العراقيات يقتحمن أجهزة الشرطة والجيش

إحداهن لـالشرق الأوسط»: نخشى أن لا يتقبلنا الشارع العراقي

TT

يستعد الشارع العراقي لأن يستقبل، ولأول مرة، ضابطات في جهاز الشرطة العراقية، في الوقت نفسه الذي بدأت فيه نسوة من الجيش العراقي الوجود في الطريق الممتدة الطويلة المؤدية إلى فندق الرشيد ببغداد وهن بكامل أزيائهن الرسمية، حيث يقمن بتفتيش النساء بعد أن تخرجن من إحدى الدورات المتخصصة في الجيش العراقي عام 2007.

«م. ل» كانت إحدى عناصر الجيش العراقي اللاتي تلقين تدريبا عنيفا كما تقول، وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنها لا تستطيع أن تحضر إلى مقر عملها بملابسها الرسمية خوفا من عدم تقبل الشارع لها وخوفا من استهدافها أيضا من قبل جماعات متشددة. وتؤكد السيدة التي تعمل لساعات طويلة في تفتيش النساء من دون تعب أنها تلاقي بعض الشعور بالاستغراب من أناس من كلا الجنسين، لأن الوقت بالنسبة لهؤلاء ما زال مبكرا لاقتحام النساء هذا المجال على الرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها العراق. لكن زميلة أخرى لها أكدت أن عائلتها كانت أول من شجعها على الدخول في هذا المجال، وتشير إلى أنها سعيدة باقتحامه. إحدى ضابطات المستقبل التابعة للشرطة العراقية واسمها رشا الخياط، تقول إنها وجدت أن «المجتمع العراقي بحاجة ماسة لوجود عنصر نسوي داخل سلك الشرطة الذي يعد من أكثر الحلقات تماسا مع المجتمع، فنسب تعرض النساء للعنف على يد أفراد العائلة أو وجود ظاهرة النساء الانتحاريات، وكذلك المشكلات الاجتماعية الدقيقة جدا تحتاج للنساء الشرطيات، والجميع قد لاحظ مدى الحرج الذي تعرض له الشرطي الذي قام بنزع المتفجرات عن الانتحارية (رانيا) في ديالى، وما رافقه من انتقادات، ناهيك عن كيفية التحقيق معهن، فلو كانت المحققة امرأة لكان الوضع أفضل بكثير وربما لحصلنا على معلومات أفضل منها». وتضيف: «الأمر ذاته صحيح أيضا بالنسبة لمراكز الشرطة، فلجوء المرأة المعنفة للمركز أمر صعب جدا، لعلمها بأن من ستجدهم هم ذكور وقد لا تدخل أصلا، وهي لا تتكلم بأمور خاصة أمام رجل وتحتاج لامرأة لتبوح بما بداخلها، وكل هذا سيقلل كثيرا نســب ظاهرة العنف المنزلي وتدارك سلبيات مجتمعية عبر وجود محققة وليس محقق».

وعادت رشا لتقول إنه «بعد تخرجنا، هناك تخوف من الآن من مدى تقبل الشرطي الرجل لنا، أو مراكز الشرطة وتقبلها لنا كعنصر نسوي، لكن يجب أن ننجح في هذه الدورة الأولى، وقد لا نعمل بداية داخل مراكز الشرطة، وهذا الأمر يحدث في كل مكان حتى داخل البرلمان نفسه، تشــاهد الكل محجبات». وعن إمكانيــة ظهور شرطية للمرور في الشارع قالت: «نحن نفخر بذلك. وهناك ضابطة مرور في إقليم كردستان وناجحة في عملها، وحازت على تقبل الجهاز المروري والشارع لعملها، لكن كمرحلة أولى، سنحاول إبعاد الضابطات عن شرطة المرور بسبب ما ذكرنا»، وقالت: «قد يكون وجودها في الشارع سببا لزيادة نسب الحوادث، وهذا ما لا نريده». مدير إعلام وزارة الداخلية علاء الطائي أكد أن نسبة النساء في الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية «عالية جدا، فهناك نسبة كبيرة في الجانب الإداري يعملن في مقر الوزارة والمديريات، وهناك نساء مفتشات في الدوائر كافة، وهناك من يعملن في القطاع القانوني والتحقيق والألغام والمخدرات وشرطة الحدود والدفاع المدني والشرطة المجتمعية». وأضاف: «فعلا، لقد أثبتت المرأة وجودها داخل سلك الشرطة ونجحت في عملها، وهي الآن جزء مهم وفعال في جميع أجهزتنا، ونسعى لزيادة عددهن في مجـــال الشرطة المجتمعية. وهنــــاك أعداد يتم تدريبهــن في سورية لتأهيلهن بهذا القطاع».