تشارلز تايلور يبدأ الإدلاء بإفادته أمام المحكمة في لاهاي: الاتهامات بأنني قاتل أكاذيب وشائعات

هيئة الدفاع تبدأ بعرض قضيتها.. وشهادة رئيس ليبيريا السابق قد تستغرق أسابيع

تشارلز تايلور رئيس ليبيريا السابق (أ.ب)
TT

وصف الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور الاتهامات الموجهة إليه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بـ«الأكاذيب»، وذلك خلال الإدلاء بإفادته أمام المحكمة الخاصة بسيراليون في لاهاي.

وقال تايلور (61 عاما) ردا على سؤال لمحاميه: «من المؤسف جدا أن التضليل الإعلامي والأكاذيب والشائعات في الاتهام تصورني قاتلا وإرهابيا ومغتصبا». وأضاف أول رئيس دولة أفريقي يحاكم أمام محكمة دولية: «من غير المعقول إطلاق هذه الصفات علي من قبل الاتهام».

وتشمل الاتهامات الموجهة لتايلور المسؤولية المباشرة عن الجرائم الوحشية التي ارتكبها متمردون في سيراليون المجاورة لليبيريا. ويواجه الرئيس الليبيري السابق إحدى عشرة تهمة، بين القتل والتعذيب والاغتصاب وتجنيد الأطفال في حرب سيراليون.

ويقول ممثلو الادعاء الذين انتهوا من عرض قضيتهم في فبراير (شباط) إن تايلور وجه متمردي الجبهة الثورية المتحدة لشن حملة ترويع ضد المدنيين سعيا للسيطرة على مناجم الألماس في سيراليون، وزعزعة استقرار الحكومة هناك لتعزيز نفوذه الإقليمي. ورد تايلور بعد أن سأل محاميه إن كان إرهابيا: «أمر لا يصدق أن توجه لي هذه الأوصاف، الادعاءات. وبسبب نقص المعلومات والمغالطات والأكاذيب والإشاعات ربط بيني وبين هذه الألقاب أو الأوصاف».

وبدأت هيئة الدفاع عن تايلور في عرض قضيتهم هذا الأسبوع بعد عامين من بدء المحاكمة. وأردف تايلور خلال إدلائه بشهادته «إنني أب لأربعة عشر ابنا، وجد محب للإنسانية، ظللت طوال حياتي أكافح كي أفعل ما أؤمن بأنه الصواب.. أستاء من تصويري بهذا الشكل. هذا زيف.. إنه حقد». وتايلور الذي مثل أمام المحكمة وهو يرتدي حلة داكنة ونظارات بعدسات غامقة، هو الشاهد الأول من بين 249 شاهدا قال الدفاع إنه سيستدعيهم للشهادة. ومن المتوقع أن تستمر شهادة تايلور عدة أسابيع.

وكان الادعاء قد طلب شهادة 91 شخصا ـ قدم معظمهم شهادات مكتوبة ـ قبل أن يفرغ من عرض قضيته في فبراير (شباط). وسرد الشهود عمليات البتر وقتل الأطفال والفظائع التي ارتكبت في سيراليون. وقال كورتني جريفيث، محامي تايلور، إنه لن يشكك في حقيقة وقوع فظائع، لكنه أكد أن تايلور ليس له أدنى صلة بهذه الفظائع، بل على العكس كان يحاول التوسط في السلام بسيراليون.

وردا على سؤال وجهه جريفيث عما إذا كان حصل على الألماس مقابل تقديم أسلحة لمتمردي الجبهة الثورية المتحدة، قال تايلور «مطلقا، لم يحدث أبدا أنني تلقيت (مايونيز) أو قهوة، أو أي ألماس من الجبهة الثورية. إنها كذبة.. كذبة شيطانية».

وغادر زعيم الحرب السابق الذي انتخب رئيسا في 1997، قفص الاتهام أمس ليجلس في المقاعد المخصصة للشهود مقابل القضاة. وأدى تايلور اليمين وأقسم بألا يقول «إلا الحقيقة». وقال: «اسمي داكيبناه الدكتور تشارلز غانكاي تايلور الرئيس الحادي والعشرون لجمهورية ليبيريا». وأضاف «ناضلت طوال حياتي لأفعل ما أعتقد أنه صحيح وفي صالح العدل».

ويفيد محضر الاتهام بأن تايلور كان يدير متمردي الجبهة الثورية الموحدة لسيراليون سرا، ويسلمهم أسلحة وذخائر مقابل الحصول على موارد، وخصوصا الألماس والخشب الثمين في هذا البلد المجاور لليبيريا. وقال المتهم، ردا على هذه الاتهامات، «لم أقدم أي مساعدة عسكرية للجبهة الثورية الموحدة لتغزو سيراليون». وردا على سؤال عن عمليات بتر أطراف تعرض لها المدنيون بأيدي المتمردين، قال «من المستحيل أن أكون أمرت بذلك». وأضاف أنه بصفته رئيسا «كان محور اهتمامي الرئيسي هو كيف نعيد بناء هذا البلد الذي تمزقه الحرب، واقتصاده مدمر». ونقلت محاكمة تايلور من فري تاون إلى لاهاي لتجنب أي خطر لزعزعة الاستقرار في المنطقة. ويتوقع صدور الحكم على تشارلز تايلور منتصف 2010.

يذكر أن الحرب في سيراليون استمرت نحو 11 عاما، وراح ضحيتها 120 ألف شخص، في حين أصيب الكثير من الناجين بتشوهات وصدمات عقب الهجمات التي كان يقوم خلالها المتمردون غالبا بقطع أطراف ضحاياهم. وفي عام 2003، فر تايلور إلى نيجيريا، حيث ألقي القبض عليه بعد مرور نحو ثلاث سنوات، ونقلت قضيته من فري تاون في سيراليون إلى هولندا لدواع أمنية.