مركزية فتح تتهم القدومي بمحاولة شق صفوفها.. وتنفيذية المنظمة تصفه بفاقد للاتزان النفسي والسياسي

ردا على اتهاماته لأبو مازن ودحلان بالتواطؤ في اغتيال عرفات

TT

هاجمت اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بشكل غير مسبوق، القيادي التاريخي في حركة فتح، فاروق القدومي (أبو اللطف) لاتهاماته للرئيس محمود عباس (أبو مازن) بالتآمر على اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات. واتهمت فتح، أمين سر لجنتها المركزية، بالسعي للانشقاق عن الحركة فتح وإثارة الفتن، بينما اعتبرته المنظمة، صاحب خيال مريض، وغير متزن نفسيا وسياسيا.

وكان القدومي قد قال في مؤتمر صحافي مصغر بالعاصمة الأردنية عمان، إن عرفات «أودع لديه، محضر اجتماع سري جمع أبو مازن ومحمد دحلان وزير الداخلية ومدير الأمن الوقائي الفلسطيني في غزة الأسبق، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون ووليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركية. وأنه تم التخطيط في الاجتماع لاغتيال عرفات وقيادات أخرى من جميع فصائل المقاومة الفلسطينية».

وندد القدومي بقرار عقد المؤتمر السادس لحركة فتح في مدينة بيت لحم «في حضن الاحتلال الإسرائيلي وعلى مرأى من رجاله وأعوانه». ووزع بيانا يتهم فيه الرئيس الفلسطيني «بالاستبداد في تصرفاته الانفرادية واقتناص ألقاب عرفات». وقال إن أبو مازن «استمرأ الزلل والتعاون والتنسيق مع المحتل الإسرائيلي عبر لقاءاته الحميمة التي يجريها مع قادة العدو الإسرائيلي باسم المفاوضات السياسية في ظل موافقة أميركية». ووصلت الخلافات بين قيادة فتح، وتحديدا بين أبو مازن وأبو اللطف إلى أقصاها، وجاءت التصريحات الأخيرة، لتوصل العلاقات بين الرجلين نحو قطيعة لا رجعة عنها. وقالت مصادر في فتح لـ«الشرق الأوسط»، إن الحركة ستدرس كل الإجراءات الممكنة بحق القدومي، لكنها استبعدت اتخاذ قرارات من قبيل فصله مثلا. وقالت «هذا قرار ولا حتى المركزية تجرؤ على اتخاذه».

وقالت مركزية فتح، في بيان لها رغم أنها لم تجتمع، إن القدومي يسعى للانشقاق، ويحرض لإفشال المؤتمر العام السادس للحركة. وأضافت «إن ما قام به أبو اللطف من عقد مؤتمر صحافي في عمان، يثير الفتنة ويوقع المجتمع الفلسطيني في ثارات نحن في غنى عنها». واعتبرت اللجنة أن محضر الاجتماع الذي عرضه أبو اللطف في المؤتمر الصحافي ووصفه بأنه فلسطيني ـ إسرائيلي ـ أميركي وتهجم به على الحركة والرئيس محمود عباس، «مفبرك ومليء بالتناقضات والأكاذيب» ويدرك ذلك «كل ذي بصيرة».

وأشارت اللجنة المركزية إلى أنها كانت قد اجتمعت أكثر من مرة خلال الشهر الماضي، وأن الأصول التنظيمية والحركية تقضي بأن يطرح القدومي ما لديه من ادعاءات على اللجنة المركزية أو أن يرسلها إلى المجلس الثوري.

وقالت اللجنة المركزية إن «النظام الداخلي للحركة يحظر أن يقدم عضو في اللجنة المركزية مادةً لأعداء الحركة كي يستمروا في استهدافها، كما أن النظام الداخلي للحركة يعتبر ما فعله القدومي محاولة انشقاق وتحريض لإفشال المؤتمر العام السادس للحركة».

أما اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فكانت عنيفة في هجومها. فوصفت تصريحات أبو اللطف، بالهستيرية وهددت باتخاذ إجراءات ضده. وقالت اللجنة في بيان رسمي، إنه «في إطار سعي القدومي لتعطيل انعقاد مؤتمر حركة فتح السادس، قام بالإدلاء بتصريحات هستيرية لبعض مراسلي الصحف خلال زيارته إلى العاصمة الأردنية عمان قبل يومين». وأضافت «أن هذه التصريحات احتوت على مزاعم ضد رئيس اللجنة التنفيذية وآخرين، لا تعدو كونها من اختراع خيال مريض ولمسؤول فقد كل مقومات الاتزان السياسي والنفسي، خاصة الاتهامات بالتآمر على حياة زعيمها الراحل القائد الكبير الشهيد ياسر عرفات». وتابعت القول «لو كان لدى القدومي ـ كما يقول ـ وثائق صحيحة بشأن مثل تلك الاتهامات الخطيرة، لكان من الأجدر به أن يكشفها قبل 5 سنوات عندما زعم أنه حصل عليها، ولكنه يخترع هذه الاتهامات المريضة الخطيرة لكي يستعمل آخر طلقة في جعبته من أجل إفشال انعقاد مؤتمر فتح».

وطالبت اللجنة التنفيذية القدومي «بالتراجع والاعتذار العلني عن مثل هذه الأقوال، التي تصب في خدمة خطط أعداء الشعب الفلسطيني والمتآمرين على وحدته والساعين لتكريس الانقسام في صفوفه، حرصا على آخر ما تبقى للقدومي من رصيد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، خاصة أن من يسيء إلى تاريخ ونضال الشعب الفلسطيني ويحاول تصويره أمام الشعب الفلسطيني وأجياله الجديدة وكأنه سلسلة من المؤامرات والتواطؤ وغيرها من الخرافات، إنما يسيء إلى نفسه وإلى تاريخه، ودوره فقط».