 60 و100 رأس حربي نووي. ويأتي هذا الهجوم على روالبندي في لحظة سياسية حرجة بباكستان، حيث تشن الحكومة حملات عسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق في البلاد سقطت بقبضة تنظيمات متشددة، على رأسها حركة «طالبان» الباكستانية. إلى ذلك فرضت الولايات المتحدة في وقت متأخر من أول من أمس عقوبات على أحد مؤيدي تنظيم القاعدة إضافة إلى ثلاثة من قادة جماعة «عسكر طيبة» الإسلامية الباكستانية التي ألقيت عليها مسؤولية هجمات مومباي. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أنها فرضت تجميدا على أرصدة أربعة أشخاص، هم: أبو محمد أمين البشواري وعارف قسماني ومحمد يحيى مجاهد وناصر جاويد. ويتهم البشواري بتقديم المساعدة بما في ذلك التمويل والتجنيد إلى مسلحي «القاعدة» وطالبان الذين يقاتلون من أجل استعادة السيطرة على أفغانستان ويقاتلون القوات الحكومية في باكستان. ويتردد أن قسماني هو كبير منسقي «عسكر طيبة» كما أن مجاهد هو رئيس قسم الإعلام في الجماعة، بينما عمل جاويد قائدها في باكستان. ويعتقد أن «عسكر طيبة» كانت وراء العملية التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) في مدينة مومباي الهندية وأدت إلى مقتل 166 شخصا. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن فرض العقوبات جاء بعد يومين من إضافة كل من البشواري وقسماني ومجاهد إلى لائحة الأمم المتحدة السوداء للأشخاص والكيانات المرتبطة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وطالبان. وبموجب هذه العقوبات فإن على الدول كافة الأعضاء في الأمم المتحدة تجميد أرصدة وأصول الأفراد والكيانات الواردة في القائمة وكذلك تطبيق عقوبات مثل حظر السفر وتصدير الأسلحة، حسب وزارة الخزانة. وتضغط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على باكستان لمحاكمة المسؤولين عن تفجيرات مومباي، حسب ما قال دبلوماسي أميركي مؤخرا. وتلقي الهند بالمسؤولية على جارتها باكستان في إيواء من خططوا لشن تلك الهجمات، ويحاكم مواطن باكستاني في مومباي بتهمة أنه الناجي الوحيد من منفذي الانفجار. وفي إسلام آباد ذكر مسؤولون أن اثنين من عناصر الشرطة الباكستانية قتلا أمس في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق بمدينة بيشاور المضطربة بعد ساعات فقط من هجوم شنته مروحيات مزودة بالمدفعية الرشاشة على مخابئ لمسلحين إسلاميين بالمنطقة القبلية المتاخمة للحدود مع أفغانستان مما أدى إلى مقتل 28 مسلحا على الأقل. ووقع انفجار القنبلة الذي جرى بطريقة التحكم عن بعد لدى مرور دورية للشرطة الباكستانية في ضواحي بيشاور في نحو الساعة 06.45 صباح أمس (00.45 بتوقيت غرينتش) لتلبية إشارة طوارئ. وقال رياض الإسلام المسؤول بالشرطة المحلية إن «سائق سيارة الدورية لقي حتفه في الحال فيما أصيب اثنان من ضباط الشرطة واثنان من المارة». ونقل المصابون إلى المستشفى حيث توفي أحد الضباط. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الانفجار، ولكن المسؤولين يشتبهون في أنه ربما يكون من تدبير المسلحين المتمركزين في المنطقة القبلية المجاورة التي تعرف بأنها معقل لمقاتلي طالبان و«القاعدة».