أوروبا تلغي تأشيرات الدخول لثلاث دول بلقانية

انتقادات لاستثناء البوسنة وألبانيا وكوسوفو من الخطوة

TT

أصدرت المفوضية الأوروبية قرارا يسمح بفتح حدود الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمام مواطني كل من صربيا والجبل الأسود (مونتنيغرو) ومقدونيا، بحيث يمكنهم الدخول إلى الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دون تأشيرة دخول، ابتداء من يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، بينما يستمر إغلاق أبواب أوروبا في وجه الألبان في ألبانيا وكوسوفو والبوسنيين البوشناق.

وقد جاء قرار المفوضية الأوروبية متزامنا مع الذكرى الـ14 لمجزرة سريبرينتسا، الأمر الذي لفت نظر الإعلام المحلي والأوروبي، ولا سيما الألماني مثل «سويددويتش سايتونغ» و«بيلد» التي ذكرت أن «أوروبا سمحت للصرب والمونتنيغريين والمقدونيين بدخول أراضيها دون تأشيرة، الأمر الذي أشعر المسلمين بأنهم أكبر الخاسرين من هذه القسمة». وقال راديو «دوتشيفيله» الألماني: «لقد جاء القرار بعد 3 أيام من إحياء مجزرة سريبرينتسا، مما يعني ـ سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ـ مكافئة الصرب على ارتكابهم مجزرة سريبرينتسا، بينما توجهت أوروبا إلى أهالي الضحايا بالعزاء». وأجرت صحيفة «بيلد» الألمانية حوارا قصيرا مع المبعوث الدولي الأسبق إلى البوسنة كريستيان شفارتز شيلينغ، الذي استقال من الحكومة الألمانية إبان العدوان على البوسنة احتجاجا على سياسات بلاده حيال ما كان يجري من فظائع. وقال إن «إلغاء تأشيرة دخول مواطني غرب البلقان لدول الاتحاد الأوروبي تأخر عن موعده، وكان ينبغي أن يكون ذلك قبل فترة طويلة، ومن المؤسف إلى حد الصدمة والشعور بالاشمئزاز أن يتم استثناء البوسنة وألبانيا وكوسوفو».

وقال شيلينغ إن قرار استثناء المسلمين «قرار سياسي خاطئ»، وأضاف: «إن هذا القرار ضربة للمصداقية الأوروبية بعد الاعتراف بمجزرة سريبرينتسا، الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وفي الذكرى الـ14 يتم مكافئة الصرب بمنحهم حق دخول أوروبا دون تأشيرة، وتأجيل منح الحق نفسه للضحايا! تراجيديا سياسية بكل المقاييس».

وقالت صحيفة «زايتونغ» تحت عنوان «غيتو في البلقان»، إن «قرار المفوضية الأوروبية تأكيد على دور سلبي مارسته أوروبا في حرب البوسنة، وهو تأكيد أيضا على وجود سياسة مزدوجة حيال شعوب البلقان، وذلك سيؤثر على ما يبدو على نزعات التفكير لدى المسلمين هناك، الذين يشعرون بأنهم يعيشون في غيتو». وتابعت: «المسلمون ينظرون إلى ما جرى على أن الصرب تم مكافأتهم مرة أخرى في الذكرى الـ14 لمجزرة سريبرينتسا، المرة الأولى عندما اعترف لهم بنتائج الإبادة، والمرة الثانية عندما تمت تبرئة صربيا من جرائم الإبادة، والآن عندما سمح لهم بدخول أوروبا دون الضحايا».

ومن المقرر أن يبدأ سريان إلغاء تأشيرة دخول مواطني صربيا ومقدونيا ومونتنيغرو بداية شهر يناير (كانون الثاني) من العام القادم، بعد موافقة المجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي كما هو منتظر في الأيام القادمة.