مسؤول أمني عراقي لـ «الشرق الأوسط»: أدلة ومعلومات عن تحركات لمجموعات إرهابية

فتح تحقيق في مقتل سائق شاحنة عراقي برصاص جندي أميركي

TT

أكد مسؤول أمني عراقي، أن الأجهزة الأمنية تملك الآن معلومات وأدلة عن تحركات بعض المجموعات الإرهابية، نيتها تنفيذ عمليات إرهابية في البلاد. وقال المسؤول: «نريد أن تتوفر أدلة أكثر لنتمكن من الإمساك بهذه المجموعات التي تنوي الشر للمواطن العراقي».

ولفت المسؤول، رافضا ذكر اسمه، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التفجيرات الأخيرة لن تثن القوات الأمنية العراقية عن القيام بواجبها، على الرغم من حصول بعض الخروقات هنا أو هناك». وأضاف أن الدور الاستخباراتي «سيكون فاعلا خلال الفترة المقبلة، حيث ستنزل مجموعات أمنية عالية التدريب إلى الشارع وبالزي المدني، لنكون قريبين من الحدث». وقال «ستشترك في هذه المجاميع جميع القوى الأمنية سواء من الداخلية والدفاع».

وحول المعلومات التي تفيد بأن قوات الشرطة ستستلم المدن والجيش سيسلم المناطق الساخنة، أوضح المسؤول، «أن المفهوم العام بالنسبة لدور الجيش هو حماية سور الوطن والأرض والسماء، أما قوات الشرطة فمهامها الأمن الداخلي»، معتبرا أن هذا التصنيف في العمل «جاء في وقته المناسب لا سيما أن مستوى الجريمة قد قل بعد تسلم السيادة». وأكد «أن القوات الأمنية جاهزة لأن تسيطر على الأرض، على الرغم من حصول بعض الخروقات الأمنية، التي عادة تحدث في كل العالم، لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الساحة العراقية كانت مفتوحة أمام من هب ودب بعد سقوط النظام، وعليه فإن الكرة الآن في ملعب الدول العربية المجاورة، في الحد من دخول الإرهاب إلى البلاد». من جانبه، أوضح محمد العسكري، الناطق باسم وزارة الدفاع، لم تصدر إلى الآن تعليمات أو توجيه لتسلم الملف الأمني، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط»، «أن الجيش ما زال يستلم جميع الملفات وبمساعدة وزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب» مشيرا، «نتمنى أن تستكمل وزارة الداخلية جاهزيتها بالكامل لتستلم مهامها الأمنية». وكان عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب عن التحالف الكردستاني فرياد راوندوزي، قد أكد في تصريحات صحافية، أن قوات الأمن العراقية لن تستطيع في الوقت الحاضر القضاء على نشاطات الجماعات المسلحة، وإنما يمكنها الحد من نشاطات هذه الجماعات، معربا عن اعتقاده بأن الهجمات التي شهدتها المدن الخميس الماضي، هي محاولة من تلك الجماعات لاختبار قدرات القوات الأمنية العراقية على مسك الملف الأمني، بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن.

إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي أمس، أن أحد جنوده قتل سائق شاحنة عراقيا أول من أمس، شمال بغداد، عن طريق الخطأ. وأوضح بيان للجيش أوردته وكالة «الصحافة الفرنسية» أن رتلا عسكريا توقف على الطريق بين بلد وتكريت، إثر إصابة إحدى العربات المخصصة للشؤون اللوجيستية بعطل صباح الجمعة. وتابع أن الجنود أشاروا لسائق الشاحنة، التي كانت تقترب من الخلف، بالتوقف لكنه ضاعف السرعة بدلا من تخفيفها، ما دفع بأحدهم إلى إطلاق النار عليه وقتله.

وأكد البيان أن شابا كان برفقة السائق لم يصب بأذى، مشيرا إلى فتح تحقيق مشترك أميركي ـ عراقي لكشف ملابسات الحادث. وقال الميجور ديريك تشنغ، المتحدث باسم قوات التحالف في الشمال: «نأسف لما حدث ونقدم تعازينا لعائلة السائق. إنه حادث مأساوي، لكن الجندي شعر بالخطر». وأضاف، «كان يحمي القافلة بمواجهة ما اعتقد أنه هجوم، وقام بذلك وفقا للاتفاقية الأمنية» في إشارة إلى الاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن الخريف الماضي، وتنص على انسحاب القوات الأميركية بشكل تام نهاية عام 2011.