باكستان تدعو نازحي الهجوم العسكري للعودة إلى ديارهم

رئيسا وزراء باكستان والهند يلتقيان في مصر

TT

قتل خمسة من عناصر القوات شبه العسكرية وأصيب أربعة في انفجار لغم في ولاية بلوشستان المضطربة أمس، حسب ما أعلن مسؤولون باكستانيون. ووقع الانفجار في منطقة مرتفعة تضم عشرات من مناجم الفحم على بعد نحو 30 كلم شرق كويتا عاصمة هذه الولاية الجنوبية الغربية المحاذية لأفغانستان وإيران. وصرح مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية «اصطدمت عربتنا بلغم مما أدى إلى مقتل خمسة جنود وجرح أربعة آخرين».

وأوضح أن «العربة كانت عائدة إلى كويتا بعد أن نقلت إمدادات غذائية لجنود متمركزين في المنطقة». وأضاف أن أحد الجرحى في حالة الخطر. وأكد مسؤول أمني آخر انفجار اللغم. وقال «تلقينا تقارير بأن خمسة من الجنود قتلوا وأصيب أربعة جنود في انفجار اللغم». وتكثر انفجارات الألغام في ولاية بلوشستان التي تشهد تمردا إسلاميا وعنفا مذهبيا وتمردا إقليميا. وقتل المئات منذ أن بدأ البلوش تمردهم ضد الحكومة في عام 2004، مطالبين بالحكم الذاتي السياسي والحصول على جزء أكبر من عائدات الموارد الطبيعية الوفيرة في الولاية.

في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس إن بإمكان النازحين من مناطق الهجوم الواسع الذي تشنه القوات الحكومية على طالبان في المنطقة الشمالية الغربية، البدء بالعودة إلى ديارهم اعتبارا من 13 يوليو (تموز) الحالي. وصرح في مؤتمر صحافي بأن «النازحين سيبدأون بالعودة اعتبارا من 13 يوليو. وستنهي جماعة الدعم الخاصة وضع الاستراتيجية اليوم وستضع إجراءات لعودتهم وللأمن وغير ذلك من الترتيبات».

على صعيد آخر، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية بأن جيلاني سيلتقي نظيره الهندي مانموهان سينغ على هامش قمة عدم الانحياز التي ستعقد في مصر الأسبوع المقبل. وقال عبد الباسط المتحدث باسم الخارجية الباكستانية للصحافيين في إسلام آباد إن «رئيس الوزراء سيلتقي إضافة إلى نظيره الهندي عددا من رؤساء الحكومات والدول الآخرين» على هامش قمة عدم الانحياز التي ستعقد في مصر الأسبوع المقبل.

وأضاف «نحن نتوجه إلى هناك بانفتاح وأمل في استئناف الحوار المشترك». وكان سينغ الذي لقيت إعادة انتخابه ترحيبا في باكستان، قال في يونيو (حزيران) إنه يرغب في تجديد المساعي لإحلال السلام مع باكستان، إلا انه أكد أن على إسلام آباد القيام بمبادرة «قوية وفعالة» لإنهاء الإرهاب.

وسيكون سينغ، الموجود حاليا في إيطاليا للمشاركة في قمة مجموعة الثماني التي توسعت لتضم البلدان الناشئة، ضيف الشرف في احتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو (تموز) قبل أن ينتقل مساء اليوم نفسه إلى مصر للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز التي تعقد في 15 و16 يوليو.

وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية «سنلتقي بذهنية منفتحة على أمل أن يستأنف الحوار» حول عملية السلام. وأكد «أننا سنذهب بعقلية بناءة وإيجابية». وينتظر اللقاء بين الهند وباكستان منذ شهر. وكان رئيس الوزراء الهندي أطلق دعوات للسلام مع باكستان شرط أن تقضي باكستان على «الإرهاب» الإسلامي على أراضيها.

وكان سينغ قد التقى في ايكاترينبورغ في روسيا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على هامش قمة منظمة شنغهاي، التي شاركت فيها كل من الهند وباكستان بصفة مراقب. ولم تجر أي اتصالات على مستوى رفيع بين البلدين منذ اعتداءات مومباي 26 ـ 29 نوفمبر(تشرين الثاني) 2008. وأسفرت الاعتداءات عن 174 قتيلا بينهم تسعة من المهاجمين العشرة، ونسبتها الهند إلى مجموعة باكستانية إسلامية مسلحة بالتواطؤ مع الاستخبارات الباكستانية. وقد أدت هذه الاعتداءات إلى تجميد عملية السلام الشاقة التي انطلقت في يناير(كانون الثاني) 2004 بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا اللتين خاضتا ثلاث حروب فيما بينهما منذ استقلالهما في أغسطس (آب) 1947.