أوباما لإيران: لن ننتظر حتى نستيقظ يوما لنجد أنفسنا في وضع أسوأ

قال إن مجموعة الثماني لن تظل تنتظر إلى ما لا نهاية رد طهران

TT

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إن القوى الكبرى في مجموعة الثماني مجمعة على أنها لن تنتظر إلى ما لا نهاية رد إيران بشأن ملفها النووي. وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في ايطاليا «لن ننتظر إلى ما لا نهاية ونسمح بتطوير أسلحة نووية وانتهاك المعاهدات الدولية، ثم نستيقظ يوما لنجد أنفسنا في وضع أسوأ من دون التمكن من التحرك».

وأضاف «آمل أن يطلع القادة الإيرانيون على البيان النهائي لمجموعة الثماني ويلاحظوا أن موقف العالم واضح». وشدد الرئيس الأميركي أيضا على أن قمة لاكويلا ليست المنبر الذي سيفرض عقوبات جديدة على إيران، وقال «سنعاود تقويم الموقف الإيراني» خلال القمة المقبلة لمجموعة العشرين في سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة. وتابع «المجتمع الدولي قال إن ثمة بابا» يتيح إجراء حوار، وأن إيران «تستطيع عبوره بهدف خفض التوتر والانضمام في شكل كامل» إلى المجتمع الدولي. وقال أوباما أيضا «إذا اختارت إيران عدم عبور هذا الباب» فإن هذا الأمر سيثير قلق دول مجموعة الثماني و«اعتقد أن دولا أخرى عدة ستقول (أيضا) إننا نحتاج إلى تجاوز مراحل إضافية».

كما قال الرئيس الأميركي إن قادة مجموعة الثماني قلقون للغاية بشأن «الأحداث المريعة» التي تلت الانتخابات الإيرانية والخطر الذي تمثله إيران بالنسبة للانتشار النووي. وقال أوباما في نهاية قمة مجموعة الثماني في إيطاليا «لا نزال قلقين للغاية بشأن الأحداث المريعة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، ونحن منزعجون للغاية من مخاطر الانتشار النووي التي يمثلها برنامج إيران النووي على العالم». وأضاف «لقد عرضنا على إيران مسارا يقودها إلى تبوؤ مكانتها الصحيحة في العالم. إلا أن هذا الحق ترافقه مسؤوليات ونحن نأمل في أن تختار إيران الالتزام بتلك المسؤوليات.

وأوضح أوباما أنه متمسك باستراتيجية محاولة التعامل مع إيران دبلوماسيا، على خلاف سياسة سلفه جورج بوش الذي اتبع استراتيجية عزل إيران.

لكن محاولة أوباما تعطلت بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في 12 يونيو (حزيران) التي فاز بها الرئيس محمود أحمدي نجاد بفارق واسع، وفرضت قوات الأمن إجراءات صارمة وعنيفة على المحتجين الذين زعموا أن الانتخابات زورت.

وحاول أوباما، الذي زاد من حدة لهجته تجاه إيران بعد أن تلقى انتقادات في بلاده بسبب تعامله الحذر مع الأحداث التي أعقبت الانتخابات، تشكيل جبهة موحدة ضد إيران في قمة الثماني.

وقال إنه وآخرين سعوا فقط إلى الاستنكار القوي الذي قدمته قمة الثماني، لا إلى أن تفرض القمة عقوبات جديدة ضد إيران على الرغم من خروج أنباء تفيد بالعكس.

لكن لم تتبين بعدُ طبيعة الضغوط التي يمكن أن توضع في ما بعد على إيران التي رفضت المطالب الدولية بتعليق برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب أنه يهدف إلى صنع أسلحة نووية، والذي تقول طهران إنه مخصص لإنتاج الكهرباء. وعلى الرغم من عضوية روسيا في مجموعة الثماني، فإنها قد أحجمت دائما عن تضييق العقوبات على إيران. وهي شريك تجاري وأحد زبائن السلاح الروسي. إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الكندي لورانس كنون، أن كندا استدعت القائم بالأعمال الإيراني في أوتاوا لمطالبته بإطلاق سراح الصحافي الإيراني ـ الكندي نزيار بحري المعتقل في إيران وتقديم إيضاحات حول مصيره، كما نصحت رعاياها بعدم القيام «بالرحلات غير الضرورية» إلى إيران. وقال الوزير في بيان «لقد استدعيت هذا الأسبوع القائم بالأعمال (الإيراني) في أوتاوا، وطلبت منه حث السلطات الإيرانية على إطلاق سراح بحري، وكررت الطلب الكندي لحصوله على زيارة قنصلية» وأن تحترم حقوقه. وأضاف أن كندا طلبت «إيضاحات حول المزاعم ضد» بحري، موضحا أن أوتاوا ستواصل ممارسة ضغط على إيران في هذه القضية. وأوضح أن «بحري هو صحافي محترف وله خبرة وكان يقوم بعمله».

ومن جهة أخرى، عدلت الوزارة نصائحها للمسافرين وطلبت منهم «تحاشي أية رحلة غير ضرورية» إلى إيران، حسب ما جاء في الموقع الإلكتروني للوزارة.

وأوضح الوزير كنون أن «كندا قلقة جدا من الإبقاء على الصحافي الكندي نزيار بحري معتقلا، وإصرار النظام الإيراني على ضرب بعض حقوق الفرد الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير التي تواصل التعرض لها بشكل متعمد».