نتنياهو يدعو عباس إلى لقائه من أجل دفع عملية السلام.. والسلطة ترد: هذه علاقات عامة

أبو مازن يبلغ أوباما أن لا حل وسطا في قضية الاستيطان

TT

دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الاجتماع معه، في مدينة بئر السبع، مثلما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغين قبل 30 عاما.

واعتبر نتنياهو، أثناء اجتماع الحكومة الإسرائيلية، في مدينة بئر السبع، جنوبا، أنه ما من سبب يحول دون عقد لقاء بينه وبين عباس، وقال «زعماء كثيرون يهتمون جدا وينتظرون هذه الخطوات التي بدأنا نحركها، وحقا لا يوجد أي سبب لأن لا نلتقي أنا ورئيس السلطة الفلسطينية في أي مكان في البلاد.. أقترح أولا وبما أننا هنا، أن يكون اللقاء في بئر السبع، من أجل دفع المسيرة السياسية، قدما لما فيه مصلحة كلا الشعبين». لكن السلطة الفلسطينية لم تر أي جديد في دعوة نتنياهو، وقالت إنها تندرج في إطار العلاقات العامة فقط.

وطلب نتنياهو البدء باستئناف المحادثات، بهدف إحلال السلام السياسي والاقتصادي، ومن أجل التعاون في المشروعات الاقتصادية فورا. وأضاف، «باستطاعتنا جذب العديد من المستثمرين الذين يبدون اهتماما كبيرا وينتظرون هذه الخطوات التي شرعنا في تحريكها». وقال «إنني أوجه ندائي إلى الزعماء الفلسطينيين والقادة العرب. تعالوا نلتق ونتعاون. فلدينا القدرة على اجتذاب كثير من المستثمرين، وبذل جهود للتخفيف من القيود المفروضة على الفلسطينيين».

وأوضح نتنياهو أن هذه الجهود كافة بإمكانها أن تصل إلى نقطة معينة فقط وأن النتائج ستتضاعف عشرات الأضعاف في حالة تحقيق التعاون من قبل الجانب الآخر. وأضاف قائلا «أود أن أقول كلمة لجيراننا: إن للسكان الفلسطينيين الذين يعيشون إلى جانبنا، الحق الأساسي في العيش بأمان وسلام وازدهار. ولقد بذلنا خلال الأسابيع الأخيرة جهودا كبيرة لتسهيل حياتهم، قمنا بإزالة العديد من الحواجز وقررنا توسيع ساعات النشاط التجاري الفلسطيني عبر معبر أللنبي (معبر الكرامة مع الأردن) لمزيد من السلع. كما قررتُ دفع سلسلة مشاريع مع الفلسطينيين من شأنها أن تدفع السلام إلى الأمام. واختار نتنياهو عقد جلسة لحكومته في بئر السبع، وليس في القدس كالعادة. وجاء ذلك تعبيرا عن الدعم الحكومي لتطوير النقب، وقال وزير تطوير النقب والجليل سلفان شالوم إن الحكومة تريد تهيئة الظروف لانتقال 300 ألف إسرائيلي للعيش في النقب خلال العقد القادم.

ويرفض الرئيس الفلسطيني لقاء نتنياهو، إذ لا يجد ما يناقشه بشأنه، بعد أن أعلن نتنياهو، شروطا «مستحيلة» من أجل السماح بإقامة دولة فلسطينية. وقال عباس، أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروماني ترايان باسيسكو، في مقر الرئاسة برام الله، إنه مطلوب من كل طرف من الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية أن يقوم بواجباته المنصوص عليها في خطة خريطة الطريق. وإنه توجد مساع أوروبية وأميركية بهذا الخصوص.

وأكد عباس أن على إسرائيل الاعتراف بحل الدولتين ووقف كامل للنشاطات الاستيطانية من أجل استئناف المفاوضات. مؤكدا على أن المفاوضات يجب أن تشمل كافة قضايا الحل النهائي، وهي «القدس، والمستوطنات، واللاجئين، والمياه، والحدود، والأسرى، والأمن».

ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، دعوة نتنياهو للالتقاء بعباس، بأنها غير جدية، وتأتي في إطار «العلاقات العامة»، مشيرا إلى أن «الحديث عن السلام شيء وصناعة السلام شيء آخر».

وقال عريقات، «نحن لسنا ضد المفاوضات مع الإسرائيليين، لكن حكومة نتنياهو هي من تفرض الإملاءات وتضع اللاءات في وجه أي مفاوضات».

وطالب المسؤول الفلسطيني الولايات المتحدة الأميركية واللجنة الرباعية الدولية بإلزام تل أبيب بتنفيذ التزاماتها، وقال، «آن الأوان لإدارة أوباما واللجنة الرباعية أن تنتقل من دعوة إسرائيل لتنفيذ التزاماتها إلى تحميلها مسؤولية عدم تطبيق هذه الالتزامات».

وأوضح عريقات أن حكومة نتنياهو لا تزال تصر على مواقفها الرافضة للتفاوض بشأن القضايا النهائية كالقدس والحدود، كما أنها تصر على مواصلة البناء في المستوطنات. وقال «موقفنا معروف، ونحن من حيث المبدأ لسنا من أوقف المفاوضات بل هم».

وعقب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه على دعوة نتنياهو بقوله إنه كان يجب على نتنياهو أن يرفق دعوته بإبداء موقف جدي من خارطة الطريق على الأقل. وقال عبد ربه إن نتنياهو يريد رسم صورته وكأنه محب للسلام ورسم صورة الفلسطينيين وكأنهم يرفضون السلام.