نائب رئيس المجلس الشيعي يعتبر الثلث المعطل «بدعة» في بيان.. اضطر لسحبه لاحقا

الحريري يستعد لتقديم أول الصيغ الحكومية مطلع الأسبوع.. وجنبلاط يدعو لفتح «صفحة جديدة» مع سورية

TT

يتحضر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لطرح أول الصيغ الحكومية مطلع الأسبوع المقبل، في وقت يستمر بإجراء مشاوراته مع الأحزاب اللبنانية المختلفة. وبدا لافتا أمس كلام لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، المقرب من حزب الله وحركة أمل، اعتبر فيه أن الثلث المعطل الذي تطالب فيه المعارضة «بدعة». إلا أن مكتب قبلان أصدر بيانا ثانيا وأعاد توزيعه على وسائل الإعلام، سحب منه الكلام عن الثلث المعطل وطلب اعتماد البيان الثاني.

وطالب قبلان بالإسراع في «تأليف الحكومة، لا سيما أن الثلث الضامن والمعطل هو بدعة»، وقال: «علينا أن تؤلف الحكومة من العاملين لمصلحة الناس والوطنيين والخيريين، فنختار الأفضل والأحسن من المعتدلين والمستقيمين، ويجب أن تبتعد عن القال والقيل والتهويل، وليضع الجميع نصب أعينهم مصلحة العباد ومسيرة البلاد». وتطالب المعارضة بالحصول على الثلث المعطل داخل الحكومة، وهي النسبة التي تخولها تعطيل بعض القرارات التي لا توافق عليها. واعتبر قبلان أن «الطروحات المبدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. في لبنان عينات ونماذج جيدة علينا أن نختار منها ونعمل لدعم مسيرة الحكومة حتى تخرج إلى الوطن وتكون مرضية عند غالبية اللبنانيين. نحن لا نريد الانضمام لأي فريق، بل نتيح الحق، لأن الحق أحق أن يتبع، ونريد أن يكون لبنان مدعوما بمؤسسات كمؤسسات الجيش وقوى الأمن بالتعاون مع المقاومة».

من جهته، أكد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط أمس «أن بعضا من صفحات الماضي يجب أن تطوى، وأن نطبق (الطائف) ونحترمه، وقد اكتشفنا ذلك». وقال: «زرت البطريرك صفير أمس (أول من أمس)، وأكدنا أننا دفعنا تضحيات كبرى في ما مضى. لا بد من فتح صفحة جديدة مع سورية. لا نستطيع أن نبقى دائما معقدين، وأن نرسي قواعد الكراهية بين الشعب اللبناني والشعب السوري. أقول ذلك، ووضعي مع سورية مختلف عن وضع كل الناس، لكن أتحدث هنا عن الشعب اللبناني والشعب السوري. آن الأوان لفتح صفحة جديدة».

ونفى جنبلاط إمكانية «تلزيم الطائف إلى سورية مرة جديدة». وقال: «الطائف وضعته سورية والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية. اليوم هناك محاولة تقارب سعودية ـ سورية، وهذا مفيد ومهم جدا لاتفاق الطائف ولا نريد من الولايات المتحدة أو غيرها، إذا ما يريدون تصفية حسابات مع النظام السوري أو مع إيران أن يستخدموا لبنان». واعتبر أنه «لا استقرار في لبنان منذ عام 1958 إذا لم يكن هناك استقرار في العالم العربي، ومحوره المملكة العربية السعودية وسورية. وإذا كان لا بد من الحديث مع إيران فلا بأس». وأشار إلى أن «الرئيس سعد الحريري موافق على زيارة سورية بعد أن تشكل الحكومة، ومن الأفضل بأن يشكل الحكومة ويذهب إلى دمشق في حضور ورعاية (خادم الحرمين الشريفين) الملك عبد الله (بن عبد العزيز)، وقيل لي ربما الرئيس (اللبناني) ميشال سليمان، والرئيس بشار الأسد طبعا». وأكد أنه «بعد أن يذهب الشيخ سعد الحريري أعالج ملفي مع السوريين على طريقتي».

وقال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إن المعارضة «مرتاحة» إلى وضعها تماما، وأضاف: «نحن مرتاحون سياسيا وشعبيا، ومرتاحون إلى كل الخطوات التي يمكن أن تواجهنا في المستقبل وإلى كل الاستحقاقات التي ستأتي أمامنا. لسنا قلقين ولا متوترين، ولا لاهثين وراء الحقائب، ولا نعيش حالة إرباك، بل نعتبر أن المعارضة اليوم متماسكة وقادرة على أن تساهم مساهمة فاعلة في مستقبل لبنان». وأشار إلى أن المعارضة «قدمت ما عليها بالقول إنها مستعدة للمشاركة في حكومة وحدة وطنية، وتعرفت بإيجابية كاملة على قاعدة تأكيدنا المسار السياسي للبنان (...) وننتظر من الرئيس المكلف أن ينهي مشاوراته ليعلمنا بما يمكن أن يفعله، وعندها نعطي أجوبتنا النهائية، لأن قاعدتنا أن نعمل كشركاء، وهو مسؤول عن أن يقدم الفكرة التي تعزز الشراكة».