بطارية عملاقة.. تكفي لتزويد قرية بالكهرباء

طورها خبراء ألمان وبدأت مشروعها التجريبي أمس ببرلين

TT

فيما تبحث شركات الطاقة عن بديل للطاقة التقليدية بين عناصر الطبيعة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تفضل شركة «يونيكوس» الألمانية تطوير مصادر الطاقة التقليدية وخصوصا البطاريات الكهربائية.

وفي حين تزداد بطاريات الليثيوم صغرا وتزداد كفاءة في تشغيل الأجهزة الصغيرة والمتنقلة، عملت «يونيكوس» على تطوير بطارية عملاقة تعمل بتقنية كبريتات الصوديوم، وتكفي النسخة الأولى منها لتزويد قرية كاملة بالكهرباء. وبدأت الشركة مشروعها التجريبي أمس ببرلين بحضور حشد من الوزراء والعلماء والصحافيين والمهتمين.

وتم نقل البطاريات إلى مكان التجربة بواسطة شاحنات ضخمة وداخل حاويات معدنية معزولة. ويفترض أن تعمل البطارية الواحدة بطاقة 6 ميغاواط ساعة وتكفيان معا، في المرحلة الأولى من التشغيل، لتزويد 1000 وحدة سكنية بالطاقة طوال 6 ساعات. وتخطط الشركة لاحقا لنقل البطاريتين، الرئيفتين بالبيئة، إلى جزيرة «لا جراسيوزا» التي تعتبر أصغر جزر الكناري المأهولة بالسكان (700 نسمة حسب إحصاء 2008).

وتم وضع لا جراسيوزا من قبل الأمم المتحدة تحت الحماية البيئية قبل نحو 20 سنة وهي جزيرة رملية ذات سواحل نظيفة. وتتولى محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح تزويد أهالي الجزيرة بالطاقة النظيفة، إلا أن هذه المحطات تتوقف بين فترة وأخرى بسبب العوامل الطبيعية وتضطر الإدارة لتشغيل المولدات العاملة بالديزل لتعويض السكان. وتجد شركة «يونيكوس» البرلينية في الجزيرة فرصة مناسبة لتجربة بطارياتها العملاقة.

وذكرت مصادر شركة «يونيكوس» أن تقنية صناعة بطاريات كبريتات الصوديوم الضخمة مستمدة من اليابان، حيث تخطط الحكومة هناك لاستخدامها لتزويد المستشفيات بالكهرباء في حالات الطوارئ وخصوصا عند حصول الهزات الأرضية أو الكوارث الطبيعية الأخرى. وتولى التقنيون ببرلين تطوير قدرة البطاريات وإنتاج نظام التوزيع وإعادة الشحن والتدوير.

وأعد العلماء الألمان في الشركة برنامجا كومبيوتريا لمحاكاة جزيرة «لا جراسيوزا» وتضاريسها وقراها بهدف تجربة البطاريات العملاقة. ويمكن للبطارية أن تعوض السكان عن الكهرباء في البيوت، إضافة إلى إضاءة الشوارع والجسور والموانئ الصغيرة وغيرها. وتم تنظيم البرنامج بحيث يحاكي توقف محطات الطاقة الشمسية والمراوح الهوائية في الجزيرة القاحلة وتدخل البطاريتان الجديدتان تلقائيا لتعويض السكان عن انقطاع التيار.

ويمكن للبطاريتين، في حالة نصبهما في محطة عالية، العمل لتعويض الجزيرة عن نقص الكهرباء عند حدوث «تسونامي» صغير أو عواصف عظيمة توقف عمل المراوح الهوائية. وطبيعي أن بطاريات كبريتات الصوديوم يمكن أن تكون محطة مساعدة مثالية لكافة المناطق التي تستخدم الطاقة البديلة وتعاني من انقطاعات. وتعد الشركة بأن البطاريتين توفران طاقة قابلة للتجديد بنسبة 100% وغير ضارة بالبيئة.

وتعتقد الشركة أنه من الممكن تعميم تجربة التزويد الكهربائي بالبطاريات الضخمة على القرى الصحراوية البعيدة في الصحراء الكبرى أيضا. كما تخطط الشركة، في تجربة لاحقة، لتزويد ملعب كرة قدم كامل في المساء، مع حفلة موسيقى روك كبيرة تتطلب مكبرات صوت وطاقة كهربائية عالية، باستخدام بطارياتها العملاقة من الجيل الثاني.

وبطاريات كبريتات الصوديوم بطاريات منتجة وحافظة للطاقة في ذات الوقت، ومن الممكن دائما إعادة شحنها. وهي نوع من «مراكم Accumulator» يعمل بقطبين أحدهما سائل والآخر صلب بدلا من القطبين السائلين في البطاريات التقليدية. ويصنع القطب الموجب من الصوديوم المذاب والقطب السالب من مادة جرافيتية مشبعة بالكبريت، ويعمل أوكسيد الألمنيوم فيها كعامل مساعد.