بايدن محذرا القادة العراقيين: أميركا ستعيد النظر في التزامها إذا عاد العنف

نائب الرئيس الأميركي قال إن بلاده تحول دورها في العراق من عسكري إلى دبلوماسي

نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي نجله الكابتن بو في معسكر للجيش الأميركي قرب بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

حذر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن المسؤولين العراقيين في بغداد من أن واشنطن قد تعيد النظر في التزاماتها في العراق في حال عاد العنف الطائفي والإثني إلى هذه البلاد. من ناحية ثانية، قال بايدن إن دور بلاده في العراق يتحول من عسكري إلى دبلوماسي.

وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى يرافق بايدن بعد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين العراقيين بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي «إذا عاد العنف فإن ذلك سيغير طبيعة التزامنا. لقد كان (بايدن) صريحا جدا بهذا الصدد». وأضاف «في حال أدت أعمال مختلف الأطراف في العراق إلى غرق البلاد مجددا في العنف الطائفي أو السقوط في العنف الإثني، فإن ذلك أمر لن يتيح لنا الإبقاء على التزامنا لأنه لن يكون في مصلحة الشعب الأميركي».

ولم يسبق لواشنطن أن أعربت عن مثل هذا القلق إزاء عدم إحراز تقدم في حل المشاكل التي تقسم العراقيين ويمكن في أي وقت أن تؤدي إلى استئناف العنف الذي أوقع العراق في الفوضى عامي 2006 و2007.

ووصل بايدن مساء الخميس إلى بغداد بعد يومين من انسحاب القوات الأميركية من المدن والبلدات العراقية التي أصبحت قوات الجيش والشرطة العراقية تتولى أمنها.

وأشار المسؤول الأميركي الكبير تحديدا إلى مشكلة مدينة كركوك واندماج مختلف المجموعات الإثنية والدينية في المجتمع العراقي وتعزيز المؤسسات الحكومية وقانون توزيع الثروات النفطية الذي لم يتم التصويت عليه حتى الآن. وكركوك التي تعوم على ثروة نفطية كبيرة، هي في صلب معركة بين الأكراد الراغبين في إلحاقها بإقليم كردستان والسلطة المركزية التي ترفض تماما هذه الفكرة.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، شدد المسؤول الأميركي على أن «كميات هائلة من الدم قد سالت، وأنفقت أموال لمساعدة العراق على النهوض. وكنا نريد أن يحصل ذلك لكننا لا نرغب البتة في إعادة ترميم ما ينكسر مرة أخرى إذا ما انهار العراق جراء تصرفات البعض».

غير أن بايدن بدا أكثر دبلوماسية أثناء المؤتمر الصحافي المشترك مع المالكي. وقال إن «الرئيس (باراك أوباما) وأنا شخصيا مسروران بالشوط الكبير الذي قطعه العراق منذ سنة، لكن الطريق المؤدية إلى السلام والاستقرار ما زالت صعبة. ولم ينته الأمر بعد». وأضاف بايدن أن «على العراقيين اتخاذ تدابير سياسية واستخدام العملية السياسية لتسوية خلافاتهم وتقديم مصلحتهم الوطنية على ما سواها».

واعتبر رئيس الوزراء العراقي من جهته أن الانسحاب الأميركي من المدن «يؤكد صدقية الاتفاقيات» الموقعة مع الولايات المتحدة. وقال «تم احترام هذه الاتفاقيات بدقة»، مشيرا بذلك إلى الاتفاق الأمني الذي وقع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وفتح الطريق أمام الانسحاب الكامل للقوات الأميركية في 2011.

واجتمع بايدن الجمعة مع أعلى مسؤولين أميركيين في العراق قائد القوات المسلحة الجنرال راي اوديرنو والسفير الأميركي كريستوفر هيل. كما اجتمع مع اثنين من المسؤولين السنيين من الحزب الإسلامي ومن المؤيدين لإصدار عفو على المسؤولين البعثيين السابقين حيث التقى نائب الرئيس طارق الهاشمي ورئيس البرلمان إياد السامرائي. كما اجتمع مع نائب الرئيس عادل عبد المهدي (شيعي).

من ناحية ثانية، قال بايدن خلال حفل أداء قسم الولاء لعدد من الجنود في الجيش الأميركي أثناء منحهم الجنسية الأميركية في بغداد، إن الولايات المتحدة قد وفت بالتزامها في سحب الجنود من المدن العراقية، والتركيز الآن ينصب على تعزيز العلاقات الدبلوماسية. وأضاف مخاطبا الجنود «لقد خسرتم 4322 من رفاقكم، وأكثر من 30 ألف جريح، بينهم 17 ألفا في حالة خطرة، لكن بفضل خدمتكم وتضحياتكم، خرج العراق من تحدي العنف الطائفي».

وتابع «لا يزال أمامنا الكثير من العمل الصعب لإنجازه هنا، لكن الفضل يعود لكم في بدء تسلم العراقيين مسؤولية مصيرهم، وسنبدأ بالترحيب بكم بالعودة إلى الوطن بشرف وتقدير تستحقونه». وقال بايدن إن «دبلوماسيينا والموظفين المدنيين سيركزون على مساعدة العراقيين في التوصل إلى أكثر التسويات الدبلوماسية الضرورية لإحلال السلام والأمن الدائمين».