وزارة الخارجية الأميركية تعيد النظر في المساعدات الخارجية

المشرفة على المراجعة: نريد أن تتماشى سياساتنا مع قيمنا

TT

احتفالا بمرور 6 شهور على توليها منصبها، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عزمها إدخال مراجعة كل 4 أعوام على عمل الوزارة، مشددة على أهمية إعادة النظر في طريقة توزيع المساعدات الخارجية التي تكلف الولايات المتحدة المليارات من الدولارات سنويا، وكانت ميزانية المساعدات الخارجية للعام الحالي قدرت بنحو 54 مليار دولار. وستتم مراجعتان، واحدة لعمل الوزارة وثانية للمعونات للدول المحتاجة، وستكون الأخيرة بالتنسيق مع «يو.إس.آيد»، الذراع الحكومي للمساعدات الخارجية المؤسس عام 1961، كي يتم التنسيق بين أهداف الدبلوماسية الخارجية والمساعدات الخارجية. ومن اللافت أن كلينتون تريد إشغال كبار المسؤولين الأميركيين بهذا البرنامج، بدلا من تركه للبيروقراطيين، وهو ما عادة حدث في السابق.

وقال نائب وزير الخارجية جيكوب ليو في مؤتمر صحافي «نحن نبحث عن برنامج مساعدات خارجية يتماشى مع أهداف سياستنا الخارجية»، مضيفا أن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية مهتمون بالعملية التي «سيقودها كل أعضاء وزارة الخارجية و(يو.إس.آيد)». وستشرف آن ـ ماري سلوتر، وهي مدير مكتب تخطيط السياسة في وزارة الخارجية، على العملية التي لم يحدد إطار زمني لها. وشرح ليو «لا توجد لدينا رفاهية استغراق السنوات للعمل على هذا المشروع، خاصة أن علينا تقديم موازنتنا بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل.. ولكن العملية ستستغرق شهورا أطول». وتوقع ليو أن تتماشى مراجعة الدعم الخارجي مع عملية الموازنة للوزارة، بينما قال إن المراجعة للسنوات الأربع لعمل الوزارة ستستغرق وقتا أطول قد يدوم عاما. واعتبر ليو أن «مبادرات مثل حماية الغذاء والصحة العالمية تصب باتجاه المراجعة الأشمل للوزارة التي تعتمد على النتائج الملموسة». وقالت سلوتر إن «جميع الموظفين والسفارات سيكون لهم دور في المراجعة وقد طلبنا منهم إرسال مقترحاتهم قبل الخروج بتقرير شامل».

ورفض ليو الخوض في تفاصيل الخطط المستقبلية للمساعدات لمناطق مثل الشرق الأوسط وكيف ستتأثر المساعدات الحالية بسبب هذه المراجعة، قائلا «علينا انتظار ما نخرج به». ولكنه أضاف «علينا أن ننظر كيف يمكننا التقدم مع دول وجدنا من الصعب العمل معها في السابق، وهذا جزء من صناعة السياسة في الوزارة». وصرحت سلوتر، التي تعمل عن قرب مع كلينتون وحضرت المؤتمر الصحافي، إن هدف وزيرة الخارجية هو «جعل التنمية والدبلوماسية بالأهمية نفسها». وأضافت أن «الأهداف تشمل الصحة والتعليم وحقوق المرأة، وتحسين هذه القضايا جزء من سياستنا الخارجية»، موضحة «نريد أن ندخل قيمنا في سياساتنا، نريد أن نعرف كيف أن سياستنا الحالية تخدم قيمنا.. نريد أن ننسق كيف نصرف الأموال مع قيمنا».

والتقت كلينتون بأعضاء وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، لتوضيح خططها والمراجعة المزمعة للوزارة، تمهيدا لإلقاء خطاب رئيسي في «مجلس العلاقات الخارجية» يوم الأربعاء المقبل لتوضيح استراتيجيتها في قيادة وزارة الخارجية الأميركية.

ولفت ليو إلى أنه تم اتخاذ قرار إطلاق المراجعة الشاملة «لأننا لا نعمل بالمستوى المطلوب وعلينا السؤال حول كيف يمكن أن نحسن أداءنا»، مشيرا إلى قرار وزارة الدفاع الأميركية خوض مراجعة مماثلة في السابق. وقال إن «ذلك القرار جعل الوزارة تعمل بشكل أفضل وهذا ما نسعى إليه». وفي ما يخص مراجعة المساعدات المالية، أوضح ليو «هذه العملية تشمل جهات عدة وليست فقط الوزارة، مثل (يو.إس.آيد) ووزارة التجارة وغيرها، ونريد أن ننسق بين الأطراف كلها بشكل أفضل»، مضيفا «نريد أن تكون العملية مثالية خلال 12 شهرا».