طهران تستقبل بالورود 5 مسؤولين إيرانيين كانوا محتجزين لدى القوات الأميركية في العراق

متقي التقاهم في المطار وأشاد ببطولاتهم.. وقال إن الخطوة لا تعني التقارب مع واشنطن.. واتجاه لمتابعات قضائية

اثنان من الإيرانيين المفرج عنهم خلال استقبالهما في مطار طهران أمس (أ.ب)
TT

استقبلت طهران المسؤولين الإيرانيين الخمسة، الذين أفرجت عنهم القوات الأميركية الخميس الماضي، في العراق، وسلمتهم لسلطات بغداد بعد احتجازهم سنتين ونصف السنة، استقبال الأبطال، لكنها حذرت من أن ذلك لا يعني حصول تقارب في العلاقات مع واشنطن.

وأكدت إيران على الدوام أنهم دبلوماسيون، لكن واشنطن قالت، إنهم لا يتمتعون بالصفة الدبلوماسية. وذكرت وكالة أنباء «فارس»، أن «الدبلوماسيين والموظفين الخمسة الإيرانيين الذين اعتقلهم الأميركيون وصلوا إلى مطار مهر آباد في طهران». وكان وزير الخارجية منوشهر متقي، ومسؤولون آخرون في استقبال الإيرانيين الخمسة لدى وصولهم إلى المطار، بعدما أفرج عنهم الأميركيون الخميس، وسلموهم إلى السلطات العراقية. وقدمت لهم باقات الزهور لدى نزولهم من طائرة تابعة لشركة «مهان إير» الإيرانية الآتية من العراق. ولوح الخمسة والابتسامة على وجوهم للصحافيين والأشخاص الذين حضروا إلى المطار لاستقبالهم.

وأشاد متقي بـ«مقاومة» الدبلوماسيين الخمسة، خلال فترة احتجازهم الطويلة. وقال متحدثا في مطار طهران: «إني أنوه بمقاومتكم الشجاعة، التي تشكل مثالا لمقاومة الأمة الإيرانية». وأضاف «أننا نحتفظ بحق متابعة هذا العمل الهمجي، الذي قامت به حكومة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش» أمام الهيئات القضائية الدولية.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن الإفراج عنهم لن يحدث تغييرا في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، المقطوعة منذ ثلاثين عاما. وقال حسن قشقوي، في تصريحات أوردتها وكالة «مهر» إن «بإمكان الدائرة القضائية في وزارة الخارجية، أن تتابع قضائيا في إطار محدد موضوع احتجاز الدبلوماسيين الإيرانيين عبر الاستعانة بخبراء قانونيين بارزين». وأوضح أن «عملية الإفراج هذه تأتي في إطار الاتفاقية الأمنية العراقية الأميركية، ولن يكون لها تأثير على العلاقات بين إيران والولايات المتحدة».

وحرص البيت الأبيض الأسبوع الماضي على التوضيح، أن الإفراج عنهم لا يمثل مبادرة باتجاه طهران. وقال المسؤول الكبير في البيت الأبيض دنيس ماكدونو، في قمة مجموعة الثماني، التي شارك فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما في لاكويلا (إيطاليا)، إن الإفراج عن الإيرانيين الخمسة «مجرد قرار يستند» إلى الاتفاقية الأمنية الموقعة في عام 2008 مع بغداد. وذكر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، الخميس، بأن الاتفاقية تنص على انسحاب كامل للقوات الأميركية من البلاد بحلول نهاية 2011 وتسليم جميع المعتقلين المحتجزين لدى الأميركيين إلى السلطات العراقية. إلا أن وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي، نفى لـ«الشرق الأوسط» أن يكون الإفراج قد تم بموجب الاتفاقية، وقال «لا علاقة بالاتفاقية الأمنية الموقعة مع الجانب الأميركي بعملية إطلاق سراح هؤلاء الدبلوماسيين، لكن جهودا كبيرة بذلتها وزارة الخارجية العراقية وأيضا الحكومة، وبالتنسيق مع السفارة الأميركية ببغداد، أدت إلى هذه النتيجة». وأشار إلى أنه «كان متوقعا الإفراج عنهم قبل مدة طويلة، وليس الآن لكن لاعتبارات كانت لدى السفارة الأميركية تأخرت عملية إطلاق السراح». وقال مسؤول بالحكومة الإيرانية لـ«الشرق الأوسط»، إن إطلاق سراح المعتقلين الإيرانيين الخمسة جاء بعد اتصالات وتنسيق بين الحكومة العراقية والإيرانية والقوات الأميركية في العراق. والإيرانيون الخمسة الذين اعتقلوا في الحادي عشر من يناير (كانون الثاني) 2007 في أربيل في كردستان العراق، اتهموا بتزويد المتمردين في العراق أسلحة، والتحريض على تنفيذ عمليات ضد القوات الأميركية في البلاد. وأفادت طهران لدى اعتقالهم عن عملية دهم ليلية لـ«قنصليتها» في أربيل، غير أن البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) نفى أن يكون للمبنى أي صفة دبلوماسية. وأدت هذه الاعتقالات إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، في وقت تتهم واشنطن والدول الأوروبية الجمهورية الإسلامية بالسعي لامتلاك السلاح النووي. ووفقا للتلفزيون الإيراني الحكومي، فإن الخمسة هم «محسن باقري، ومحمود فرهادي، ومجيد قائمي، ومجيد داقري، وعباس جامعي».