تحريم سرقة الكهرباء.. تطلّب فتوى في باكستان

12 رجل دين قالوا إن الإقدام عليها يعتبر ذنبا يستحق المعاقبة بموجب القانون

TT

تتطلب الأمر فتوى في باكستان للتصدي لمشكلة سرقة الكهرباء، فقد أصدر أمس 12 رجل دين في باكستان فتوى تحرم سرق الكهرباء، وتعتبر أن الإقدام على سرقتها هو ذنب يستحق المعاقبة بموجب القانون العلماني في الدولة. وفي بيان صحافي أفادت شركة توريد كهرباء كاراتشي (كاي إي إس سي) أن سرقة الكهرباء في مدينة كاراتشي، وهي مركز مالي وصناعي في باكستان، تكلفها نحو مليار روبية (12.3 مليون دولار) كل شهر.

وشركة توريد كهرباء كاراتشي (كاي إي إس سي) مسؤولة عن توريد الكهرباء إلى 15 مليون عميل محلي، بالإضافة إلى عدد من الوحدات الصناعية التي تعمل في محيط ميناء كاراتشي.

وتعتبر سرقة الكهرباء عملا شائعا بين العملاء المحليين، إلى جانب العملاء الصناعيين، وبموجب القانون الباكستاني فإن شركة توريد كهرباء كاراتشي (كاي إي إس سي) لها الحق في فرض غرامة على أولئك الذين تثبت سرقتهم للكهرباء.

وقد جاء في الفتوى التي أصدرها 12 عالما ومسؤولا دينيا، والتي أعلنت عنها شركة توريد كهرباء كاراتشي (كاي إي إس سي): «إن الاستخدام غير المصرح به لأي سلعة يعتبر جريمة في نظر الإسلام، ومن العدالة اتخاذ إجراءات قانونية ضد أولئك الذين تثبت عليهم الاستفادة من الاستخدام غير المصرح به لأية سلعة».

وقد اتصلت إدارة شركة توريد كهرباء كاراتشي (كاي إي إس سي) منذ نحو شهر بقادة علماء الدين في مدينة كاراتشي وطلبت منهم إبداء رأيهم بشأن موضوع سرقة الكهرباء، واتصلت كذلك شركة توريد كهرباء كاراتشي (كاي إي إس سي) بكافة المعاهد الدينية البارزة وطلبت منها إبداء رأيها الديني في هذه المشكلة التي تواجه الشركة.

وتم الإعلان رسميا عن رأي هؤلاء العلماء من قبل شركة توريد كهرباء كاراتشي (كاي إي إس سي)، ومن بين أبرز هؤلاء العلماء المفتي رافي عثماني، وهو يبلغ من العمر أكثر من 80 عاما، وهو مقيم في كاراتشي. وقالت مصادر مقربة منه لـ«الشرق الأوسط» إن الفتوى أكدت على أنه قد نقل وجهة نظره الدينية في هذه المسألة.

وحسبما أعلن مسؤولو شركة توريد كهرباء كاراتشي (كاي إي إس سي)، فإنه كان من الشائع بين العملاء المحليين في كاراتشي استخدام التوصيلات غير المصرح بها من كابلات الكهرباء وعدم دفع مقابل لذلك، كما أن العملاء الصناعيين يعملون على إبطاء عدادات الكهرباء الخاصة بهم حتى يدفعوا مقابلا أقل مما يستحق استهلاكهم.

وقال رجال الدين بأنه طبقا لتعاليم الإسلام فإنه من المقبول اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أولئك الذين يتورطون في سرقة الكهرباء، كما حث رجال الدين كذلك المواطنين في كاراتشي على دفع مقابل ما سرقوه من كهرباء الشركة في الماضي. وقد أصبح نقص الكهرباء وزيادة الطلب عليها مشكلة وطنية في المدن الباكستانية، لا سيما مدينة كاراتشي، حيث اندلعت مظاهرات ضد انقطاع الكهرباء عن العملاء المحليين والصناعيين كذلك.