الصحف المغربية تحتج على أحكام قضائية لصالح العقيد القذافي بالامتناع عن نشر مقالات افتتاحية

الحزبية وصحيفة مستقلة لم تلتزم بالقرار.. والسفارة الليبية لا تعلق

TT

أحجمت بعض الصحف المغربية المستقلة أمس عن نشر افتتاحياتها المعتادة، وتركت الحيز الذي تخصصه للمقالات الافتتاحية فارغا. وكانت الصحف قررت القيام بهذه الخطوة احتجاجا على صدور أحكام قضائية ضد ثلاث صحف اتهمت بالمس بكرامة العقيد الليبي معمر القذافي. بيد أن بعض الصحف الصادرة أمس لم تلتزم بقرار الامتناع عن كتابة المقالات الافتتاحية اليومية.

وباستثناء الصحف المعنية بالحكم عليها في القضية بغرامة ثلاثة ملايين درهم (370 ألف دولار)، وهي «الأحداث المغربية»، و«المساء»، و«الجريدة الأولى»، وكذا المنابر الأخرى التي تضامنت معها، مثل «النهار»، و«أخبار اليوم»، و«التجديد»، و«أوغوردوي لوماروك»، وأسبوعيتا «الأيام»، و«نيشان»، فإن اليوميات الحزبية لم تلتزم بالقرار.

وكان لافتا للانتباه أن صحيفة «الصباح»، وهي أيضا صحيفة مستقلة وعضو في فيدرالية الناشرين، هي الوحيدة التي لم تلتزم بالقرار، وقال خالد الحري، رئيس تحرير «الصباح» إن السبب يكمن فقط في أن الصحيفة لا تنشر افتتاحية سوى ثلاثة أيام في الأسبوع، مشيرا إلى أن يوم أمس لم يكن من الأيام التي تنشر فيها افتتاحية. على صعيد آخر، اعتذر أحد مسؤولي مكتب الأخوة العربية، (السفارة الليبية)، بالرباط، عن إبداء الرأي حول القضية والمراحل التي سبقت إقامة دعوى ضد الصحف المغربية، موضحا أن هيئة الدفاع هي المخولة وحدها للتحدث في الموضوع، وزاد قائلا «هيئة الدفاع هي التي تتوفر على كل المعطيات». وفي سياق ذي صلة قال جمال محافظ، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين المغاربة، «إن البياض خيار مفروض على اليوميات المغربية، أملته أحكام مثقلة بالغرامات تدخل في إطار الإعدام الاقتصادي للصحافة» على حد تعبيره.

وأكد محافظ أن النقابة، وكما عبرت عن ذلك في بيان لها، أثناء المحاكمة تعبر عن تضامنها مع الصحف الثلاث، داعيا إلى إعادة النظر في قانون الصحافة، وتغيير الفصل 52 منه، والمتعلق «المس بصفة علنية بشخص رؤساء الدول، وهو نسخة سيئة من الفصل 36 من القانون الفرنسي، والذي تم إلغاؤه لتعارضه مع حرية التعبير». يذكر أن أسلوب البياض اعتمدته الصحافة المغربية فترة الاحتلال الفرنسي للبلاد، للاحتجاج على الرقابة التي كانت مفروضة عليها، كما لجأت الصحف اليومية إلى الأسلوب نفسه خلال مرحلة الاحتقان السياسي ضمن ما يعرف «بسنوات الرصاص» خلال سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات.