انطلاق المؤتمر العالمي للحوار بين أتباع الأديان في فيينا بمشاركة 42 شخصية من كبار العلماء والشخصيات

التركي: اللقاء مهمة مشتركة لبناء مجتمعات إنسانية مترابطة بأواصر العدالة والتعاون

TT

عبر الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، عن أمله في أن يكون انطلاق الاجتماع الأول للجنة المتابعة للمؤتمر العالمي للحوار، التي بدأت جلساتها بقصر الهوفبورغ بالعاصمة النمساوية فيينا، صباح أمس، تفعيلا حقيقيا لما شهدته جلسات الحوار السابقة التي عقدت في كل من نيويورك ومدريد، التي حظيت بمشاركة واهتمام خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز وانطلاقا من مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والحضارات. مؤملا أن تكون جلسات لجنة المتابعة بفيينا خطوة لبلورة عمل مشترك يسهم في التصدي للعوائق التي تعترض طريق التعاون بين فئات المجتمع الإنساني المختلفة، وفي مقدمتها طروحات الصراع بين الحضارات، والتنظير لمستقبل العلاقات الدولية على أساس حتمية هذا الصراع. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور التركي في الجلسة الافتتاحية لاجتماع لجنة المتابعة للمؤتمر العالمي للحوار بدعوة من رابطة العالم الإسلامي، بمشاركة 42 شخصية من كبار العلماء والشخصيات من مختلف الديانات والحضارات. وأكد أن اللقاء بمثابة مهمة مشتركة تسهم في بناء مجتمعات إنسانية مترابطة بأواصر العدالة والتعاون، تقل فيها مشاهد الصراعات المأساوية التي طالما فتكت بالفئات المستضعفة المغلوبة على أمرها، وتواجه فيها النعرات والأحقاد التي طالما عانت الفئات القوية على البغي والعدوان.

هذا وكان الدكتور التركي قد أشار لما تضمنه «إعلان مدريد» الذي تضمن عددا من المفاهيم المشتركة والمبادئ التي يمكن الانطلاق منها نحو حوار جاد وهادف ومثمر بين المجموعات الحضارية والدينية المكونة للأسرة البشرية. مشيرا إلى ما تضمنه البيان لعدد من التوصيات وآلياتها التنفيذية التي تنتقل بالحوار من دائرة المناقشات النظرية إلى أرض الواقع ومؤسساته الاجتماعية والثقافية لتزودها بما يرسخ قيم التعايش ويعزز مفاهيمه. منوها أن إعلان مدريد يعتبر وثيقة أساسية وخطوة أولى في مسيرة الحوار المعاصرة ينطلق منها إلى عدد من البرامج التي تعالج قضايا محددة في المشكلات الإنسانية. وفي سياق آخر أشار التركي، للصدى الطيب لدى الرأي العام الإسلامي وقياداته الذي حظي به الخطاب الذي توجه به إلى العالم الإسلامي، الرئيس الأميركي أوباما من القاهرة، مشيرا لترحيب رابطة العالم الإسلامي لتلك البادرة التي تعبر عن توجه متفائل نحو التعاون العالمي على ضوء شمولية العدالة والمساواة والاحترام المتبادل. هذا وكان الدكتور التركي قد أوضح في رد على سؤال خاص من «الشرق الأوسط» حول أنسب الآليات التي يرونها لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان والحضارات المختلفة بقوله إن المبادرة تحتاج لجهاز عالمي يجمع مختلف أتباع الأديان والحضارات.