أوباما يأمل في أن يكون المغرب كما كان في السابق رائدا في النهوض بالمصالحة بين إسرائيل والعالم العربي

قال إنه يتعين على العرب أن يعتمدوا على التزام مبادرة السلام العربية

TT

عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن أمله في أن يكون المغرب، كما كان في السابق، رائدا في النهوض بالمصالحة بين إسرائيل والعالم العربي. وأشاد الرئيس أوباما بالتزام العاهل المغربي الملك محمد السادس العمل على تعزيز أسس الحوار والاحترام المتبادل بين الأمم، وكذا من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط «انطلاقا من قناعاتنا المشتركة».

وقال الرئيس أوباما، في رسالة وجهها إلى ملك المغرب: «لقد عبرت في القاهرة عن رغبتي في العمل من أجل (انطلاقة جديدة) بين الولايات المتحدة والمسلمين في جميع أرجاء العالم.. وأكدت أننا نتقاسم نفس مبادئ العدل والتقدم والتسامح والكرامة بالنسبة لكل البشر. إن هذه المبادئ ـ يضيف أوباما ـ يجب أن تحفزنا على تحقيق سلام شامل قائم على حل الدولتين، والإسراع بإيجاد تسوية للنزاع العربي الإسرائيلي».

وخاطب أوباما العاهل المغربي قائلا: «يمكنكم، بصفتكم رئيسا للجنة القدس، أن تسهموا في جعل أعضائها يعملون بشكل بناء من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة. وإنني لواثق من أنه يمكننا العمل معا بهدف إرساء أسس مفاوضات مثمرة لفائدة السلام لكل شعوب المنطقة».

وأضاف: «من البديهي أنه لا يمكن لهذه المفاوضات أن تؤتي ثمارها، إلا إذا تمكنا من إقناع الأطراف بالانخراط فيها بشكل بناء. وقد دعوت كل هذه الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها»، مشيرا إلى أن ذلك يقتضي، بالنسبة لإسرائيل، وقف إقامة المستوطنات، وتفكيك المواقع المتقدمة، ورفع الحواجز. أما بالنسبة للفلسطينيين، فيرى أوباما أن الأمر يتطلب استمرارهم في تعزيز قواتهم الأمنية من أجل محاربة الإرهاب، ووضع حد للتحريض عليه، وإصلاح مؤسساتهم من أجل إقامة دولة فلسطينية.وذكر أوباما أن البلدان العربية تتحمل مسؤوليات، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية في حاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، للدعم المالي والسياسي من لدن البلدان العربية من أجل تجسيد رؤية سلام دائم وصد المحاولات الرامية إلى تقويضه. وأوضح الرئيس الأميركي أنه يتعين على البلدان العربية أن تعتمد على التزام مبادرة السلام العربية، للقيام بخطوات إزاء إسرائيل تصب في اتجاه وضع حد لعزلتها في المنطقة.

على صعيد آخر، قال أوباما، مخاطبا الملك محمد السادس، إنه «يدرك الأهمية التي تكتسبها قضية الصحراء الغربية بالنسبة لكم، ولمملكتكم، ولجميع السكان الذين عانوا بسبب هذا النزاع».

وأضاف أنني «أعتبر، كما هو الشأن بالنسبة لكم، أن المفاوضات التي تجري تحت إشراف الأمم المتحدة تشكل الإطار الملائم الذي من شأنه أن يفضي إلى حل يحظى بالقبول المتبادل». وتمنى أوباما أن يتمكن كريستوفر روس، الذي وصفه بـ«الدبلوماسي المحنك الذي يتوافر على تجربة واسعة بالمنطقة»، من تعزيز حوار بناء بين الأطراف.

وأبرز أوباما أن حكومة بلاده ستعمل مع الحكومة المغربية ومع أطراف أخرى بالمنطقة من أجل التوصل إلى حل يستجيب لاحتياجات السكان في ما يخص الحكامة الشفافة والثقة في دولة الحق والقانون وإدارة عادلة ومنصفة. وقال أوباما لملك المغرب: «إنني أقدر التزامكم الشخصي لفائدة تعزيز الحوار بين الديانات والثقافات، كما أنوه بجهودكم وجهود حكومتكم من أجل تطوير الروابط التي نحن في أمس الحاجة إليها لمواجهة التحديات الكبرى للعالم المعاصر». يذكر أن الملك محمد السادس كان قد بعث خلال الأسابيع الأخيرة رسائل إلى الرئيس الأميركي حول مختلف هذه القضايا.