قمة بين مبارك والبشير تبحث تعقيدات دارفور.. ودرع أكاديمية الشرطة للرئيس السوداني

7 فصائل دارفورية بدأت «مفاوضات طويلة» بمصر.. تعقبها جولة بطرابلس ثم عودة إلى مصر

TT

بدا السودان حاضرا بقوة أمس على الساحة المصرية.. إذ استقبل الرئيس المصري حسني مبارك الرئيس السوداني عمر البشير وعقد معه جلسة مباحثات، بالتزامن مع لقاءات يعقدها ممثلون للحركات والفصائل بدارفور في مقر وزارة الخارجية المصرية، وتستهدف تلك اللقاءات التوصل إلى رؤية مشتركة حول كيفية التسوية السلمية لأزمة الإقليم المضطرب غرب السودان.

ورغم عدم إدلاء أي من الجانبين بتصريحات عقب اللقاء بين مبارك والبشير، فإن المقابلة لم تخل من إشارات ذات دلالة على عمق العلاقات بين البلدين والرئيسين، حيث اصطحب مبارك، البشير معه لحضور احتفال بتخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، في مقر أكاديمية مبارك للأمن، وقدم مديرها درع الأكاديمية هدية للرئيس السوداني، كما حضرا (البشير ومبارك) مأدبة الإفطار التي أقامتها الأكاديمية للرئيسين.

وقالت مصادر مقربة من لقاء مبارك والبشير، إنهما ناقشا تطورات الأوضاع في السودان خاصة جهود تحقيق السلام فى إقليم دارفور. ومن المقرر أن يشارك البشير في مؤتمر قمة عدم الانحياز المقرر أن يبدأ فعالياته يوم بعد غد بشرم الشيخ. يرافق الرئيس البشير، خلال زيارته للقاهرة وفد رفيع المستوى يضم الفريق الركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية ودكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية ودكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية وعلي أحمد كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية والفريق أول صلاح عبد الله المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.

إلى ذلك بدأ في القاهرة مساء أمس أعمال «ملتقى القاهرة لتدعيم وحدة الصف الدارفوري»، ويستمر ثلاثة أيام، بحضور سبع حركات هي: حركة جيش تحرير السودان (قيادة الوحدة) والجبهة المتحدة للمقاومة، وحركة جيش تحرير السودان (وحدة جوبا) وحركة العدل والمساواة (جناح إدريس أزرق) وجبهة القوى الثورية المتحدة الجبهة الشعبية الديمقراطية للعدالة والتنمية، وحركة جيش تحرير السودان (الخط العام).

وأكد بيان رسمي مصري أن المفاوضات التي بدأت أمس بين سبع فصائل دارفورية.. «بداية لمرحلة طويلة من المفاوضات»، ونقل البيان عن مصدر مصري قوله «إن مفاوضات توحيد الرؤى للصف الدارفوري سوف تمتد». وأشار البيان إلى «أن مصر تنتهز فرصة انعقاد ملتقى القاهرة لتؤكد على نيتها الصادقة ورغبتها الحقيقية، وعزمها الأكيد لدعم جهود الحل السلمي لمشكلة دارفور دعما لاستقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه».

وأوضح البيان أن الملتقى يهدف إلى دعم وحدة الصف الدارفوري كمدخل أساسي للحل الشامل لقضية دارفور. وأكد مصدر رسمي مصري «أن القاهرة تقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف والحركات في دارفور»، مشيرا إلى أن مصر استقبلت الأسبوع الماضي وفدا من حركة العدل والمساواة بزعامة خليل إبراهيم، وأخطرته بأن القاهرة بصدد عقد ملتقى لتوحيد رؤى الفصائل.

وأضاف المصدر «أن علاقة مصر بحركة العدل والمساواة علاقة قوية، وإذا كانت مصر لم تدع خليل إبراهيم إلى هذا الملتقى إلا أنه مرحب به في مصر في أي وقت». وقال: «إننا ننسق مع كافة الجهود الإقليمية والدولية من أجل حل مشكلة دارفور»، وأشار إلى «أنه ستكون هناك جولة من المفاوضات ستعقد في طرابلس ثم جولة أخرى بعد ذلك في القاهرة».

من ناحية أخرى اعتبرت إحدى الفصائل السودانية المشاركة في حوار القاهرة «أن نجاح مفاوضات دارفور يتوقف على جدية الأطراف المعنية ووحدة الحركات الدارفورية من دون إقصاء لأحد». وقال عبد العزيز يوسف أبو غوشة رئيس الجبهة الشعبية الديمقراطية للعدالة والتنمية (إحدى فصائل حركة جيش تحرير السودان في دارفور): إن حل مشكلة دارفور يتطلب تسوية علاقات السودان الحدودية خاصة مع تشاد، وأكد أهمية تحقيق السلام الشامل والعادل في دارفور، بحيث لا تتكرر مثل هذه المشكلة في مناطق أخرى بالسودان.

وأضاف أبو غوشة «إن قضايا المفاوضات تشمل إعلان مبادئ وتوزيع السلطة والثروة وحصة دارفور منها، وبحث مشكلة الحواكير والأرض والترتيبات الأمنية وضرورة عودة الأهالي إلى أراضيهم وقراهم الأصلية وتقديم العون الإنساني لهم وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب».

وقال «إنه لا بد من توافر الجدية وحسن النية والإرادة السياسية لنجاح هذه المفاوضات خاصة من جانب الحكومة السودانية». وحول مفاوضات الدوحة حول دارفور قال أبو غوشة «إنها لم تصل إلى حل عادل لأن الوسيط يتعامل في هذه المفاوضات مع فصيل واحد ويتجاهل دور دول الجوار بتأثيراته السياسية المعقدة والتدفق القبلي». وشدد على ضرورة الاعتراف بأصل المشكلة وأسبابها وأن تتوافر الثقة والصراحة الكاملة لكي تنجح المفاوضات. وقال «إننا سندخل المفاوضات مع باقي الإخوة في الفصائل والحركات في القاهرة اليوم (أمس) وكلنا عزم وإصرار على نجاحها».