ألمانيا: السجن8 سنوات لباكستاني متهم بالتنسيق مع «القاعدة»

نقل أجهزة عسكرية للتنظيم من بينها أجهزة رؤية ليلية وأنظمة لكشف ميكروفونات التجسس

TT

قضت محكمة ألمانية بالسجن 8 سنوات على الألماني، الباكستاني الأصل، عليم . ن بعد أن دانته بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية أجنبية وتقديم الدعم اللوجستي لناشطي منظمة «القاعدة» السرية.

وفي قرار لها صدر أمس، دانت محكمة كوبلنز (غرب) عليم ن.، 47 سنة، بخرق قانون التجارة الخارجية 8 مرات، تنظيم العلاقة بين الخلايا الإرهابية النائمة في أوروبا مع تنظيم «القاعدة» السري في باكستان، وتجنيد المزيد من «المجاهدين» للعمل في «القاعدة» وجمع التبرعات لمنظمة إرهابية تعمل في الخارج.

وبهذا تكون محكمة ولاية راين لاند بفالز قد تجاوبت مع مطالب النيابة العامة التي طالبت بحبس المتهم لمدة 8 سنوات. وكان محامي الدفاع قد شكك في الأدلة الثبوتية ضد موكله، من مدينة جيرمرزهايم، وطالب بالإفراج عنه. وطالب المحامي بعدم اعتماد شهادة أحد العاملين في السلك الدبلوماسي الألماني في لاهور، كما رفض اعتماد محاضر التحقيق مع موكله في باكستان واعتبرها اعترافات انتزعت تحت التعذيب.

وتمكنت النيابة العامة من إثبات أن عليم ن. نقل من ألمانيا أجهزة عسكرية لمنظمة «القاعدة» من بينها أجهزة الرؤية في الظلام، أجهزة إرسال، أجهزة قياس المسافات بأشعة ليزر وأنظمة لكشف ميكروفونات التجسس.

ويفترض أن يكون المتهم قد سافر إلى باكستان من ألمانيا 4 مرات خلال الفترة بين 2004 مطلع 2008 وأوصل للقاعدة تبرعات، جمعها في ألمانيا، بلغت مرة 15 ألف يورو إضافة إلى ثلاث دفعات قدر كل منها 4 آلاف يورو.

وحاولت النيابة العامة تتبع نشاط عليم. إلى ما قبل تاريخ 2004 مشيرة إلى دور لوجستي له خلال الفترة التحضيرية لعمليات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

ويفترض، حسب هذه التهمة، أن يكون الباكستاني قد وفر الدعـــم اللوجستي والمالي لخلية الانتحاريين التي قادهـــا محمد عطا في هامبورغ. علما بأن السلطات الألمانية ما زالت تبحث عن الباكستاني سعيد بهاجي الذي ساهم في تخطيط وتنفيذ عمليات 11 سبتمبر التي أودت بحياة نحو 3000 شخص.

وألقي القبض على عليم. ن في صيف 2007 خلال آخر رحلاته إلى باكستان، حيث تم تسليمه لاحقا إلى الجانب الألماني، ويقبع المتهم منذ تلك الفترة في السجن قيد التحقيق. ودامت جلسات المحكمة أكثر من 7 أشهر استمع خلالها القاضي إلى عشرات الشهود وقرأ عشرات التقارير السرية التي قدمتها الأجهزة الأمنية. وبين الشهود أفراد رصدوا عليم ن. في المعسكرات السرية للقاعدة، وآخرون شهدوا تدريباته على استخدام المتفجرت هناك.

وتحول ابن عليم بالتبني إلى شاهد إثبات رئيسي في القضية، إلا أن محامي الدفاع شكك بأقوال الابن وقال إن شهادته تأتي بدافع انتقام عائلي. وتحتفظ الأجهزة الأمنية بالابن في مكان سري، وأدرجته في البرنامج السري لحماية الشهود، خشية تعرضه للانتقام.

وكان عليم ن. صامتا طوال جلسات المحكمة، يرتل فقط آيات من القرآن الكريم، وترك إلى محامية مهمة القول إن الأجهزة الأمنية الباكستانية انتزعت الاعترافات منه تحت التعذيب، وأنه تعرض إلى ضغوط كبيرة من قبلهم كي لا يشي بهذه الحقيقة.

وجرت الجلسة الأخيرة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد تقارير دائرة حماية الدستور الألمانية (الأمن الداخلي) تحدثت عن مخططات للقاعدة لضرب ألمانيا خلال فترة الانتخابات النيابية العامة التي تقام في أواخر سبتمبر (أيلول) القادم.