الذكرى السنوية الثالثة لحرب يوليو الإسرائيلية اقتصر حضورها على خطابات سياسية خجولة

نصر الله وقبلان يدعوان للتصدي لشبكات التجسس في لبنان

TT

ثلاثة أعوام مرت على بدء حرب يوليو (تموز) الإسرائيلية على لبنان، لكن المناسبة، على أهميتها، بدا حضورها في الخطابات السياسية اللبنانية خجولا، باستثناء اللقاء الذي جمع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وقد استحضرا فيه «ذكرى العدوان الإسرائيلي على لبنان» و«ما أنجزه لبنان من انتصار تاريخي بفضل صمود المقاومة وتضحياتها والموقف الشعبي الذي تجلى في أبهى صوره في وحدة الموقف». وتناول البحث «استمرار الاعتداءات والتهديدات والأخطار الإسرائيلية المحدقة بلبنان، سواء من خلال استمرار احتلال الأرض والانتهاك المستمر للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا، أو من خلال زرع شبكات التجسس التي تشكل خطرا على الأمن والاستقرار الداخلي». وأكد الجانبان أن «التهويل الذي يمارسه العدو على الوضع الداخلي اللبناني تتطلب مواجهته وقفة وطنية جامعة». وشددا على «أهمية تعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة التحديات والأزمات، وضرورة استمرار التهدئة والتواصل الداخلي من أجل تكريس الانفتاح القائم لما فيه مصلحة الوطن». أما على الصعيد الرسمي، فاقتصر «حضور» المناسبة على لساني وزيري الدفاع إلياس المر والخارجية فوزي صلوخ. فالأول، وضع إكليلا من الزهور باسم رئيس الجمهورية أمام النصب التذكاري في باحة مبنى وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، في حضور قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي وضع إكليلا آخر. وحيا المر «أرواح الشهداء والجرحى وكل الشباب اللبنانيين المقاومين الذين استشهدوا على أرض الجنوب، وكل من دافع عن أرضه وبيته وعائلته في حرب يوليو (تموز) 2006». وتوجه بـ«التعازي إلى أهالي شهداء المقاومة وإلى اللبنانيين الأبرياء المدنيين الذين استشهدوا نتيجة القصف والعدوان الإسرائيلي في تلك الحرب».

وقال: «نتذكر اليوم شهداء الجيش الذين سقطوا في عدوان يوليو (تموز) الوحشي على لبنان، وقد بلغ عددهم خمسين شهيدا، والجرحى الذين بلغوا 315 جريحا بينهم 40 ضابطا». أما صلوخ فصرح قائلا «لبنان شعبا وجيشا ومقاومة، لقن إسرائيل درسا لن تنساه، إذ هزم جيشها الذي تدعي أنه لا يقهر. وهذه الهزيمة جعلتها تلجأ إلى التهديدات التي لا ينفك يطلقها قادة العدو بين الحين والآخر، إضافة إلى خروقها اليومية السيادة اللبنانية والقرار 1701 الذي التزمه لبنان كليا». وأضاف «ذكرى الانتصار على إسرائيل تدعونا إلى تعزيز وحدتنا الوطنية وتماسكنا الداخلي والتعجيل بتأليف الحكومة».

بدورها، حذرت حركة أمل في بيان أصدرته أمس، من أن «لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف الصهيوني، الذي يستمر مستواه السياسي والعسكري بتوجيه التهديدات بأن الوضع تجاه لبنان لا يزال قابلا للاشتعال، ضاربا عرض الحائط بكل القرارات الدولية، ومستمرا في انتهاكاته اليومية وخروقه العلنية على مرأى ومسمع من دول العالم، محاولا النيل من الوطن الذي كسر هيبة الجيش الذي قيل يوما إنه لا يقهر». ورأت أن «الواجب الوطني والحرص على دماء الشهداء ومنجزات لبنان» توجب «التمسك بالمقاومة كمظلة أمان تحمي الوطن من الاعتداءات الإسرائيلية»، و«تعزيز قدرات الجيش الوطني عدة وعديدا»، و«استكمال إعادة إعمار ما هدمته آلة الحرب الصهيونية، ودفع التعويضات المستحقة»، إضافة إلى «التمسك بالوحدة الوطنية أيقونة تحمي لبنان من الغدر الصهيوني»، و«التعجيل بتأليف حكومة وحدة وطنية تضم كل أطياف الوطن السياسية من منطلق الشراكة الحقيقية التي تعلي الثوابت الوطنية على ما عداها»، و«تكثيف الحراك السياسي والدبلوماسي باتجاه كل الدول الصديقة والشقيقة لدعم لبنان».