مقتل جنديين أميركيين وكندي ونحو 32 مسلحا في مواجهات شرقي أفغانستان

طالبان على لسان المتحدث باسمها: معركتنا الفعلية ضد المارينز لم تبدأ بعد

جنود من قوات المارينز الأميركية يمرون عبر قرية ناوا في أفغانستان بحثا عن عناصر من طالبان أمس (أ.ب)
TT

في الوقت الذي تخوض فيه قوات المارينز معارك في جنوب البلاد في أكبر هجوم لها في الحرب المستمرة منذ 8 سنوات، قتل جنديان أميركيان ونحو 32 مسلحا في قتال شرقي أفغانستان أمس.

وأعلن الجيش الأميركي أن اثنين من جنوده قتلا، وأصيب 4 آخرون في تفجير في ولاية باكتيكا الشرقية المحاذية لباكستان، حيث تقاتل القوات الحكومية المسلحين هناك.

وقال السرجنت تشارلز مارش، المتحدث باسم الجيش، أمس «لقد وقع انفجار ربما يكون ناجما عن عبوة ناسفة في ولاية باكتيكا هذا الصباح، وقتل عنصران من الجيش الأميركي».

وأضاف «وبعد ذلك تعرضت القاعدة لهجوم بنيران عشوائية أطلقها المسلحون. وقتل اثنان من عناصر القوات الأميركية وأصيب أربعة آخرون». وأشار إلى أنه تم استدعاء الدعم الجوي بعد ذلك.

وذكر حميد الله زهواك، الناطق باسم الإدارة المحلية، أن الجنديين قتلا حين فجر متمردون شاحنة صهريج لنقل النفط أمام مبنى حكومي.

وأضاف زهواك «بعد الانفجار وصلت مروحيات أميركية وهاجمت عناصر طالبان الذين كانوا يحضرون لمهاجمة مقر الإقليم» في إشارة إلى إقليم زيروك، حيث وقع الحادث.

وتابع «قتل 32 عنصرا من طالبان»، مضيفا أنه تم العثور على جثثهم بعد معركة استمرت ساعتين بين المسلحين والمروحيات الأميركية في أعقاب التفجير. وأكد أن القوات الأميركية جرحت وأسرت ثمانية مسلحين. إلا أن الجيش الأميركي لم يستطع أن يؤكد لوكالة الصحافة الفرنسية عدد قتلى المسلحين.

وأعلن مسلحو طالبان بعد ذلك مسؤوليتهم عن الهجوم الذي قالوا إنه جرى على جبهتين، معترفين بمقتل خمسة منهم، باستثناء الانتحاري.

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان «اليوم نفذ حافظ عمر هجوما انتحاريا باستخدام 8000 كلغ من المتفجرات في صهريج (وقود) ضد قاعدة أميركية في زيروك». وأضاف «في الوقت ذاته نفذ 100 مجاهد هجوما على القاعدة عقب الانفجار.. ومني الأميركيون بخسائر جسيمة في الأرواح وفقدنا خمسة من مسلحينا». وتعد باكتيكا واحدة من أكثر المناطق اضطرابا في شمال البلاد، حيث يقاتل آلاف من عناصر القوات الأجنبية، ومعظمهم من القوات الأميركية، مسلحي حركة طالبان التي أطيح بها من السلطة في أفغانستان بنهاية 2001.

ويهدف التمرد إلى الإطاحة بالحكومة الأفغانية برئاسة حميد كرزاي، ووصل هذا العام إلى أعلى مستويات العنف.

وتقوم قوات المارينز البالغ عددها 4000 عنصر، إضافة إلى نحو 600 من القوات الأفغانية، بالهجوم في إطار خطة الرئيس باراك أوباما الجديدة للحرب في البلد المضطرب الذي يشهد تمردا دمويا لطالبان، مع التركيز في الوقت ذاته على حماية السكان قبل الانتخابات التي ستجرى في 20 أغسطس (آب). وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية في بيان مقتضب «لم تقع في صفوفنا أي ضحايا، بينما وقعت إصابات في صفوف العدو، ولكن ليس لدينا عدد».

من جهتها، أكدت طالبان، على لسان المتحدث باسمها يوسف أحمدي، أنها لم تبدأ بعد معركتها الفعلية ضد المارينز، ولفت أحمدي إلى أن المتمردين يستعدون لحرب عصابات ستؤدي إلى إلحاق هزيمة بالأميركيين، خصوصا في ناوا وغارمسير.

وأفاد الجنرال محيي الدين غوري قائد الجيش الأفغاني في الجنوب أن قواته صادفت الكثير من الألغام وعملت «بنجاح» على تفجيرها بالتعاون مع سكان محليين.

وفي الوقت نفسه، قتل جندي كندي من القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي في انفجار قنبلة، الجمعة، جنوبي أفغانستان، على ما أعلنت «إيساف» أمس، مؤكدة بذلك ما أعلنته السلطات الكندية.

وجاء في بيان لـ«إيساف» «قتل عضو في (إيساف) في هجوم بقنبلة يدوية الصنع أول من أمس (الجمعة) في جنوب أفغانستان».

وقال متحدث باسم «إيساف» في كابل إثر ذلك، إن الجندي القتيل كندي. وكان أعلن عن مقتل الكابورال نيكولا بولغر مساء الجمعة من قبل الجيش الكندي أثناء مؤتمر صحافي في قندهار (جنوب) بثته قناة التلفزيون الكندية العامة (سي.بي.سي)، وحدث الانفجار أثناء دورية في جنوب شرق قندهار، بحسب أوتاوا.

وأضاف الجنرال الكندي جوناتان فانس، أثناء المؤتمر الصحافي، أن خمسة جنود آخرين أصيبوا في الهجوم الذي وقع في إقليم زهاري في ولاية قندهار المضطربة.

وبحسب وسائل إعلام كندية موجودة في قندهار، فإن الجنرال نفسه كان ضمن القافلة التي كان بها الكابورال بولغر غير أنه نجا.

وتم نقل المصابين إلى مستشفى عسكري في قندهار. وأشار الجنرال إلى أن حياتهم ليست في خطر.

ورفع مقتل الكابورال عدد الجنود الكنديين الذين لقوا حتفهم في إطار مهمة بلادهم في أفغانستان منذ 2002 إلى 121. وهو ثالث جندي كندي يقتل بقنبلة يدوية الصنع في أقل من شهر في أفغانستان.

ويبلغ عدد أفراد القوات الكندية 2800 جندي ينتشرون في منطقة قندهار. ومن المقرر أن تنتهي مهمتهم في 2011.

وارتفع بمقتل الجندي الكندي عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في إطار عمليات القوات الأميركية وعمليات الحلف الأطلسي منذ بداية العام إلى 161، بحسب حصيلة يعدها موقع إلكتروني متخصص.

وتصاعدت أعمال العنف ـ التي يقوم بها متمردون أفغان بينهم بالخصوص حركة طالبان التي أطيح بها من السلطة نهاية 2001 من قبل تحالف دولي قادته واشنطن ـ منذ عامين، وذلك رغم انتشار 90 ألف جندي أجنبي في أفغانستان. وبلغ العنف في الأسابيع الأخيرة مستويات غير مسبوقة منذ الإطاحة بطالبان.