بري متفائل بولادة الحكومة اللبنانية قبل نهاية الشهر.. و«14 آذار» مع حكومة شراكة شرط عدم «التعطيل»

نقل عنه شهيب لـ«الشرق الأوسط» أن «الخارج ينتظر الداخل هذه المرة»

TT

عادت الحرارة إلى ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، مع توقعات بثها رئيس مجلس النواب نبيه بري بإمكان تأليف الحكومة الجديدة قبل نهاية الشهر الحالي. ونقل النائب أكرم شهيب لـ«الشرق الأوسط» عن بري قوله إن الأمور أصبحت مقلوبة هذه المرة، إذ إن الخارج ينتظر الداخل هذه المرة»، وأشار إلى أن بري شدد على ضرورة السعي داخليا لتأليف الحكومة وتثمير هذا المسعى في الخارج»، معتبرا أن «من الواجب تعزيز الداخل بمزيد من التضامن في الخارج». وردا على سؤال من أحد النواب الذين التقاهم بري، في استعادة لـ«لقاء الأربعاء النيابي» المتوقف منذ عام 2005، عن أن التأخير في تأليف الحكومة ناجم عن انتظار الخارج، قال بري: «هذه المرة مش ظابطة معهم.. الخارج ينتظرنا وليس العكس، وفي المقدمة الإخوة في سورية والمملكة العربية السعودية لدعم لبنان في شتى المجالات التي يحتاج إليها».

وكان بري قد استقبل أمس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وبعد اللقاء الذي استغرق ساعة، توجه بري والحريري سيرا في اتجاه أحد المطاعم في وسط بيروت. ولم يشأ الرئيس الحريري الإدلاء بأي تصريح، واكتفى بالابتسام. فيما قال بري ردا على سؤال: «الحكومة ستبصر النور قبل نهاية الشهر الحالي». وكان بري التقى، في مجلس النواب، عددا من النواب من مختلف الكتل النيابية، وأكد أمامهم أنه «متفائل بالنسبة إلى موضوع تأليف الحكومة، وأنه لا شيء يمنع من أن تشكل الحكومة الجديدة قبل نهاية هذا الشهر»، مشيرا إلى الجهود التي يبذلها، في هذا الإطار، مع الجميع. وجدد القول «إننا ما زلنا في الفترة الطبيعية لتأليف الحكومات في لبنان». وتحدث عن «مزج الأوراق، والمزج داخل الحكومة، والمزج في عملية التأليف»، متسائلا: «ألم يكن هناك مزج أوراق في نيل الرئيس المكلف سعد الحريري 86 صوتا وفي نيلي أنا 90 صوتا؟». ولفت إلى أن «الجميع يطالبون بحكومة وحدة وطنية»، مشيرا، في هذا المجال، إلى «تكرار كلام الرئيس المكلف وتأكيده ذلك». وقال: «أمام مجلس النواب الجديد مهمات كثيرة ومهمة، وسنكون في ورشة برلمانية وتشريعية حقيقية بعد تأليف الحكومة».

وأكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، النائب أنور الخليل، أن «جهد الرئيس نبيه بري منصب في اتجاه إزالة كل المعوقات أمام تشكيل الحكومة»، داعيا إلى «إعطاء الرئيس المكلف كل الوقت للوصول إلى حكومة وحدة وطنية، وعدم إحراق المراحل». ولفت إلى أن «جهد رئيس المجلس، الذي هو أيضا رئيس كتلة التنمية والتحرير، لا يزال منصبا في اتجاه إزالة أي معوقات في وجه الرئيس المكلف لتشكيل حكومة وحدة وطنية تؤمن الشراكة الحقيقية للجميع دون استثناء». وفي المقابل، رأى النائب أحمد فتفت (كتلة المستقبل) أن «الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة ما زال في فترة السماح، وهو سيسعى جاهدا لتكون الحكومة حكومة وحدة وطنية من دون أن يضغط عليه عامل الوقت»، وأشار إلى أن «الحريري سيأخذ وقته، وهو مرتاح لعمله الآن، وسيسعى جاهدا لتكون حكومة فاعلة. المهم ليس ما سيأخذ من وقت للتأليف، بل إن ما يجب أن نترقبه بدقة كاملة هو نوعية الحكومة التي سيشكلها من حيث قدرتها وتجانسها». وقال إن «الرئيس المكلف سيعتمد ثلاثة منطلقات لتأليف هذه الحكومة، هي دور الأكثرية النيابية كأكثرية فازت في الانتخابات، ويجب أن تكون أكثرية في مجلس الوزراء، ودور الأقلية في أن تكون مشاركتها فعلية إنما من دون منطق تعطيلي أو دون ثلث معطل، مع دور أكيد وخاص وفاعل لفخامة رئيس الجمهورية في الحكومة». ونقل فتفت عن أحد السفراء الذين التقاهم، مساء أول من أمس، على هامش الاحتفال في السفارة الفرنسية، (وهو ليس السفير الفرنسي حتى لا يساء الفهم)، أن النائب ميشال عون يفضل صيغة سبعة عشر وزيرا للأكثرية وثلاثة عشر وزيرا للأقلية، من دون أي وزير لرئيس الجمهورية، فأكد أن «هذا المنطق غير مقبول بتاتا، ويتناقض مع كل ما ذكر سابقا عن تفعيل ودعم موقف رئاسة الجمهورية»، واصفا النسبية بأنها «شكل آخر للثلث المعطل». وأيدت قوى «14 آذار» أمس «تشكيل حكومة ائتلافية مع قوى (8 آذار) في هذه الفترة، تحصينا للوضع اللبناني العام إزاء تحديات واستحقاقات ماثلة، واقتناعا منها بوجاهة الشراكة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان». ودعت الأمانة العامة لـ«14 آذار» رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية إلى «العمل معا على قاعدة أنه لا عودة إلى تجربة التعطيل، وأن مصلحة الدولة فوق أي اعتبار».

وتحدث النائب دوري شمعون عن وجود «أجواء إيجابية بدأت تحيط بموضوع تشكيل الحكومة»، وقال: «المعارضة بدأت تقتنع بعدم جدوى التمسك بنظرية الثلث المعطل، لأن هذا خروج عن الدستور، وكذلك بالنسبة إلى قضية النسبية. وإذا حكم المعنيون ضميرهم فلن يمر وقت طويل حتى يتم تشكيل الحكومة ولا سيما أن الشعب يتوق إلى الراحة والهدوء»، معتبرا أن «المعارضة التي خسرت الانتخابات تحاول التعويض عبر ابتداع نظريتي الثلث المعطل أو النسبية في التمثيل، والنظريتان المذكورتان مناقضتان للدستور». وقال بعد لقائه السفيرة الأميركية في لبنان ميشيل سيسون «إن قوى (14 آذار)، وانطلاقا من فوزها بالغالبية النيابية، تستطيع تشكيل الحكومة منفردة، لكنها وإحساسا منها بدقة المرحلة تعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية».