إطلاق رهينة سويسري في مالي بعد أشهر من الاختطاف

سكان مدينة تومبوكتو يتعهدون بمحاربة القاعدة

TT

أُفرج أمس في شمال مالي عن الرهينة السويسري فرنر غرينر الذي خُطف في 22 يناير (كانون الثاني) في النيجر واحتُجز لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما أفادت السلطات المحلية المالية.

وقال مصدر مقرب من السلطات المحلية في الشمال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الرهينة السويسري أُفرج عنه وهو متعب جدا وسينضم إلى عائلته بعد عبوره أولا بباماكو». وقد تم إطلاق سراح فرنر غرينر في الشمال الصحراوي للبلاد وتسلمت السلطات الرهينة في منطقة غاو.

وهو آخر رهينة غربي كان لا يزال محتجزا لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. في غضون ذلك ورد تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية عن تجمع يضم رجالا يلفون رؤوسهم لحماية أنفسهم من الرياح الرملية التي تهب على تومبوكتو في هذه الفترة من القيظ، حول كوب من الشاي ويقول أحدهم: «لن يكون للقاعدة أبدا موطئ قدم في منطقتنا»، فيرد آخر: «إطلاقا». ويجاهر الجيش وسكان مدينة تومبوكتو شمال مالي بتصميمهم على التصدي لعناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في ظل تصاعد العمليات الدامية منذ أسابيع في هذه المنطقة التي لم تكن تشهد من قبل أعمال عنف إسلامية.

وحسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية قال عدالة ولد علي المتحدث باسم منسقية العرب في المنطقة: «حتى لو توجب علينا القتال إلى جانب الجيش المالي، فإننا مستعدون».

وأضاف: «لو تَوجّب تشكيل ميليشيات لمقاتلة القاعدة، فسنفعل ذلك. إنني مرشح لمقاتلة هؤلاء الدمويين (عناصر القاعدة). ليسوا مسلمين على الإطلاق؛ المسلم لا يفعل ما فعلوه». وكثفت باماكو جهودها لمكافحة القاعدة إثر تصاعد أعمال العنف الإسلامية في هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة المحاذية للجزائر.

وكان تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أعلن في الثالث من يونيو (حزيران) إعدام رهينة غربي كان يحتجزه في مالي هو السائح البريطاني إدوين داير، في أول عملية من هذا النوع في مالي. وفي العاشر من الشهر نفسه اغتال مسلحون إسلاميون ضابط استخبارات في الجيش المالي في تومبوكتو.

وفي 17 يونيو (حزيران) أعلن الجيش المالي قتل 26 «مقاتلا إسلاميا» في أول هجوم شنه على «معسكر» تابع لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على أرضه، غير أنه لم يتم تأكيد هذه الحصيلة من مصدر مستقل.

وفي الرابع من يوليو (تموز)، اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة تومبوكتو بين الجيش المالي وعناصر من القاعدة، وأكدت «القاعدة» قتل «28 جنديا» ماليا، فيما أفادت باماكو عن «عشرات القتلى من الطرفين».

وتحدث جندي في المعسكر الرئيسي في المدينة عن حضور مدربين عسكريين أميركيين لتدريبهم على «مكافحة القاعدة في الصحراء». وأوضح السرجنت كوروما أمام المعسكر الذي وصلت إليه تعزيزات بالعدد والذخائر: «استمر التدريب أسابيع عدة. إنني أضع كل ما تعلمته في تصرف بلادي». وإزاء إلحاح مجموعة من الصحافيين الأجانب، ينهي ضابط الحديث قائلا: «ليس لدينا ما نقوله للصحافة. إننا في حالة تأهب دائمة». ويضيف: «إنه كفاح يجب أن تخوضه بلدان عدة في المنطقة معا. لا يمكن لمالي أن تنتصر في هذا الصراع وحدها».

من جهته قال عبد الرحمن كيتا الموظف في البلدية إن: «الأسرة الدولية إلى جانبنا ونأمل أن تقوم بخطوات قريبا جدا».

ويُخرِج من جيبه بطاقة طُبعت عليها عبارة «السفيرة فيكي هادلستون من البنتاغون الأميركي»، ويوضح: «قدمت مع جنرالات أميركيين ووعدت بأن بلادها ستساعدنا».

من جهته قال نائب سابق عن تومبوكتو: «طلبنا المساعدة لطرد العصابات المسلحة من الشمال برمته. الاتحاد الأوروبي وافق على مساعدتنا».

ورغم تصاعد العنف، لا تسيطر أجواء من الهلع في المدينة، فالسوق الرئيسية لا تزال تغص بالحركة فيما باتت جميع الفنادق مليئة بالنزلاء ولا سيما لمناسبة انتخاب رئيس جديد للاتحاد المالي لكرة القدم.

واوضحت إدويغ السائحة الفرنسية: «لا أشعر بخوف شديد لكنني أتجنب الذهاب إلى شمال البلاد».

ويوضح بيرو الوكيل السياحي: «تومبوكتو مدينة غامضة. إنها تجتذب دوما العديد من الناس وسيقصدها السياح باستمرار».