أردوغان يدعو السلطات الصينية إلى وضع حد للتنكيل بالإيغور.. وعودة الهدوء إلى أورومتشي

الجيش الصيني يقول ان على جنوده تعلم كيفية احترام الأقليات الإثنية في البلاد

TT

طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الإدارة الصينية وضع حد للتنكيل بالإيغور المسلمين الناطقين بالتركية، معربا من جديد عن تضامن تركيا بعد الاضطرابات التي شهدها إقليم شينغيانغ. وقال أردوغان في خطاب ألقاه خلال اجتماع لحزبه العدالة والتنمية (الحاكم والمنبثق عن التيار الإسلامي) نقلته القنوات التلفزيونية «نطالب الحكومة الصينية بالتخلي عن التنكيل لأنه لن يعود عليهم بالنفع».

وأكد أردوغان أن «أي دولة وأي مجتمع يعتدي على حياة وحقوق مدنيين أبرياء لا يمكن أن يضمن أمنه ورخاءه» مشيرا من جديد إلى حدوث «فظاعات» خلال الاضطرابات القومية التي تشهدها منذ الأحد أورومتشي عاصمة شينغيانغ والتي أوقعت 184 قتيلا على الأقل وفقا للسلطات الإقليمية. وأضاف: «سواء كانوا أتراكا إيغور أو صينيين فإننا لا نستطيع السكوت على هذه الفظاعات. ومعاناة الإيغور هي معاناتنا».

وكان أردوغان قال أول من أمس، إن الاضطرابات التي وقعت في الإقليم تشكل «نوعا من الإبادة». وترفض تركيا رسميا أي نزعة انفصالية للناطقين بالتركية في شينغيانغ. وتقيم جالية كبيرة من الإيغور في تركيا حيث تدعمها خصوصا المنظمات القومية.

وبعد حوالي أسبوع على بدء الاضطرابات في مدينة أورومتشي الصينية، يبدو أن عاصمة إقليم شينغيانغ في غرب البلاد، بدأت تعود إلى طبيعتها وسط استمرار انتشار كثيف للقوات الأمنية. إلا أن الأعداد الرسمية للقتلى الذين سقطوا في المواجهات بين الإيغور المسلمين وإثنية الهان، قد ارتفعت، بعد أن قالت السطات إن عدد القتلى وصل إلى 184 شخصا بعد أن كان 159، لكن المعارضة في المنفى تشير إلى حصيلة أكبر من آلاف القتلى.

وقالت صحيفة «الجيش» في افتتاحية نشرتها أمس، إن على الجيش الصيني «الضمانة الصلبة للاستقرار الاجتماعي»، أن يعلم جنوده كيفية احترام الأقليات الإثنية في البلاد. وأضافت افتتاحية الصحيفة أن على الضباط والجنود «أن يولوا انتباها إلى الممارسات الدينية وإلى التقاليد» لدى الأقليات و«العمل بنشاط على مساعدة أفراد الإثنيات كافة على العودة إلى الحياة الطبيعية وإلى العمل».

وتابعت صحيفة «الجيش»: «سواء كنا في زمن الثورة والحرب أو زمن السلم، فإن حماية الاستقرار الاجتماعي والدفاع عن الحق في العمل بسلام والدفاع عن سيادة الأراضي الوطنية تشكل الدور المقدس لجيش الشعب».

وقال مراسل الصحافة الفرنسية في أورومتشي، إن كثافة التواجد الأمني تراجعت بعض الشيء، حيث حلت سيارات الجيب محل القوافل الطويلة للشاحنات العسكرية. وقال حمادي وهو حارس أمني في سوق معلوماتية في المدينة في شارع الشعب الفاصل بين أحياء الإيغور والهان، «كل شيء يسير على ما يرام، الوضع مستقر حاليا. لقد مرت أيام ولم نشهد خلالها مشاكل».

وفي وقت متأخر أول من أمس، أعلنت السلطات الإقليمية حصيلة جديدة لأعمال العنف في أورومتشي لترتفع إلى 184 قتيلا، وأعطت للمرة الأولى تعدادا وفقا للمجموعات الإثنية: 137 من الهان الإثنية التي تشكل غالبية في الصين و46 من الإيغور الإثنية المسلمة الناطقة بالتركية والتي تشكل الغالبية في شينغيانغ، فضلا عن شخص من هوي وهي إثنية مسلمة أخرى. وكانت الحصيلة الرسمية السابقة تشير إلى 156 قتيلا وأكثر من ألف جريح. إلا أن ربيعة قدير، المعارضة الإيغورية المقيمة في المنفى في الولايات المتحدة، قدرت عدد القتلى بالآلاف.

إلى ذلك، أعلنت السلطات البلدية أن عائلات «المدنيين الأبرياء» الذين قتلوا في أورومتشي، ستتلقى 200 ألف يوان (21 ألف يورو) كتعويضات و10 آلاف يوان كمساعدات لمراسم الجنازة. وأوضحت الحكومة الإقليمية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ذلك يشمل «جميع القتلى من الهان والإيغور». واشتكى العديد من المسلمين من عدم تمكنهم من استعادة جثث قتلاهم.