السفير الأميركي في بغداد ينجو من محاولة اغتيال في الناصرية.. بتفجير قنبلة على موكبه

كريستوفر هيل ينفي ممارسة ضغوط أميركية على حكومة المالكي للمصالحة مع البعثيين

جندي عراقي يراقب حطام سيارة إثر انفجار بشارع فلسطين شرق بغداد (أ.ف.ب)
TT

قالت السفارة الأميركية في بغداد، أمس، إن السفير الأميركي في العراقي، كريستوفر هيل، نجا من انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في محافظة ذي قار.

وأكد بيان السفارة الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «العبوة التي انفجرت في مدينة الناصرية (360 كلم جنوب بغداد) مساء أول من أمس (الأحد) استهدفت موكب السفير». وأوضح أن «العبوة لم تتسبب في أي أذى للسفير أو مرافقيه». وقالت المتحدثة باسم السفارة، سوزان زيادة، إن تحقيقا فتح في الحادث من دون أن تحدد مكان الانفجار. وقالت لـ«الشرق الاوسط» «انفجرت عبوة ناسفة قرب موكب كادر السفارة الأميركية ومن ضمنهم السفير يوم 12 يوليو (تموز) في محافظة ذي قار»، مؤكدة أنه «لم يصب أي من الركاب بأذى». وامتنعت عن الخوض في تفاصيل التحقيق أو الفترة التي سيستغرقها، موضحة أنه من الأفضل انتظار سير التحقيق. وقد أعلنت صحيفة «يو.إس.إيه تودي» الأميركية في وقت سابق وقوع الانفجار. وأشارت الصحيفة إلى أن الانفجار أسفر عن أضرار مادية في سيارة كانت تتقدم تلك التي تقل السفير الأميركي. ونقلت عن السفير قوله «سمعنا دوي انفجار واجتزنا سحابة دخان، وجميعنا بخير». وعين هيل سفيرا للولايات المتحدة خلفا لريان كروكر في العراق منذ أبريل (نيسان) الماضي.

والتزمت وزارة الخارجية الأميركية الصمت حيال الحادث، إذ شدد ناطق باسم الوزارة على أنه «لا يمكن التعليق على الحادث قبل الانتهاء من التحقيق». ولأسباب أمنية، تحرص السلطات الأميركية على عدم الحديث بشكل مفصل عن رحلة السفير هيل قبل استهداف موكبه. وأوضح الناطق باسم الوزارة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» «السفير هيل لطالما تجول في العراق من أجل اللقاء مع العراقيين والتشاور معهم». من جانبه كشف مصدر أمني في شرطة المحافظة تداعيات المحاولة وقال للصحافيين أمس «عقب انتهاء اجتماع السفير، مع أعضاء المجلس، توجه برفقة الدكتورة آنا براوس، رئيسة فريق الإعمار PRT إلى قاعدة طليل العسكرية (غرب الناصرية)، وفي طريق عودتهم تعرض رتل السيارات الذي يضم موكب السفير الأميركي وموكب الدكتورة براوس (ثماني سيارات) إلى انفجار عبوة ناسفة، قرب تقاطع الشيباني جنوب المدينة». وأضاف «موكب السفير الأميركي كان برفقته سيارات حماية تابعة للقوات الأمنية العراقية، وقد اختارت هذه القوة عند وصولها إلى تقاطع الشيباني (جنوب الناصرية)، أن تسلك الطريق الأيسر الذي يؤدي إلى قاعدة طليل مرورا بمبنى مديرية الشرطة ومبنى كلية الطب». إلا أن موكب السفير انفصل عن مرافقة سيارات الشرطة العراقية واستمر بمواصلة طريقه، واختار التوجه إلى قاعدة طليل عبر الطريق المار بمبنى معهد الناصرية التقني، حيث حصل الانفجار على هذا الطريق دون إحداث خسائر تذكر». ونفى ضابط شرطة، برتبة نقيب، أن يكون السفير الأميركي مستهدفا بعملية انفجار العبوة. وقال بعد أن طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» «إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن العبوة زرعت في الطريق الذي كان متوقعا أن يسلكه فريق الإعمار، وأن زيارة السفير كانت مفاجئة ومن غير المتوقع أن تتزامن وزيارة الوفد»، مشيرا إلى أن العبوة انفجرت بعد أن اجتاز الموكب مسافة أكثر من 100 متر من مكان زرع العبوة ولهذا لم تلحق بالموكب أية أضرار».

وعلى الصعيد ذاته أكد السفير الأميركي في العراق استمرار حكومته بدعم العراق وتطوير العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. وقال السفير كريستوفر هيل للصحافيين في الناصرية «إن زيارته إلى محافظة ذي قار تأتي ضمن عدد من الزيارات سينظمها إلى محافظات عراقية أخرى بهدف تطوير العلاقة مع العراق وشعبه». وقال إن «الولايات المتحدة تدعم عملية المصالحة بين العراقيين في أي منطقة من شماله إلى جنوبه»، نافيا وجود أية ضغوط تمارسها بلاده «لإجبار حكومة المالكي على المصالحة مع البعثيين».

وأضاف «الولايات المتحدة تحترم السيادة العراقية، وتتطلع إلى حكومة عراقية قوية وناجحة». داعيا دول العالم إلى أن «تبعث بدبلوماسييها إلى العراق، وتشجيع عملية مجيء رجال الأعمال وتحفيز الاستثمار». السفير الأميركي اعتبر أن من حق الشعب العراقي أن يفتخر بقواته الأمنية التي تطورت إلى درجة جعلت الحكومة العراقية والأميركية تقتنعان بانسحاب القوات الأميركية إلى خارج المدن، لافتا إلى أن القوات العراقية ما زالت بحاجة إلى الدعم بالمعدات العسكرية.

وحول زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى العراق الأخيرة، اعتبر هيل أن الزيارة كانت ناجحة، حيث التقى بايدن بعدد من المنظمات غير الحكومية التي تؤدي أعمالا كثيرة ومهمة لدعم العراق، كذلك التقى بممثلين عن الأمم المتحدة في العراق، مؤكدا دعمه للجهود التي تبذلها المنظمة الدولية في مدينة كركوك وجهود المصالحة التي تقودها بين العرب والأكراد. وأوضح أن «الولايات المتحدة وحسب البند 25 من الاتفاقية الأمنية، تعهدت بمساعدة العراق على الخروج من طائلة البند السابع، وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه العراق في هذا الاتجاه، فإن أميركا ملتزمة بتعهداتها بمساعدة العراقيين على الخروج من طائلة هذا البند». واعتبر السفير الأميركي أن «إعادة الحياة إلى الأهوار هي من المسائل المهمة بالنسبة للعراقيين»، حاثا الحكومة العراقية على أن «تجري حوارا مع دول الجوار لحل المسائل العالقة ومن أهمها المياه والتي أدى تقليل حصة العراق منها إلى زيادة مشاكل الجفاف في مناطق الأهوار».