مرشحة أوباما للمحكمة العليا تسعى لتحدي عقبة استجواب الكونغرس

انتقادات لسوتومايور بإطلاق تصريحات عنصرية.. وجدل حول تأثير العرق في القضاء

سونيا سوتومايور تستعد للإدلاء بإفادتها أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ أمس (أ.ب)
TT

انطلقت في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، جلسات الاستماع إلى القاضية سونيا سوتومايور، التي رشحها الرئيس باراك أوباما للمحكمة العليا الأميركية. وبدت الأوساط السياسية والقضائية في واشنطن منشغلة منذ نحو أسبوع بهذه الجلسة، جزئيا بسبب تصريحات كانت أطلقتها سوتومايور أخيرا جعلتها محل اتهام بالعنصرية.

وتعد سوتومايور المرشحة الأولى للمحكمة العليا المكونة من 9 قضاة، من قبل رئيس ديمقراطي منذ 13 عاما، مما يجعل الحزب الديمقراطي متحمسا لإنجاح ترشيحها. وعلى الرغم من أن الحزب الديمقراطي يملك الأغلبية في مجلس الشيوخ والتأييد الواسع لسوتومايور، فإن التصريحات التي أطلقتها أخيرا بشأن ضرورة الانتباه إلى معاناة النساء والأقليات في الولايات المتحدة أدت إلى انتقادات واسعة لها واتهامها من قبل الدوائر، بالعنصرية ضد البيض.

وفي حال صادق مجلس الشيوخ على ترشيحها، ستكون سوتومايور القاضية الوحيدة من أصول لاتينية في المحكمة العليا، تماشيا مع جهود الإدارة الأميركية لإعطاء فرص للأقليات للعمل في مراكز الدولة. وواجهت سوتومايور انتقادات كثيرة بسبب تصريحاتها مرات عدة بأن الأصول الإثنية لأي قاض أو قاضية ستؤثر على إصدار الأحكام القضائية. ونقلت صحف أميركية عن سوتومايور قولها «جنسنا وأصولنا الوطنية قد تؤثر وستؤثر على إصدار الأحكام»، بالإضافة إلى تصريحات أخرى تناصر الأميركيين من أصول أفريقية ومن أميركا اللاتينية. ودفعت هذه التصريحات، جهات عدة، على رأسهم الجمهوري النافذ نيوت غينغرتش، بتوجيه اتهامات العنصرية إلى سوتومايور.

وكانت هذه الاتهامات محورا للجلسة الافتتاحية لاستجواب سوتومايور في مجلس الشيوخ أمس. وقال رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، السيناتور باتريك ليهي، إن المرشحة تمثل «قصة نجاح يمكن لكل الأميركيين أن يفتخروا بها»، مشيرا إلى الجذور البسيطة لعائلة سوتومايور التي هاجرت من بورتوريكو. وأضاف «آمل ألا يستمع أحد للإشاعات حول هذه السيدة الفاضلة، يجب ألا يسمح أن تلطخ سمعتها».

وتعتبر جلسات الاستماع فرصة لتعرف الشعب الأميركي على سوتومايور مباشرة، وكانت جلسة أمس أول ظهور علني لها منذ ترشيحها من قبل أوباما في مايو (أيار) الماضي. وافتتحت جلسة الاستماع بالتعرف على أعضاء عائلة المرشحة من بينهم والدتها سيلينا، ضمن جهود سوتومايور لإظهار صورة إنسانية لها. ولكن الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ لم يركزوا على الناحية الإنسانية لقصة سوتومايور، بل على «فلسفتها» القضائية ورؤيتها للقضاء التي تشمل ضرورة الانتباه إلى معاناة الأقليات في الولايات المتحدة التي تدفع بعضهم إلى الإجرام، بالإضافة إلى أنها تعتبر تجربتها الشخصية وأصولها العرقية تؤهلها لفهم هؤلاء بشكل أوسع. وصرح السيناتور الجمهوري الأقدم في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ جيف سيشونز بأن «المرشحة قد كررت هذه التصريحات 5 مرات على الأقل»، مضيفا «فلسفة القاضي في المحكمة العليا مهمة وتؤثر على قراراته». ومن جهته، قال السيناتور هيرب كوهل «عليك إثبات أن تجربتك ستؤثر على عملك ولكن لن تسيطر عليه». بينما أوضح السيناتور تشاك غراسلي أنه «علينا أن نعرف إذا كنت قادرة على تطبيق القانون من دون الانطباعات العنصرية والرؤى الشخصية»، مضيفا «ليس من واجب المحكمة العليا تنفيذ التشريعات أو السياسة، هذا من واجبنا في الكونغرس».

أما السيناتور أورين هاتش فعبر عن رفضه لبعض التصريحات الموجهة ضد سوتومايور واتهامها بالعنصرية، قائلا «علينا أن نقدر إنجازات القاضية سوتومايور، وبعض ما قيل عنها غير عادل في بعض الأحيان، ولكن يجب أن يكون هناك نقاش شديد حول من سيكون القاضي المقبل في المحكمة العليا لأن حريتنا تعتمد عليه». وانتقد هاتش تاريخ أوباما السابق في مجلس الشيوخ وتصويته ضد قضاة جمهوريين سابقا بسبب مواقفهم السياسية، موضحا أن على أوباما أن يتبع المقاييس نفسها في اختيار المرشحة للمحكمة العليا.

وسيشهد مجلس الشيوخ على مدى الأسبوع جلسات استماع عدة لسوتومايور على خلفية تصريحاتها ومواقفها القضائية، بالإضافة إلى الاستماع لشهود خارجيين بشأن تقييمهم للمرشحة التي رشحها في السابق الرئيسان بيل كلينتون وجورج بوش لمناصب قضائية فيدرالية.