القضاء اللبناني يطلب المؤبد لمتهم بالتجسس

زود إسرائيل بمعلومات عن الجيش والمقاومة

TT

أصدر قاضي التحقيق العسكري في لبنان رشيد مزهر قرارا اتهاميا طلب فيه عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة للبناني مروان كامل فقيه (37 عاما) بعدما اتهمه بالتعامل مع إسرائيل وتزويدها بمعلومات سرية عن مسؤولين لبنانيين وقياديين في حزب الله، وأحاله على المحكمة العسكرية لمحاكمته بهذه الجرائم.

وذكرت وقائع القرار الاتهامي أن المدعى عليه مروان فقيه «ورث العمالة عن والده بعد وفاة الأخير، وأنه في عام 2005 انتقل إلى بلجيكا ومنها إلى إسرائيل حيث اجتمع بضباط كبار في الموساد أثنوا على مسيرة والده معهم ضد ما سموه (دولة حزب الله الإرهابي)، فتعهد بمواصلة هذه المسيرة وحددوا له مهمة تقضي بجمع معلومات عن مسؤولين وكوادر في الحزب المذكور وتحديد أماكن إقامتهم وفي مقدمهم الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ومخازن الأسلحة والصواريخ، كما جرى تدريبه على أيدي اختصاصيين في الاستخبارات الإسرائيلية على استعمال أجهزة اتصال سلكي ولاسلكي وجهاز كومبيوتر وقراءة الخرائط وتحديد الأهداف وتشفير الرسائل بواسطة الإنترنت وحل الألغاز، كما جرى تدريبه على تحديد أماكن انتشار حواجز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ومراكز حزب الله.

وأوضحت وقائع القرار أنه وبعد أن استحوذ فقيه على ثقة الاستخبارات الإسرائيلية أقدم في شهر سبتمبر (أيلول) 2007 على زرع كاميرات صغيرة الحجم داخل محطة المحروقات التي يملكها على طريق عام زبدين ـ النبطية ليلتقط بواسطتها صورا لسيارات مسؤولي وكوادر حزب الله الذين يترددون على المحطة لتعبئة المحروقات، والبدء بتنفيذ عمليات أمنية عبر اغتيال أحدهم بواسطة عملية تفجير، إلا أنه (فقيه) رفض أن يكون تعامله قائما على سفك الدماء، وأن يبقى في الإطار التجسسي».

وأفاد القرار أنه «ما بين عامي 2005 و2007 تلقى فقيه مجموعة من الرسائل المشفرة، وبعث بأجوبة عنها وهي تتعلق بمعلومات عن مبان تقع في النبطية وحاروف وشوكين وكفرجوز وكفرمان، ذاكرا عدد طبقاتها ولونها وشرفاتها ويقطنها مسؤولون من حزب الله وإحداثيات عن مدارس المصطفى والراهبات ومدارس المقاصد والإنجيلية. كما تبين أنه ما بين 2007 و2009 دخل مروان فقيه إسرائيل عن طريق بلجيكا ونزل في مطار تل أبيب، وهناك التقى ضباطا من الموساد طلبوا منه جمع معلومات عن مكان إقامة نصر الله ومكان احتجاز الأسيرين الإسرائيليين في حينه من قبل حزب الله. كما حضر خبراء الصور الجوية واستعرضوا معه عبر الكومبيوتر بعض الأبنية التي هدمت في حرب يوليو (تموز) 2006 وما إذا كانت تابعة لحزب الله. وأعطى شرحا عن هذه المباني والجسور والطرق.