إنفلونزا الخنازير: منظمة الصحة العالمية تصدر إرشادات خلال أيام حول إنتاج اللقاحات

قد توصي بإنتاجها بأقصى سرعة قبل الخريف.. أو بشكل محدود مع خطة للتلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية

TT

تعمل منظمة الصحة العالمية على إصدار إرشادات الأسبوع المقبل حول الحاجة لإنتاج لقاحات مضادة لفيروس «اتش1 ان1»، المسبب لإنفلونزا الخنازير، في وقت ينتشر فيه الفيروس بوتيرة سريعة في العالم، ويتسبب في ازدياد أعداد الوفيات. وقد تسبب مقتل شخص في بريطانيا بالفيروس من دون أن تكون لديه مشاكل صحية أخرى بموجة من الفزع، علما بأن 13 شخصا آخر كانوا توفوا بالمرض في بريطانيا إنما قيل إنهم كانوا يعانون من مشاكل صحية أخرى.

وتعمل شركات بالفعل لإنتاج لقاح للمرض، إلا أن عدد من الخبراء يشككون في إمكانية بدء حملة لإعطاء لقاح ضد الفيروس. لكن لا تزال هناك تساؤلات حول كمية اللقاحات التي يجب أن تكون الشركات مستعدة لإنتاجها وما إذا كان يجب عليها محاولة زيادة المعروض باستخدام مكونات يطلق عليها العناصر المساعدة بالإضافة إلى من يجب أن يحصل على اللقاح. وفيما يلي بعض التصورات المحتملة:

ـ إنتاج لقاحات بأقصى سرعة: قد تنصح منظمة الصحة العالمية الشركات بالانتقال لإنتاج لقاح مضاد لفيروس «اتش1 ان1» المسبب لإنفلونزا الخنازير بأقصى سرعة استعدادا لفصل الخريف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وبهدف إعداد كمية تصل إلى 9.4 مليار جرعة. وسيتم طلب المزيد من الجرعات إذا أظهرت تجارب معملية حاجة أشخاص للحصول على جرعتين تفصل بينهما بضعة أسابيع للحصول على أفضل حماية.

وستكون هناك حاجة للمزيد من الجرعات، إذا تبين أن الأطفال بين الثانية والتاسعة من العمر يحتاجون لثلاث جرعات. وفي الوقت الحالي يحتاج الأطفال الذين لم يحصلوا على اللقاح والذين تقل أعمارهم عن تسع سنوات إلى لقاحين ضد الإنفلونزا في العام الأول حتى يحصلوا على حماية كاملة من الإنفلونزا الموسمية.

ومن الممكن أن توصي منظمة الصحة العالمية بأن يتم تحصين كل الفئات العمرية من الفيروس الجديد. وعادة ما تصدر الدول إرشادات لجماعات عمرية معينة استنادا إلى الفئات الأكثر تضررا حسب مدى توفر اللقاح. وكبار السن والصغار عادة في مقدمة الذين سيحصلون على لقاح الإنفلونزا لأنهم الأكثر عرضة للوفاة أو الإصابة بمضاعفات خطيرة. وتقتل الإنفلونزا الموسمية سنويا ما بين 250 ألف و500 ألف شخص ويستهدف الفيروس الجديد الأطفال الأكبر سنا والبالغين من الشباب والمصابين بأمراض مثل الربو والقلب والنساء الحوامل.

ـ إنتاج محدود للقاح: قد تنصح منظمة الصحة العالمية الشركات بالمضي قدما في إنتاج محدود وحذر للقاح ووضع في الاعتبار إمكانية بدء حملة متسارعة لإعطاء اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية. وانتهت شركات لإنتاج اللقاحات مثل سانوفي ـ أفنتيس ونوفارتيس وباكستر ونوبيلون التابعة لشيرينغ ـ بلاو وغلاكسو سميث كلاين وسولفاي وشركة ميداميون التابعة لاسترازينيكا من إنتاج لقاحات الإنفلونزا الموسمية للعام الحالي. وتركيبة الإنفلونزا الموسمية للعام الحالي مزيج من ثلاث سلالات مختلفة للإنفلونزا وتعرف باسم سلالة «اتش1 ان1» الموسمية وتشبه بعض الشيء السلالة الوبائية وفيروس «اتش3 ان2» وفيروس بي المسبب للإنفلونزا. وينتشر فيروس «اتش1 ان1» في الأماكن التي تنتقل فيها الإنفلونزا الموسمية، ويقول علماء إن الفيروس من الممكن أن يتحول في جسد أحد مرضى الإنفلونزا وينتج سلاسة جديدة غير متوقعة. وقد تكون السيطرة على الإنفلونزا الموسمية بنفس قدر أهمية السيطرة على فيروس «اتش1 ان1». وربما تتم التوصية بالإنتاج المحدود للقاح أيضا إذا بدأ الفيروس في التغير مما يجعل اللقاح لا يوفر حماية كبيرة. ويقول خبراء الأمراض المعدية إنه لا توجد سوى دلائل بسيطة على هذا الأمر حتى الآن.

كما قد توصي منظمة الصحة العالمية بإنتاج محدود للقاح في الوقت الذي تجرى فيه تجارب معملية على أشخاص. وقال مسؤولون أميركيون في مجال الصحة الأسبوع الماضي، إن هذه الاختبارات ستبدأ في أغسطس (آب) وستوفر المزيد من المعلومات حول ما إذا كان اللقاح آمنا ونوع المناعة التي يحدثها. ومن الممكن أيضا استخدام مادة مساعدة لتعزيز الاستجابة المناعية للقاح. ولن يحصل مثل هذا اللقاح على الترخيص، لكن سلطات المراقبة الأميركية قد تسمح به بموجب بنود الاستخدام في حالة الطوارئ. ومن الممكن أن يتم مزج المواد المساعدة مع اللقاح بعد إنتاجه حتى لا يؤثر توفرها على إنتاجه. ومن الأمور التي باتت معروفة عن الفيروس، أن غالبية الأشخاص لديهم مناعة محدودة ضده. وهو مزيج من فيروسي خنازير أحدهما مزيج من فيروسات إنفلونزا البشر والخنازير والطيور. وورد أن الأشخاص فوق سن الخمسين قد تكون لديهم بعض المناعة ضد الفيروس ربما لأنه يشبه سلالات «اتش1 ان1» المشابهة التي انتشرت قبل الوباء العالمي عام 1957 الذي قتل مليوني شخص في العالم. وفي غضون شهور من الوباء ظهرت سلالة جديدة تدعى «اتش2 ان2» وحلت محل فيروس «اتش1 ان1» الذي لم يظهر ثانية حتى السبعينات من القرن العشرين. ويتفق مسؤولون في الصحة بالفعل على أن حملات إعطاء اللقاح يجب أن تركز على أطفال المدارس ليس فقط لأنهم من بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، لكن لأن المدارس أيضا بيئة خصبة لانتشار الفيروسات بكل أنواعها.