ألغى النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير ميارديت زيارته إلى العاصمة البريطانية لندن التي كان مقررا لها أن تبدأ الاثنين المقبل بسبب إجراء الخارجية البريطانية تعديلات في برنامج زيارته، منها إلغاء لقاء بين رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون وكير، مما دفع حكومة الجنوب إلى إبلاغ الحكومة البريطانية بإلغاء الزيارة، فيما نفى الجيش الشعبي التابع لحكومة الجنوب ربط تسليحه بالاستفتاء على حق تقرير المصير لشعب الجنوب في نهاية الفترة الانتقالية عام 2011.
وكشفت مصادر مطلعة في حكومة الجنوب فضلت عدم الكشف عن هويتها لـ«الشرق الأوسط» عن أن كير ألغى زيارته إلى لندن التي كان مقررا أن تبدأ الاثنين بعد اعتذار رئيس الوزراء غوردن براون عن عقد لقاء مشترك بينهما كان ضمن برنامج زيارة الأول، وقالت المصادر إن الحكومة البريطانية هي التي قدمت الدعوة إلى كير في الأسبوع الأول من الشهر الحالي وتم تأجيلها إلى الاثنين المقبل بسبب ارتباط رئيس الوزراء البريطاني في قمة الدول الثماني المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما.
وأضافت أن كير وافق على تعديل الزيارة إلى الاثنين المقبل لكن الخارجية البريطانية قامت بإجراء تعديل آخر في برنامج لقاءات كير من ضمنها اجتماعه مع براون لارتباطات مسبقة له، وتابعت: «بعد أن تم إلغاء اللقاء بين كير وبراون قررت حكومة الجنوب إلغاء الزيارة من أصلها ورفضت أن تقتصر لقاءات كير على مسؤولي الخارجية وبعض نواب مجلس العموم»، ونفت المصادر وجود أزمة بين حكومة الجنوب و«10 داوننغ ستريت» واعتبرت أن هناك خطأ من الذين وضعوا برنامج الزيارة، وأشارت إلى أن حكومة الجنوب أبلغت السفارة البريطانية في الخرطوم أن النائب الأول رئيس حكومة الجنوب ألغى الزيارة إلى لندن، وقالت إن ترتيب أي زيارة أخرى إلى لندن يقوم بها كير ستحددها جوبا، وأكدت أن بقية الزيارات إلى عدد من الدول الأوروبية التي كان يفترض أن يزورها كير ألغيت هي الأخرى.
إلى ذلك رفض رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي التابع لحكومة جنوب السودان شبه المستقلة الفريق جيمس هوث في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ربط تسليح قواته بالاستفتاء على حق تقرير المصير لشعب الجنوب المحدد في اتفاقية السلام الشامل عام 2011، واصفا ربط تسليح الجيش الشعبي والاستفتاء لحق تقرير المصير في الجنوب بالسخيف، مشيرا إلى أن شراء حكومة الجنوب لأسلحة كان في العام الماضي.
وتابع «ليس هناك جديد في أمر شراء الأسلحة إطلاقا»، وقال إن اتفاقية السلام الشامل نصت على أن من حق الجيش الشعبي تسليح قواته وتدريبها، وأضاف «الذين يريدون منا أن نتسلح بالعصي والأخشاب؟ هذا لا يمكن ولن يحدث لأننا نحن جيش قومي ندافع أيضا عن أراضي السودان في جنوبه».