سهراب الإيراني يتحول إلى رمز شعبي بعد ندا أغا سلطان

قتل يوم 15 يونيو وأسرته كانت تعتقد أنه مسجون إلى أن أبلغت أنه توفي بطلق ناري

TT

بعد نحو 3 أسابيع على مقتله، ظهرت صورة الشاب الإيراني سهراب أعرابي الذي يبلغ من العمر 19 عاما وتم دفنه أول من أمس في طهران، على موقع TwitPic وكتب أسفلها: «لن ننساك أبدا»، فيما أعلنت حركة المعارضة الإصلاحية الإيرانية عن قتيل آخر وذلك مع تأبين الشاب سهراب. كان سهراب مفقودا منذ المظاهرات الكبيرة التي وقعت يوم 15 يونيو (حزيران) الماضي التي أعقبت الصدامات بين المتظاهرين الإيرانيين وعناصر ميليشيا الباسيج، حيث قتل وجرح العديد من المتظاهرين. وطوال الأسابيع الثلاثة الماضية لم تكن أسرته تعرف أنه قتل، كانت تعتقد أنه مسجون في سجن إيفين في طهران أو في أي سجن آخر، إلى أن عرفت العائلة يوم السبت الماضي فقط أن سهراب قتل بعد إصابته بإطلاق عيار ناري على قلبه. وأول من أمس أطلق المدونون عبارات الثناء لسهراب على الإنترنت. ويسرد مقطع الفيديو الذي ظهر فيه سهراب قصة اختفائه، كما تظهر والدته وهي تطلب معلومات عنه خارج بوابات سجن إيفين قبل الإعلان عن موته، وبعد ذلك بكاؤها الحار على جسده أثناء الجنازة. وأضاف المدونون الذين يستخدمون «تويتر» علامة # سهراب للعديد من تحديثاتهم الخاصة بأزمة ما بعد الانتخابات، إلى جوار علامة # ندا، للإشارة إلى أنه قد أصبح «رمزا» مثل ندا أغا سلطان الشابة الإيرانية التي قتلت أيضا بإطلاق النار على رأسها خلال المظاهرات العارمة التي شهدتها طهران بعد أزمة الانتخابات الإيرانية. وأوضحت جماعة الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران وهي جماعة مقرها نيويورك، أن خبر مقتل سهراب لم يعلن لأسرته على ما يبدو تحسبا للمظاهرات بمناسبة 10 سنوات على ذكرى احتجاجات الطلبة والمواجهات بينهم وبين السلطات في حرم جامعة طهران خلال الولاية الأولى للرئيس الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي. وقد حاولت والدة سهراب، بارفين فهيمي، وهي عضو في مؤسسة «أمهات من أجل السلام»، مرارا وتكرار الحصول على معلومات حوله، وأخذت معها صوره إلى السجن والمحاكم وغيرها من الجهات الرسمية. وفي نهاية المطاف، وفي يوم 11 يوليو (تموز) وبعد مظاهرات لإحياء ذكرى مظاهرات الطلاب في عام 1999 تم إخطار العائلة من قبل محكمة إيرانية بمقتل ابنهم وتمت إحالة العائلة إلى مكتب التحقيقات حيث طلب منها التعرف على سهراب من بين العديد من صور الجثث. وحسب إفادة أفراد العائلة الذين تم إجراء مقابلات معهم من قبل الحملة، فإن جثته وصلت إلى مكتب المحقق بعد خمسة أيام من اختفائه. وقد طالب هادي غائمي وهو المتحدث الرسمي باسم جماعة حقوق الإنسان بإجراء تحقيق حول أسباب الوفاة والتأخر في إخطار العائلة بوفاته. وقال متسائلا: «إذا كان سهراب قد أطلق عليه الرصاص في الشارع يوم 15 يونيو (حزيران) فلماذا تم تسجيل ذلك من قبل محقق أسباب الوفاة في يوم 19 يونيو (حزيران) فقط؟».

وفي مساء يوم الاثنين، 15 يونيو (حزيران) عندما كان سهراب مفقودا، تم تصوير عناصر من ميليشيا الباسيج وهم يطلقون الرصاص على حشد من المتظاهرين أثناء المصادمات بالقرب من ميدان «أزادي» في طهران. وخلال ساعات، ظهرت مقاطع فيديو تصور نقل المتظاهرين المصابين الذين لقوا حتفهم من موقع المظاهرات، على الإنترنت. وكما كتب زميلي روبرت ورث في «نيويورك تايمز» يوم الاثنين أن «تقارير مقتل سهراب جددت الادعاءات التي انتشرت حول ارتفاع عدد القتلى من المتظاهرين أثناء الاضطرابات عما هو معلن بالفعل من قبل الحكومة وهو العدد الذي يصل إلى 20 قتيلا». وقد أكدت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران أن معاملة عائلة سهراب قد زادت من مخاوف نقص الشفافية والتأخير غير المبرر في الإعلان عن المعلومات حول مقتل سهراب. كما عمقت القلق حول باقي المختفين أو المسجونين حتى الآن، الذين لم يتم الاتصال بعائلاتهم أو محامي العديد منهم لنحو شهر كامل. يذكر أنه تم إلقاء القبض على نحو 190 آخرين بعد المظاهرات الأخيرة في 9 يوليو (تموز).

* خدمة «نيويورك تايمز»