هندوراس تعلن انسحابها من منظمة الدول الأميركية.. وتغلق الباب على إعادة تنصيب الرئيس المخلوع

عزلتها الدولية تزداد بعد سحب السفراء الأوروبيين وتجميد منحها قروضا من البنك الدولي

TT

لم تنتظر السلطات الجديدة في هندوراس أن تعلق منظمة الدول الأميركية عضويتها بعد رفضها إعادة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا، فبادرت إلى إعلان انسحابها من المنظمة، لتغلق الباب أمام تشاورات جديدة حول إعادة تنصيب زيلايا. وقالت مارتا الفارادو نائبة وزير خارجية السلطات الجديدة في العاصمة تيغوسيغالبا التي كانت إلى جانب روبرتو ميتشيليتي رئيس هندوراس المعين، للتلفزيون الوطني: «نحن ننقض ميثاق منظمة الدول الأميركية وننسحب منها مع مفعول فوري». ولم يسبق لمنظمة الدول الأميركية أن طردت بلدا عضوا باستثناء كوبا التي علقت عضويتها في 1962، وأعادت في الآونة الأخيرة فتح الباب لها.

وكان أمين عام منظمة الدول الأميركية خوسيه ميغيل انسولزا قد أعلن فشله في تحقيق أي تقدم دبلوماسي مع قادة الانقلاب، وقال للصحافيين عقب لقائه مع ممثلي المؤسسات الرسمية التي من بينها المحكمة العليا وأيضا مع مؤيدين لزيلايا: «لم أكن أتوقع أن يغيروا رأيهم». وقال إن المنظمة تتجه نحو «تعليق» عضوية هندوراس. وكان رئيس المحكمة العليا في هندوراس أكد لانسولزا أن عزل زيلايا أمر «لا رجعة فيه».

ووصف انسولزا إقالة رئيس هندوراس بأنها «انقلاب عسكري». وكان وصول انسولزا إلى هندوراس قد أثار آمالا في بدء حوار، خاصة إثر إعلان ميتشيليتي أنه «لا يمانع» في تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. وكانت المجموعة الدولية تأمل في تمرير هذا المقترح كحل ممكن للخروج من الأزمة. ومن المقرر تنظيم انتخابات رئاسية في هندوراس في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكان زيلايا أعلن أنه سيعود إلى هندوراس اليوم، وأكد مصدر حكومي أرجنتيني أن رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز ستتوجه من واشنطن إلى هندوراس مع الرئيس المخلوع، وذلك قبل إعلان فشل مهمة رئيس منظمة الدول الأميركية. وهددت السلطات القضائية في هندوراس زيلايا بـ«التوقيف الفوري» في حال عاد إلى البلاد. وزيلايا الذي حكم هندوراس منذ يناير (كانون الثاني) 2006، عزل من منصبه قبل أسبوع بعد أن أوقفه عسكريون وطردوه من البلاد، وذلك بعد أن حاول تنظيم استفتاء حول احتمال ترشحه لولاية رئاسية ثانية، الأمر الذي اعتبرته المحكمة العليا غير شرعي. وتزداد عزلة رئيس هندوراس المعين ميتشيليتي والسلطات الجديدة على الساحة الدولية بعد تنديد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومعظم دول أميركا الوسطى. ولم يعد هناك أي سفير أوروبي في عاصمة هندوراس. وأكد البنك الدولي والبنك الأميركي للتنمية تجميد منح القروض لهندوراس. كما تم تجميد ما بين 300 و450 مليون دولار من المساعدات المالية الدولية، بحسب وزيرة مالية زيلايا، ريبيكا سانتوس.

واعتبر ويلي ماير النائب عن اليسار الموحد والمقرر الأوروبي للاتحاد الأوروبي المكلف ملف اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد ودول أميركا الوسطى، أنه بالنظر إلى الوضع الحالي، فإن هندوراس مستبعدة من المفاوضات بشأن هذا الاتفاق. وأعلن رئيس فنزويلا هوغو شافيز تعليق تزويد هندوراس بالنفط. وهندوراس تحظى باتفاق تعاون تفضيلي في مجال الطاقة مع كراكاس التي تزودها بمعظم استهلاكها. وفي تيغوسيغالبا واصل مؤيدو ومعارضو الانقلاب التظاهر كما حصل الخميس، حيث أطلق الجيش النار على أنصار الرئيس المخلوع في سان بيدرو سولا العاصمة الاقتصادية للبلاد (شمال) ما خلف جريحين اثنين على الأقل، بحسب نائب مؤيد لزيلايا.