كردستان تبتكر أساليب غير مسبوقة في الحملات الانتخابية

حافلات وبالونات وحفلات فنية جماهيرية تكرس للدعاية الانتخابية

مواطنون يتابعون دعايات انتخابية عبر شاشات عملاقة في السليمانية («الشرق الأوسط»)
TT

سعت بعض القوى الحريصة على إنجاح التجربة الانتخابية والمسيرة السياسية والديمقراطية في إقليم كردستان العراق لابتكار أساليب إعلامية جديدة وغير مسبوقة للترويج المشروع لبرامجها الانتخابية والتعريف بمرشحيها في الانتخابات النيابية والرئاسية المقرر إجراؤها في 25 من الشهر الحالي والعمل على توظيفها ايجابيا وبحكمة ودراية لصالح مجمل العملية الانتخابية لتسير في أجواء ومناخ هادئين ونزيهين، فعلاوة على الاستخدام الأمثل لوسائل الإعلام المعتادة مثل القنوات الفضائية والأرضية والإذاعات المحلية والصحف والمجلات ونشر الملصقات واللافتات وصور المرشحين في الأماكن والساحات العامة وإطلاق البالونات الحاملة لرموز وشارات الجهات والأحزاب والقوائم المشاركة في الانتخابات، اعتمدت تلك الجهات، وفي مقدمتها القائمة الكردستانية التي يرأسها الدكتور برهم أحمد صالح نائب رئيس الوزراء العراقي التي تضم مرشحي الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس جلال طالباني، والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني رئيس الإقليم، أساليب إعلامية مبتكرة أضفت مزيدا من الحماسة والإثارة على أجواء الحملة الانتخابية في الإقليم والتي انطلقت في 22 من الشهر المنصرم، مثل نصب الشاشات التلفازية العملاقة في الساحات العامة والمناطق والأسواق المكتظة والتي تبث على مدار الساعة الدعايات الانتخابية الخاصة بالقائمة الكردستانية حصريا في مدن أربيل والسليمانية ودهوك، فضلا عن شاشات الكترونية وضوئية منتشرة على نحو منتظم فوق الجزر الوسطية للشوارع الرئيسية في المدن الكبرى والتي تنشر أيضا صور رئيس القائمة الكردستانية وصور مرشحها للرئاسة مسعود بارزاني، كما وعمدت الجهات المتنافسة في الانتخابات إلى استخدام المواقع الالكترونية في شبكة الانترنت مثل اليوتيوب والفيس بوك لعرض رموزها وشاراتها وطرح برامجها وشعاراتها الانتخابية، إلى جانب تزيين حافلات نقل الركاب في المدن بشارات عملاقة للقوائم المتنافسة وصور المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية، إلى جانب تنظيم ألعاب ماراثونية أو سباقات الدراجات الهوائية أو إقامة الحفلات الفنية الجماهيرية والاستعانة بالمطربين من ذوي الشعبية الواسعة للترويج الانتخابي. ولعل الأسلوب الدعائي الأكثر إثارة للانتباه وسط هذا الصخب الإعلامي وهذا الكم الكبير من وسائل الدعاية المستنفرة في جميع مناطق ومدن الإقليم، هو ما ابتكره رئيس القائمة الكردستانية برهم صالح الذي عمد إلى اتباع أسلوب الدعاية الحية عبر الاتصال الشخصي المباشر واليومي مع جميع فئات وشرائح المجتمع.

كما أن قائمة التغيير، أكبر القوائم المتنافسة مع القائمة الكردستانية والتي يرأسها نوشيروان مصطفى تعتمد أسلوبا متحضرا جدا يتمثل في مجموعات شبابية من كلا الجنسين ترتدي قمصانا تحمل شارات قائمة التغيير وتطوف شوارع وساحات وأسواق المدن الكبيرة والصغيرة وهي توزع الورود البيضاء والحمراء وقطع الحلوى على الجميع وتحبب إليهم تجربة الانتخابات وتحثهم على المشاركة فيها.