المقداد: احتلال إيران جزر الإمارات الثلاث «كلمة حق يراد بها باطل»

علينا ألا نفاجأ إذا وجدنا الرئيس الأسد مع أخيه الرئيس مبارك في مصر أو العكس * متحدث مصري عن لقاء أبو الغيط ومتقي: الخلاف ليس شخصيا ولا يجب تأويل المسائل بأكثر مما تحتمل

فيصل المقداد ومونشهر في شرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
TT

صرح فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، رئيس وفد بلاده إلى اجتماعات وزراء خارجية دول عدم الانحياز، المنعقدة حاليا بمنتجع شرم الشيخ المصري، بأن علينا ألا نفاجأ إذا وجدنا الرئيس السوري بشار الأسد مع أخيه الرئيس مبارك في مصر أو وجدنا الرئيس مبارك في دمشق.

وقال المقداد ردا على سؤال للصحافيين أمس عقب اللقاء الثنائي الذي عقده المقداد مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي حول ما إذا كان الرئيس الأسد سيقوم بزيارة مصر قريبا «إن الرئيس الأسد يعتبر أن مصر هي بيته وأنه عندما يكون في مصر فيكون بين أهله، ولذلك يجب ألا نفاجأ على الإطلاق أن يكون الرئيس الأسد مع أخيه الرئيس مبارك ومع شعب جمهورية مصر العربية كما لا نفاجأ أيضا إذا وجدنا الرئيس مبارك في دمشق مع الرئيس الأسد في بلده سورية».

وعما إذا كان غياب الرئيس السوري بشار الأسد عن المشاركة في قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ سيؤثر على العلاقات المصرية ـ السورية.. قال المقداد «إن لدى الرئيس بشار التزامات وإن سورية ممثلة في القمة، كما أن الرئيس بشار يعمل بلا حدود من أجل تحسين العلاقات العربية ـ العربية». وعن اللقاء الودي العابر الذي جمع بين وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية الإيراني والمقداد، وما إذا كان هذا اللقاء يحمل مؤشرا على قرب عودة العلاقات المصرية ـ الإيرانية.. قال نائب وزير الخارجية السوري «نحن نسعى دائما من أجل تحقيق هذا الهدف ونعتقد أن إيران طرف هام وأساسي في هذه المنطقة ونؤمن بأهمية وجود علاقات طبيعية وجيدة بين مصر وإيران وكل الدول التي تتصدى الآن للهجمة الإسرائيلية وإلى أعداء السلام كإسرائيل». وأشار المقداد إلى أن لقاءه مع المسؤول الإيراني استعرض مجمل العلاقات السورية ـ الإيرانية، والتأكيد على عمق هذه العلاقات ومساهمتها في خدمة أهداف شعوبنا سواء كان هذا فيما يتعلق بالصراع العربي ـ الإسرائيلي أو إزاء كل ما تتعرض له الأمة العربية والإسلامية من تحديات. وعما إذا كان قد لمس استعدادا من جانب إيران لحوار ينهي حالات التوتر مع بعض الدول العربية.. قال نحن نؤمن بأن العلاقات العربية ـ العربية يجب أن تكون في أحسن حالاتها، واستطرد قائلا «طبعا هي الآن ليست في هذا الوضع، وهو ما يسعى الرئيس الأسد لترتيبه خلال المرحلة القادمة، لكننا نؤمن أيضا بتوسيع دائرة العلاقات العربية مع الدول الهامة في إقليمنا بما في ذلك إيران.. ونحن نعتقد أن إيران مستعدة دائما لذلك، ولم نشعر في أي وقت من الأوقات بأن لإيران عداوات في هذه المنطقة.. ولكن من الواضح أن إسرائيل غير مرتاحة لأي علاقات يمكن أن تربط الدول العربية مع إيران التي تبدي استعدادا لتحرير القدس معنا ولبناء أفضل العلاقات معنا». وتعليقا على تقييمه لموقف إيران التي تحتل الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات الشقيقة.. قال نائب وزير الخارجية السوري إن «هذه كلمة حق يراد بها باطل» واستطرد قائلا إن هناك محاولات تبذل في إطار القمة العربية ومن خلال الاتصالات الجيدة مع إيران للتوصل لحل سلمي لكل هذه المشاكل، ونحن مستمرون في السعي للعمل في هذا الاتجاه.

وعما إذا كان التقارب السوري الأميركي الأخير يؤشر على قرب عودة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي.. قال: «إننا لا نستخدم الكلمات الدقيقة عندما نتحدث عن «تقارب» في العلاقات السورية الأميركية والتي تشهد جهودا لتطبيع العلاقات، في حين أن العلاقات الفرنسية السورية قد قطعت أشواطا كبيرة وهي علاقات طبيعية».

وحول ما إذا كانت سورية قد قدمت تنازلات لتحقيق ذلك، قال إن سورية لم تعتد على تقديم التنازلات ونحن عندما نطالب بحقوقنا، فإننا لا نطلب من الآخرين تقديم تنازلات بل نطالب بحقوقنا التي لن نقبل بأقل منها أي «انسحاب إسرائيل من خط الرابع من حزيران 1967» وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تبادل حديثا وديا باسما مع نظيره الإيراني منوشهر متقي، عقب وصوله إلى القاعة التي يعقد بها اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز، الذي بدأ صباح أمس في مدينة شرم الشيخ. ورحب أبو الغيط، بالوزير الإيراني، الذي يرأس وفد بلاده في الاجتماع الوزاري، وتمنى له إقامة طيبة بمصر خلال فعاليات قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ، ثم انضم إليهما رئيس الوفد السوري السفير فيصل المقداد، حيث تبادلوا بعض العبارات الودية لفترة قصيرة.

وردا على سؤال حول مغزى الحديث الودي بين أبو الغيط ومتقي، علق السفير حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، قائلا: «إن هذا أمر لا يجب تحميله أكثر مما يحتمل، لأن الخلاف المصري مع أي طرف لم يكن أبدا خلافا شخصيا، بل على سياسات أو وجهات نظر معينة، وبالتالي لا يجب تأويل المسائل بشكل أكبر مما تحتمل». وأضاف «إن المؤتمرات الدولية بشكل عام دائما ما تسودها الروح الإيجابية» مشيرا إلى «أن هذا النوع من اللقاءات دائما موجود وقائم، والعلاقة بين الوزيرين هي علاقة شخصية وإنسانية طيبة، ولا ترتبط بالضرورة بوجود خلافات سياسية أو اختلافات في وجهات النظر».

وحول العلاقة بين مصر وإيران في الفترة القادمة قال زكي: «إن العلاقات بين مصر وإيران هي علاقات قديمة، وقد شهدت هذه العلاقات في الفترة الأخيرة الكثير من التجاذبات والتوتر كما تعلمون، بعد فترة كانت الأمور فيها تميل إلى الهدوء، والآن تتجه الأنظار لهذه العلاقة مرة أخرى، وهناك آمال معقودة لدى كل من يتمنى الاستقرار للمنطقة، ومصر لديها وجهة نظر واضحة، فيما يتعلق بالأفعال الإيرانية في المنطقة وكيفية التعامل مع هذه الأمور، وأوضحناها في أكثر من مناسبة، سوءا للإخوة الإيرانيين أو عندما نقول رأينا في هذه الأمور بشكل عام، فبالتالي لا داع لتأويل الأمور أكثر مما تحتمل، أو أن نبالغ ونهول في حجم الخلاف، ونصفه بأوصاف ليست موجودة، وهناك اختلافات تحدثنا عنها في الماضي والجميع يعرفها، بما في ذلك الأخوة في إيران.