صحافية سودانية تواجه الجلد بتهمة ارتدائها ملابس «غير لائقة»

شرطة النظام العام اعتقلتها خلال احتفال عائلي

الصحافية السودانية لبنى أحمد حسين في الخرطوم أمس (أ ف ب)
TT

أثارت قضية إلقاء الشرطة في العاصمة السودانية القبض على الصحافية السودانية لبنى أحمد حسين بتهمة «ارتداء ملابس تخدش الشعور العام» ردود فعل واسعة، ويُنتظر أن تقدم الصحافية لبنى إلى المحاكمة في مقبل الأيام.

وقالت لبنى لـ«الشرق الأوسط» إنها خضعت أمس لعدة استجواب من قِبل النيابة. وفي حال أدانتها المحكمة فإنها ستُجلَد 10 جلدات وتفرض عليها غرامة 250 جنيها سودانيا، ما يعادل مائة دولار، وفي حال عدم دفع الغرامة تُسجن لمدة شهر. وقال نقيب الصحافيين السودانيين محيي الدين تيتاوي لـ«الشرق الأوسط» إن النيابة أبلغتهم نهار أمس أن لبنى ستقدم إلى المحاكمة ليقول القضاء كلمة في التهمة الموجهة إليها. ولم يتسنَّ الاتصال بالنيابة للحصول على إفادات في القضية. وروت لبنى ـ وهي صحافية تعمل في مكتب الناطق باسم قوات مراقبة اتفاق السلام بين الشمال والجنوب المعروفة بقوات «يونمس» ـ لـ«الشرق الأوسط» ملابسات إلقاء القبض عليها، فقالت إنها ذهبت مساء الجمعة الماضية إلى نادٍ شهير في العاصمة السودانية للحصول على حجز للنادي من إدارته لإقامة حفل زفاف يخص أحد أفراد أسرتها في الفترة المقبلة، ووجدت في النادي حفلا غنائيا يقيمه فنان مصري يحضره العشرات من «الأسر والشيوخ والشباب والشابات بأعمار مختلفة»، وقالت: «ظللت في الحفل في انتظار نهايته للحصول على الحجز، وفي الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق داهمت قوة من الشرطة الخاصة المعروفة بشرطة النظام العام النادي وألقت القبض على 9 من الشابات بينهن أنا، وأغلب اللائي ألقي القبض عليهن من يرتدين السراويل»، وأضافت: «وهناك في قسم الشرطة وجدنا أربع بنات أخريات ألقي القبض عليهن من مكان آخر على ما بدا، فأصبح العدد في المكان 13 شابة»، وذكرت أنها بعد التحري وُضعت هي وأخريات في الحبس ولم تستطع وأخريات الحصول على ضمانة إلا يوم السبت، حيث أفرج عنهن بعد أن قامت كل واحدة باستدعاء محاميها، وقالت إنها استدعت محامي قوات «يونمس» ليتم الإفراج عنها بالضمانة.

وحول كروت الدعوة التي وزعتها على نطاق واسع شمل الصحافيين والسياسيين ومحامين في الخرطوم لحضور محاكمتها قالت: «قمت بذلك حتى تتم محاكمتي علنا ويستطيع من حضر أن ينقل بأنني جُلدت بسبب ارتداء بنطلون لا بسبب أي شيء آخر»، وأضافت: «هذا الإجراء مني جاء تحوطا لأي شائعات قد تصدر بعد المحاكمة»، ومضت: «وزعت كروت الدعوة نزولا إلى المثل السوداني القائل: السمعة ولا طول العمر». وقالت: «منذ أن ألقي القبض عليّ وحتى هذه اللحظة ظللت أترتدي ذات البنطلون، الذي كان السبب في إلقاء القبض عليّ»، وبالسؤال عن سبب ذلك قالت: «لأنني أرى أن الزي عادي وليس فيه ما يجرّمني».

من جانبه قال الدكتور محيي الدين تيتاوي لـ«الشرق الأوسط» إن لبنى لم تتصل بهم بشأن القضية «ولكنني اتصلت بها وعرفت ما حدث منها وطلبت إمكانية تدخل اتحاد الصحافيين في القضية ووافقت، واتصلنا بالنيابة وعرفنا ما جرى من جانبهم وقالوا لنا إن القضية ستذهب إلى المحكمة ليقول القضاء كلمته»، باعتبار أن بعض من أُلقي القبض عليهن معها قد تعرضن للعقوبة.