جنرال أميركي: لم نتلق أي طلب مساعدة من القوات العراقية منذ انسحابنا من المدن

مقتل مسؤول مالي حكومي مسيحي في كركوك.. واستهداف 4 كنائس في بغداد

جنود عراقيون يؤمّنون الشارع الذي تقع فيه كنيسة مار يوسف في بغداد إثر انفجار قنبلة في باحته أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما قال مسؤول أميركي رفيع إن القوات العراقية لم تطلب المساعدة الأميركية في عمليات قتالية بالمدن منذ 30 يونيو (حزيران) عندما انسحبت القوات الأميركية من المدن والبلدات بموجب الاتفاقية الأمنية بين البلدين، توقع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن بابكر زيباري أن تستمر المجموعات الإرهابية في اعتداءاتها عامين آخرين رغم أنها بدأت تختفي من مدن كثيرة. وقال اللفتنانت جنرال تشارلز جاكوبي، رئيس العمليات اليومية في العراق، إن «ما حدث هو كالتالي.. لم تقدم طلبات بعودة القوات القتالية إلى المدينة.. أي مدينة». وأضاف جاكوبي لمجموعة صغيرة من الصحافيين «هناك بروتوكولات واضحة عن كيفية طلب (القوات العراقية) ذلك ولكن لم يطلب منا أحد قوات قتالية». غير أن القوات العراقية طلبت المساعدة قبل وبعد عمليات قتالية مثل مساعدات مخابراتية من القوات الأميركية التي تمتلك تكنولوجيا متقدمة كثيرا وأسطولا هائلا من الطائرات والمروحيات وموارد نقل وإمداد. وحسب وكالة «رويترز»، أقر جاكوبي بأن هناك زيادة في العنف خلال الأيام القليلة الماضية، ولكنه قال إنها زيادة كانت متوقعة في مناطق بها مزيج عرقي وديني مثل محافظات نينوى وكركوك وديالى. وقال جاكوبي إن جماعات المسلحين «كانت تنتظر هذه الفترة الزمنية وأعتقد أنها ستستهلك نفسها». وأضاف أن القوات العراقية تحاول التكيف مع البيئة الجديدة. ومضى جاكوبي يقول إنه في بيئة ما بعد 30 يونيو (حزيران) تسعى القوات الأميركية إلى خنق التمرد في أماكن مثل الموصل من خلال تطويق المدينة ومحاولة القضاء على تدفق الأسلحة أو المقاتلين.

ومن جهته، قال رئيس أركان الجيش العراقي إن الخلايا الإرهابية في العراق ستبقى تعمل لمدة سنتين أو أكثر، رغم أن هذه المجاميع بدأت تختفي من مدن كثيرة. وقال الفريق أول ركن بابكر زيباري في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه المرجع الديني الشيعي علي السيستاني في النجف أمس، إن «زيارتنا اليوم للمرجع الأعلى زيارة طبيعية، وقد عبر لنا عن دعمه وإسناده لعمل القوات المسلحة من جيش وشرطة»، مشيرا إلى أن «السيستاني أوصى بمحاربة الفساد وتفعيل دور المواطن العراقي بالوقوف مع القوات الأمنية من خلال الإخبار عن المجاميع الإرهابية أو كل شيء يشتبه فيه». وفي رده على سؤال عن العمليات الإرهابية الأخيرة التي حصلت في مدن تلعفر والصدر ببغداد وكركوك واستهدفت في غالبيتها طائفة الشيعة، قال زيباري «المرجع السيستاني لا يفرق بين سنة وشيعة وأكراد أو أية طائفة أخرى في العراق، لكن المشكلة اليوم أن المجاميع الإرهابية تسعى لقتل العراقيين من طوائف متعددة حتى تكون هناك حرب طائفية فهي رسالة إلى الطرف الآخر، فنحن من جانبنا نؤكد أن حواضن الإرهاب قد قلت أو اختفت تماما في أغلب محافظات العراق، وعليه نشدد أن هذه الحواضن ستنتهي تماما إذا لم تتوفر لها أماكن للاختباء ولتهيئة مستلزمات تساعدها للقيام بعملياتها ضد العراقيين، فهناك حواضن موجودة لهذه الخلايا وأن كانت قليلة ولكنها خطرة جدا». وفيما يخص العمل الميداني للقوات العسكرية للقضاء على الإرهاب، أجاب زيباري «محاربة الإرهاب اليوم في البلد لا تحتاج إلى معدات ثقيلة دبابات أو ما شابه، بل هي بحاجة إلى استخبارات قوية وتنقلات سريعة والتنسيق المتكامل بين الأجهزة العسكرية، مع الحاجة الماسة إلى مساعدة أبناء الشعب في الإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها يساعدنا كثيرة على حصر حواضن الإرهاب وبالتالي القضاء عليها». إلى ذلك، أعلن مصدر في الشرطة العراقية مقتل مسيحي يشغل منصب مدير «دائرة الرقابة المالية» في محافظة كركوك بنيران مسلحين صباح أمس، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقال العقيد أنور قادر من شرطة كركوك إن «مسلحين مجهولين اغتالوا مدير عام الرقابة المالية في كركوك عزيز رزقو نيسان». وأوضح أن «المسلحين أوقفوا نيسان عندما كان يستقل سيارته برفقة ابنته صباحا في حي الدوميز، جنوب شرق، وأرغموه على النزول منها ثم أطلقوا عليه الرصاص قبل أن يلوذوا بالفرار».

من ناحية ثانية، أعلنت مصادر أمنية عراقية إصابة ثمانية أشخاص بجروح إثر استهداف ثلاث كنائس بعبوات ناسفة في بغداد ظهر أمس بعد انفجار وقع في باحة إحدى الكنائس في وقت متأخر مساء أول من أمس.

وقالت المصادر إن التفجيرات «طالت كنيسة مار جورجيس في منطقة الغدير المختلطة في جنوب شرق بغداد بالإضافة إلى كنيسة تقع في حي الوحدة (شرق) وأخرى في ساحة التحريات المجاورة». ولم يكن في وسع المصادر تحديد الطوائف التي تتبعها هذه الكنائس، مشيرة إلى أن العبوات المتفجرة وُضعت «قرب جدران الكنائس لا بداخلها».

وقد انفجرت عبوة ناسفة داخل باحة كنيسة مار يوسف لطائفة الكلدان في منطقة نفق الشرطة غربي بغداد ليل أمس، ما أدى إلى أضرار مادية في الكنيسة والمنازل المجاورة. وقال شهود عيان إن الانفجار حدث في أعقاب حملة أمنية شملت الأحياء المجاورة للكنيسة. وتتعرض كنائس المسيحيين في العراق باستمرار لاعتداءات، ما أرغم عشرات الآلاف منهم على الفرار إلى الخارج أو اللجوء إلى سهل نينوى وإقليم كردستان العراق. ويشكل الكلدان غالبية المسيحيين العراقيين يليهم السريان والأشوريون.