بيسكوف: بوتين ينوي في لقائه مع أوباما إعادة طرح تطوير العلاقات الثنائية

المتحدث باسم الحكومة الروسية لـ«الشرق الأوسط» : لقاء تعارف يتضمن تعديل فينيك جاكسون

TT

في إطار استعداداتها لاستقبال الرئيس باراك أوباما، في السادس من يوليو (تموز) الحالي، أعلنت موسكو الرسمية عن أن العلاقات الثنائية وتقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية تتصدر القضايا المدرجة ضمن جدول الأعمال. وقال الرئيس دميتري ميدفيديف، في تصريحاته التي نشرها على موقع الكرملين في الشبكة الإلكترونية، إن الجانبين سيوليان اهتمامهما جميع جوانب العلاقات الثنائية، مشيرا إلى «أن البلدين بحاجة إلى مشروعات مثمرة للطرفين في مجال البيزنس والعلوم والثقافة». وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» قال دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الروسية، إن جدول أعمال الرئيس الأميركي يتضمن لقاء رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين. وأشار إلى أن اللقاء «وهو لقاء تعارف لا بد أن يتطرق إلى قضية قديمة لا يمكن إغفالها وهي «استمرار تعديل فينيك جاكسون» رغم كل الوعود التي قطعها الرؤساء الأميركيون على أنفسهم حول إلغائه. وكان الكونغرس الأميركي قد أقر هذا التعديل في سبعينيات القرن الماضي، حول حظر منح الاتحاد السوفياتي لوضعية الدولة الأولى بالرعاية تجاريا، بسبب موقفه من هجرة اليهود السوفيات إلى إسرائيل. ورغم مضي ما يقرب من ثلاثين عاما وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وتدفق الهجرة منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، فإن هذا التعديل يظل قائما، يلقي بظلاله الكئيبة على تطور العلاقات بين البلدين. وقال بيسكوف، إن بوتين ينوي في لقائه المرتقب تناول سبل تطوير التعاون بين البلدين، في مجالات الطاقة والفضاء والتجارة والاقتصاد ، إلى جانب القضايا الدولية بطبيعة الحال، وإن أشار إلى أن هذه القضايا من صميم صلاحيات رئيس الدولة، الذي سيتطرق إليها بالكثير من التفاصيل. وكان الرئيس ميدفيديف، أكد ضرورة التزام البلدين بتحسين العلاقات فيما بينهما، بعد أن تراجعت في عهد الرئيس السابق جورج بوش، إلى ما كانت عليه إبان سنوات الحرب الباردة تقريبا على حد قوله. على أن موسكو لم تستطع إغفال ما يصدر من تصريحات أميركية لا تتسق مع الآمال التي يعلقها الكثيرون على هذه الزيارة. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي»، عن مايكل ماكفول، المسؤول عن ملف روسيا والمنطقة الأوروآسيوية في مجلس الأمن القومي الأميركي قوله، إن الإدارة الأميركية لا تعتزم التضحية بالمصالح العليا للولايات المتحدة، من أجل تحسين العلاقات مع موسكو، وإن كانت تأمل في إيجاد قواسم مشتركة. وقال ماكفول، إن أوباما يعتزم مناقشة عدد كبير من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك مع المسؤولين الروس، ومن بينها عقد اتفاق جديد حول الأسلحة الإستراتيجية والملفات النووية لكل من إيران وكوريا الشمالية، ومنع انتشار الأسلحة النووية وتنويع مصادر الطاقة. ولم يشر أي من الجانبين إلى أولوية قضية الشرق الأوسط، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر المعارضة اليمينية، أن أوباما وافق على الإدلاء بحديث صحافي إلى «نوفايا غازيتا» وهي الصحيفة المعارضة، التي سبق وتحدث إليها ميدفيديف في أبريل (نيسان) الماضي. غير أن القضية المحورية لقمة موسكو، وحسب تقديرات كل المراقبين تظل في إطار سعي الجانبين إلي التوصل إلى اتفاق حول تقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية، بدلا من الاتفاق الحالي الذي ينتهي في ديسمبر(كانون الأول) المقبل. وكان ميدفيديف، سبق وأعلن أن روسيا لا يمكن أن تقدم على تخفيض ترسانتها النووية، ما لم تعلن واشنطن عن تراجعها عن خطة نشر عناصر الدرع الصاروخي، فيما أعلن رئيس حكومة بوتين، استعداد بلاده للتخلي عن الأسلحة النووية، شريطة اتخاذ موقف مماثل من جانب كل الدول الأخرى، التي تملكها رسميا أو غير رسمي، في إشارة غير مباشرة إلى إسرائيل وكوريا الشمالية. ونقلت وكالة أنباء «ايتار تاس» عن الجنرال نيكولاي سولوفتسوف، قائد القوات الصاروخية الإستراتيجية قوله، إن بلاده لا تستطيع تقليص عدد عبواتها النووية دون 1500 عبوة، وهو العدد الذي يمكن أن يتفق حوله الجانبان الروسي والأميركي في المعاهدة الجديدة، التي يعكف خبراء الجانبين على صياغتها لتقديمها إلى قمة ميدفيديف ـ أوباما المقبلة في موسكو. وأضاف قوله، إن روسيا لن تمس ما وصفه «بالقوات النووية المقدسة» إلا بعد استيضاح كل جوانب الموقف، من خطة نشر عناصر الدرع الصاروخي في بلدان شرق أوروبا.