الأمم المتحدة: نصف النازحين من منطقة المعارك بين طالبان والجيش الباكستاني عادوا إلى منازلهم

المبعوث الدولي طلب من الدول المانحة تقديم المزيد من المساعدات

TT

قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن أكثر من نصف النازحين الذي فروا من منازلهم في بونر، شمال غربي باكستان، هربا من المعارك بين قوات الأمن الباكستانية وطالبان، عادوا إلى منازلهم. وأضاف أن المنظمة الدولية مستعدة لتقديم يد العون في إعادة من نزحوا، على الرغم من مخاوف مما إذا كانت الظروف مواتية لذلك.

وأعلنت باكستان أمس عزمها البدء في إعادة ما يقرب من مليونَي شخص فروا من الصراع إلى بيوتهم وذلك على مراحل ابتداء من يوم الاثنين القادم. وتمثل محنة هؤلاء المواطنين قضية حساسة بالنسبة إلى الحكومة الباكستانية، لأنها قد تُحدِث تراجعا في التأييد الشعبي لهجوم بدأته ضد طالبان الباكستانية قبل أكثر من شهرين إذا عانى أهالي المنطقة كثيرا.

وقال جون هولمز نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة أمس، إن المنظمة الدولية تأمل أن ترى النازحين وقد عادوا إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن لكن يجب أن يكون الوضع الأمني والخدمات الأساسية مقبولَين قبل عودتهم. وقال هولمز لصحافيين في العاصمة الباكستانية بعد أن قضى يوما كاملا في بلدة سلطانة التي عانت أكثر من غيرها من الدمار في الشهرين الماضيين: «هذا أمر نناقشه كثيرا مع الحكومة للتأكد من أن الظروف من وجهة نظرنا جيدة. إننا مهتمون كثيرا بأن لا يُجبَر الناس على العودة قبل أن يكونوا مستعدين». وأضاف: «أسوأ ما يمكن حدوثه هو أن يعود الناس إلى ديارهم في بعض المناطق ثم يضطروا إلى النزوح عنها مجددا لأن الوضع هناك غير مرض».

وأكد هولمز أن الأمم المتحدة حصلت على نحو 42 في المائة من مبلغ 543 مليون دولار من المساعدات كانت قد طلبته في مايو (أيار) لكن من المهم أن يقدم المانحون الدوليون أموالا لمساعدة باكستان على مواجهة تحدي تقديم العون للنازحين في المخيمات ولدى عودتهم إلى ديارهم. وقال: «حتى إن أعيدوا بأعداد كبيرة وبسرعة فإننا نتوقع أن تكون الحاجات الإنسانية كبيرة بقية العام».

ويعيش غالبية النازحين مع عائلاتهم أو أصدقائهم في ما يعرف بالمجتمعات المضيفة بينما يعيش نحو 280 ألفا في مخيمات. وعاد 380 ألف شخص بالفعل إلى منطقة بونر لكن الوضع في منطقة وادي سوات التي كانت مزارا سياحيا من قبل وتقع شمال غربي إسلام آباد أسوأ من الناحية الأمنية. وطرد الجيش متشددي طالبان من بلدات سوات ويسيطر على خطوط الاتصالات الرئيسية لكن اشتباكات اندلعت في بعض المناطق وما زال سكان كثيرون يخشون العودة بعدما تعرضت بيوتهم للنهب أو للتدمير.

ويقول مسؤولون حكوميون إن أكثر من 1700 متشدد قُتلوا في المعارك. ولم تتوفر تقديرات من جهة مستقلة لعدد القتلى كما لم يقتل أي من القادة المتشددين البارزين في المنطقة مما أثار مخاوف من إمكانية عودة نشاط المقاتلين. وبدأ الجيش الباكستاني هجوما في أواخر أبريل (نيسان) بعدما أثار تقدم طالبان إلى أراضٍ قريبة من العاصمة مخاوف حول استقرار باكستان حليفة الولايات المتحدة والدولة التي تملك ترسانة نووية. وقال هولمز إنه في الوقت الذي تعمل فيه الأمم المتحدة مع الحكومة الباكستانية للتوصل إلى استراتيجية لإعادة النازحين فإنها قد تُضطرّ إلى الحد من المساعدة التي تقدمها إذا لم تكن عودة النازحين طواعية أو إذا لم تطبق مبادئ إنسانية أخرى. وأضاف: «إذا جرت عمليات الإعادة بطريقة تسبب لنا صعوبة كبيرة معها فسيؤثر هذا على مقدار دعمنا لهذه العمليات». وقال: «علينا أن نكون عمليين بشأن هذا الأمر أيضا. قد لا تكون الظروف ملائمة بنسبة مائة في المئة في كل المناطق. نحن نعلم هذا».