ضحيتان جديدتان من الإيغور.. والصين تتحدث عن «تنظيم مسبق» للشغب

السفارة الصينية في الرياض: أحداث شينغيانغ ليست قومية أو دينية.. وحريصون على العلاقات مع العالم الإسلامي

TT

فيما قتلت الشرطة الصينية بالرصاص، أمس، شخصين آخرين من الإيغور في الحي المسلم في عاصمة إقليم شينغيانغ، أشارت السلطات إلى أن المظاهرات التي وقعت أمام القنصليات الصينية في أوروبا والولايات المتحدة تظهر أن أحداث الشغب الأخيرة كانت منظمة. ووقع حادث مقتل شخصين «مشتبه بهما» من الإيغور أمس رغم الانتشار الأمني الكثيف في عاصمة ولاية شينغيانغ شمال غربي الصين. وقامت شرطة مكافحة الشغب على إثره بعرض قوتها فنزل عناصرها إلى الشوارع ببنادق شبه أوتوماتيكية وطوقوا الحي على الفور. وأعلنت حكومة أورومتشي في بيان أنه «استنادا إلى المعلومات الأولية، قام عناصر من الأمن خلال تسيير دورية برصد مجموعة من ثلاثة مخالفين للقانون يعتقد أنهم من الإيغور يحملون سكاكين طويلة وعصيا ويطاردون إيغوريا آخر». وتابع البيان أن «الشرطة أطلقت النار بشكل مشروع فقتلت اثنين من المشتبه بهم وأصابت ثالثا بجروح».

وهذه أول مرة تفيد السلطات عن مقتل مدنيين برصاص الشرطة، في وقت يؤكد فيه المعارضون الإيغور في المنفى سقوط عدد من أفراد إثنيتهم في الخامس من يوليو (تموز) الحالي برصاص قوات الأمن.

ووقعت هذه الأحداث بعد ثمانية أيام على الاضطرابات الدامية التي دارت في أورومتشي بين الإثنية المسلمة الناطقة بالتركية وإثنية الهان التي تمثل الغالبية في الصين، وأوقعت ما لا يقل عن 184 قتيلا. كذلك تسببت الاضطرابات بسقوط 1680 جريحا بينهم 216 إصاباتهم بالغة، بحسب آخر حصيلة رسمية.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، أمس، إن المظاهرات التي نظمت أخيرا أمام القنصليات الصينية في أوروبا والولايات المتحدة تظهر أن أحداث الشغب العرقية في أورومتشي كانت منظمة. وقالت الوكالة إن متظاهرين ألقوا البيض والقنابل الحارقة والحجارة على عدة سفارات وقنصليات صينية في أنقرة وأوسلو وميونيخ وهولندا. وذكرت الوكالة «بدأ أنصار انفصاليي تركستان الشرقية هجمات منسقة بشكل جيد وأحيانا عنيفة على السفارات والقنصليات الصينية في عدة دول بعد قليل من أحداث الشغب التي وقعت يوم الأحد الماضي. يبدو أن الهجمات ضد بعثات الصين الدبلوماسية وأحداث شغب أورومتشي منظمة بشكل جيد».

وذكرت تقارير إعلامية صينية أيضا أن المسؤولين الصينيين الذين أساؤوا التعامل مع الاحتجاجات الأخيرة قد يفقدون مناصبهم بعد أن تحولت المظاهرات الأخيرة في أورومتشي إلى أعمال عنف عرقية. وذكرت وكالة «شينخوا» أن الأحكام الجديدة الخاصة بمساءلة المسؤولين التي صدرت في مطلع الأسبوع تحمل المسؤولين المسؤولية إذا تحولت بعض التصرفات الخاطئة إلى أحداث خطيرة.

إلى ذلك، أكدت السفارة الصينية في السعودية أمس أن الوضع في اورومتشي «أصبح تحت السيطرة». وقال الناطق باسم السفارة في بيان «إنه في مساء 5 يوليو، وقعت في مدينة اورومتشي أحداث عنف خطيرة تمثلت في أعمال الضرب والتحطيم والنهب والإحراق التي قام بها بعض من العابثين بالقانون، مما أدى إلى الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات، ومن أجل حفظ استقرار المجتمع وضمان نظام الإنتاج والحياة وصيانة حقوق جماهير الشعب ومصالحها، اتخذت حكومة منطقة شينغيانغ الايغورية الذاتية الحكم الإجراءات القانونية الحاسمة لمعالجة هذه الأحداث، وأن الوضع حاليا تحت السيطرة». وأوضح البيان أن الأحداث في اورومتشى «ليست مسألة قومية ولا دينية، بل جريمة عنف خطيرة متمثلة في أعمال الضرب والتحطيم والنهب والإحراق، وهي مدبرة مسبقا ومنظمة بالتحريض والتخطيط والتوجيه عن بعد بالشكل المباشر من «مؤتمر الايغوري العالمي»، وبالتنظيم والتنفيذ من العناصر الانفصالية في داخل الصين». واعتبر أن هذه الأحداث «تستهدف الإخلال بوضع التضامن القومي والاستقرار المتناغم في منطقة شينغيانغ».

وأوضح الناطق أنه منذ تأسيس الصين، وضعت حكومة البلد «سلسلة من السياسات القومية والدينية، واتخذت نظام الحكم الذاتي في المناطق القومية، وظلت تعمل على ضمان المساواة بين كافة القوميات وتعزيز تضامنها»، مشيرا إلى أن دستور الصين «ينص على وجوب المساواة بين جميع القوميات الصينية، وحرص الدولة على ضمان الحقوق والمصالح المشروعة للأقليات القومية، وصيانة وتطوير علاقات المساواة والتضامن والتساند بين القوميات، ومنع التمييز والاضطهاد ضد أي قومية، ومنع التصرفات المستهدفة إلى الإخلال بالتضامن القومي وإثارة الفرقة بين القوميات». وأشار البيان إلى أن الدول الإسلامية تتمتع بأهمية فريدة في العلاقات الدولية والتنمية الاقتصادية العالمية في الوقت الحاضر، والجانب الصيني يهتم دائما بما تلعبه الدول الإسلامية من الدور المهم، ويحترم خصائصها الدينية والثقافية».

وتابع البيان أن «الصين تربطها العلاقات الثنائية الجيدة مع الدول الإسلامية كافة، حيث تتبادل الصين والدول الإسلامية التأييد والتعاون الوثيق في كثير من القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وأن الجانب الصيني بالغ الحرص على هذه العلاقات، وعلى الثقة التامة بأنه بفضل الجهود المشتركة المبذولة من الجانبين ستشهد هذه العلاقات مزيدا من التطور والتوطد».