السفير الفرنسي يأمل أن يشكل اللبنانيون حكومة قادرة على تلبية طموحاتهم

في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم بلاده الوطني

TT

أمَلَ سفير فرنسا في لبنان أندره باران في «تأليف حكومة لبنانية جديدة يؤلفها اللبنانيون للبنانيين قادرة على تلبية طموحاتهم»، مثنيا على «عودة المؤسسات اللبنانية للعب دورها، وعودة السلم إلى الساحة الداخلية».

وأشاد باران، في كلمة ألقاها في حفلة استقبال أقامها في مقر السفارة بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، بحضور ممثلين لرؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة في لبنان وعدد كبير من الوزراء والنواب، بالعلاقات التي تربط لبنان وفرنسا وشعبيهما، «والتي تمتد جذورها بعيدا في ماضينا المشترك، ولا تنفك تتجدد وتستعيد حيويتها بفضل كثافة الروابط الإنسانية والثقافية والاقتصادية والسياسية الاستثنائية بين بلدينا». وقال: «لقد كان العام المنصرم خير تجسيد لهذا الواقع، فشهد توافد كبار المسؤولين من بلدينا، إلى باريس أو إلى بيروت، جميعنا نتذكر زيارة (رئيس الحكومة الفرنسي) فرنسوا فييون إلى لبنان في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وزيارة الرئيس ساركوزي الذي حرص على التأكيد بقدومه إلى لبنان للمرة الثانية في غضون سبعة أشهر على الأهمية التي يوليها لمصير بلادكم، أيها الأصدقاء اللبنانيون، ولمستقبل العلاقات بين بلدينا، وجميعنا نتذكر أيضا زيارة الدولة التي قام بها (الرئيس اللبناني) ميشال سليمان إلى باريس في شهر مارس (آذار) الماضي، حيث مثلت هذه المناسبة من خلال الاستقبال الذي خص به رئيس الجمهورية اللبنانية، خير تعبير عن تقدير فرنسا والفرنسيين وصداقتهم ومحبتهم لجميع اللبنانيين وتمنياتهم الصادقة لهم بالسعادة والازدهار».

وأضاف: «شكلت كل واحدة من هذه الزيارات، كما الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية برنارد كوشنير إلى لبنان، وهي العاشرة له منذ توليه منصبه في وزارة الخارجية قبل عامين ونيف، مناسبة لتأكيد الرسائل نفسها، وهي: دعم فرنسا المطلق للبنان ومؤسساته المدنية والعسكرية واستقراره ووحدته واستقلاله وسيادته، وتشجيعها للحوار والمصالحة بين جميع اللبنانيين لإتمام عملية إرساء الاستقرار التي تم إطلاقها، ورغبتها في مواكبة هذه العملية ودعم إحياء الجهود الهادفة لإرساء السلام في المنطقة». وقال باران: «لا يسعنا إلا أن نحيي التقدم المحرز في كل من هذه المجالات، إذ عادت المؤسسات اللبنانية تعمل بشكل طبيعي منذ عام. وبفضل حكمة القادة اللبنانيين وإحساسهم بالمسؤولية تم تغليب روح المصالحة والحوار، فاستتب وتعزز السلم الأهلي الذي يطمح إليه جميع اللبنانيين. في هذه الأجواء الهادئة تمكن اللبنانيون في السابع من يونيو (حزيران) الماضي من أن يعبّروا بحرية عن خيارهم وعن تعلقهم بالديمقراطية، خلال انتخابات نيابية تميزت بحسن تنظيمها ولقيت ترحيب الأسرة الدولية. وكما عاد السلم إلى الساحة الداخلية، تمكن لبنان أيضا من استعادة موقعه كاملا على الساحتين الإقليمية والدولية، فأطلق استكمالا لزيارة الرئيس سليمان لدمشق في أغسطس (آب) الماضي، عملية تطبيع العلاقات مع سورية، التي بدأت تؤتي ثمارها ويجب أن تستكمل. كما استعاد لبنان دوره كاملا ضمن الأسرة العربية. وبعد أن استضاف قمة الدول الفرنكفونية في العام 2002، ها هو يتحضر لاستضافة الألعاب الفرنكفونية بعد شهرين، وللمشاركة في عام 2010 للمرة الأولى في تاريخه في أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. قبل عام من الآن كان يصعب تصور حدوث كل هذه التطورات التي نأمل أن تكون فاتحة حقبة جديدة من الاستقرار للبنان».

وأضاف السفير الفرنسي: «أتمنى وإياكم أن يتم تأليف حكومة جديدة سريعا. حكومة يؤلفها اللبنانيون للبنانيين. حكومة يشعر جميع اللبنانيين بأنها حكومتهم، وتكون في الوقت ذاته قادرة على تلبية طموحاتهم واعتماد السياسات والإصلاحات التي يحتاج إليها البلد. لذلك أيضا تعمل فرنسا مع شركائها الأوروبيين بلا هوادة على تشجيع السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وتدعم دعما مطلقا الجهود الهادفة لتكريس المصالحة بين الفلسطينيين أو لتوحيد الصف العربي، وتدعو لإعادة إطلاق مفاوضات بين إسرائيل وجيرانها سريعا للتوصل في أقرب وقت ممكن إلى سلام عادل ودائم في المنطقة».