انتقادات واسعة في تل أبيب لقرار ليبرمان تعيين أحد مقربيه سفيرا في القاهرة

وزير الخارجية الإسرائيلي يبحث عن موفدين يشرحون مواقف بلاده في ظل مقاطعته

TT

أثار قرار وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تعيين أحد مقربيه وقادة حزبه سفيرا في القاهرة، موجة من الانتقادات في الحلبة السياسية الإسرائيلية، على اعتبار أن هذا التعيين سيضفي مزيدا من التعقيدات على العلاقة بين إسرائيل ومصر.

ونقلت صحيفة «معاريف» في عددها الصادر أمس عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها إن تعيين الجنرال المتقاعد شاؤول كميسا، أحد قيادات حزب «إسرائيل بيتنا»، والمقرب من ليبرمان كسفير لإسرائيل لدى مصر يثير الاستغراب والاستهجان، ومن شأنه أن يثير ردة فعل غاضبة في القاهرة. وأكدت المصادر أن هناك خوفا من ردة فعل مصرية غاضبة على القرار، مستدركة أنه ليست واضحة ردة فعل الجانب المصري في النهاية على هذا القرار. وأردفت المصادر «لا تنقصنا المشاكل بين وزير الخارجية الحالي ومصر، وتعيين كميسا لن يؤدي إلى تحسين العلاقات بين تل أبيب والقاهرة». ويذكر أن مصر ترفض بإصرار دعوة ليبرمان لزيارة القاهرة في أعقاب تفوهاته المهينة ضد الرئيس المصري حسني مبارك، حيث قال قبل عام من على منبر الكنيست «إن بإمكان مبارك أن يذهب للجحيم إن كان لا يرغب في زيارة إسرائيل». وهدد ليبرمان سابقا بقصف السد العالي من أجل إغراق مصر كرد على سلوك مصر «المعادي». ورجحت المصادر أن يرفض المصريون تعيين كميسا على اعتبار أنه شخصية حزبية، وأن مصر ترفض دائما اعتماد الشخصيات الحزبية كسفراء لديها. وأشارت المصادر إلى وجود عدد من المرشحين المهنيين الذين كان بإمكان ليبرمان أن يعين أحدهم سفيرا لدى مصر، مشيرة إلى أن هؤلاء المرشحين من ذوي الاطلاع والخبرة في المجال الدبلوماسي و«قادرون على القيام بهذه المهمة بشكل محترم، وأن تعيين شخص من خارج الوزارة يمثل صفعة للوزارة، وهذا سيؤثر على قدرتنا على نقل الرسائل المناسبة لمصر»، على حد تعبير المصادر. من ناحيتها أوضحت المصادر أن الشرطة الإسرائيلية أجرت تحقيقات مع كميسا حول شبهة بالفساد المالي والإداري وذلك أثناء توليه منصب رئيس مجلس بلدية «حتسور».

من جهة اخرى قالت مصادر إسرائيلية، إن وزير الخارجية الإسرائيلية افيغدور ليبرمان، اقترح على القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك الون فنكس، إشغال منصب الموفد الخاص للخارجية في أنحاء العالم، وذلك بهدف تجاوز الحرمان الدولي الفعلي المفروض على ليبرمان، سواء في دول أوروبا أو الولايات المتحدة، بسبب مواقف حزبه الفاشية وفقا لتعبير موقع «قضايا مركزية» الإسرائيلي الذي أورد النبأ.

وأضاف الموقع أن فينكس، لم يرد حتى الآن على اقتراح ليبرمان، ومن المتوقع أن يوافق على تولي مهمة شرح مواقف إسرائيل عالميا من بعض القضايا الرئيسية، لكنه سيرفض تولي منصب الموفد الخاص لليبرمان.

وبسبب المقاطعة الفعلية المفروضة على ليبرمان من دول كثيرة في العالم، بقي وزير خارجة إسرائيل عمليا دون عمل حقيقي، أن ترفض دول كثيرة ومن بينها مصر استقباله، ولتجاوز هذه الحالة جند ليبرمان الكثير من وزراء الحكومة الإسرائيلية، من بينهم دان مريدور، وبوغي يعلون، للقيام بمهام الدعاة للمواقف الإسرائيلية. وتشير التوقعات السائدة في الأوساط السياسية الإسرائيلية، إلى أن ليبرمان سيقدم استقالته من منصبه خلال الأشهر القريبة المقبلة، بعد أن تقدم الشرطة لائحة اتهام ضده تتعلق بقضايا تبييض الأموال، مما آثار تنافسا خفيا على المنصب، أبرز الساعين له الوزير سيلفان شالوم، لكنه ليس الوحيد على قائمة المتنافسين.

وانتقد، أمس، مسؤولون إسرائيليون بشدة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي قال فيها إن السلطة الفلسطينية مصممة على حق العودة، وأنه لو كان محل نتنياهو لما كان يشكل حكومة مع أفيغدور ليبرمان، إذ إن تسيبي ليفني أفضل منه. وقال الوزير إيلي إيشاي، وزير الداخلية الإسرائيلي، تعقيبا على هذه التصريحات، إنها تذكرنا مجددا بأن مقاومة إسرائيل هي الإستراتيجية التي يتبناها الفلسطينيون، ولذلك ليس هناك من يمكن الحديث معه. ووصف نائب وزير الخارجية داني ايالون، تصريحات أبو مازن بأنها لا تطاق، وقال إن تدخل جهات أجنبية في شؤون إسرائيل الداخلية هو أمر مرفوض، ولا سيما عندما يدلي بهذه الأقوال زعيم فلسطيني يصر على عودة اللاجئين، مما يعني القضاء على دولة إسرائيل كدولة يهودية.