متقي: لسنا سعداء أو قانعين بمستوى العلاقات مع مصر.. وهناك مجال لتوسيعها

قال إن إسرائيل ليست لديها «أدنى فرصة أو إمكانية لضرب إيران»

وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي يتحدث إلى الصحافيين في شرم الشيخ أمس (أ.ب)
TT

فيما اعتبر بادرة تحسن في العلاقات الإيرانية ـ المصرية، قال منوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني «لسنا سعداء أو قانعين بمستوى العلاقات بين البلدين (مصر وإيران) وهناك المزيد من المجالات لتوسعة العلاقات بين البلدين». وأشار متقي، في مؤتمر صحافي عقده أمس في شرم الشيخ، عقب اختتام القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز، إلى لقائه نظيره المصري أحمد أبو الغيط على هامش القمة، قائلا «على مدى السنوات الأربع الماضية كان لدينا دائما محادثات بناءة وتتسم بالود مع وزير الخارجية المصري حول الموضوعات المختلفة، وكان من الطبيعي أن يتم بحث العلاقات المصرية الإيرانية. لسنا سعداء أو قانعين بشكل كبير بمستوى العلاقة بين البلدين، وهناك تعاون اقتصادي جيد بين مصر وإيران، كما أن البلدين لديهما رؤيتهما بالنسبة للقضايا الدولية. ويمكن دائما أن يكون تبادل الآراء بناء وإيجابيا.. ولكن لا يزال هناك المزيد من المجالات لتوسعة العلاقات بين البلدين».

وأعرب متقي عن تقديره للترحيب الذي قوبل به الوفد الإيراني في القمة وتعازي الرئيس المصري حسني مبارك للإيرانيين في حادث سقوط الطائرة الإيرانية، موضحا أنه التقى أبو الغيط مرة واحدة فقط بسبب ضيق الوقت خاصة أن الوزير المصري كان مشغولا، رافضا تفسير عدم تكرار اللقاء بوجود توتر في العلاقات بين البلدين. ووجه متقي الشكر للحكومة المصرية لكرم الضيافة الذي أبدته خلال استضافتها لقمة عدم الانحياز. كما قدم متقي تعازيه لأسرة المصرية مروة الشربيني التي قتلها مواطن ألماني من أصل روسي في مدينة دريسدن، مؤكدا إدانة بلاده للحادث، وتساءل قائلا «كيف يتم السماح للقاتل بالدخول إلى قاعة المحكمة وهو يحمل سكينا، وكيف يقوم بطعن السيدة مروة كل هذه الطعنات ولا يتصدى له أحد، ثم يتم إطلاق النار على زوجها وهو يحاول إنقاذها؟». وحمل متقي الحكومة الألمانية المسؤولية عن الحادث.

وحول أسباب سفره المفاجئ من شرم الشيخ إلى طهران عشية القمة ثم عودته بعد ساعات، قال متقي «إن وزراء الخارجية دائما لديهم برنامج لقاءات مكثف.

وقد سافرت بعد انتهاء أعمال الاجتماع الوزاري وكان لدي عدة لقاءات في طهران».

من جهة أخرى، نفى متقي وجود إمكانية لأي تغيير في سياسة إيران النووية، وقال ردا على سؤال بهذا الشأن «هل تتوقع أنت ذلك؟.. أنا لا أعتقد ذلك». وحول العلاقات الإيرانية ـ الأميركية في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما قال متقي «أوباما مهتم بإحداث بعض التغييرات وهناك خطوات يتم الإشارة إليها في هذا الإطار مثل ضرورة أن يكون هناك عالم خال من الأسلحة النووية، وأن تكون هناك عدالة إلى حد ما في العلاقات الدولية»، معتبرا أن أوباما اتخذ خطوات ملموسة في هذا الإطار، لكن أمامه عدة ملفات مفتوحة منذ سنوات ما قبل توليه الرئاسة». وأضاف «نأمل وفى إطار جولة الحوار أن نستطيع التوصل إلى بعض الحلول للعديد من المشاكل الموجودة في منطقتنا». وتابع «النقطة المهمة هي أن هذا التغيير في الكلمات أمر مرحب به من الشعوب، ولكن حكم الشعوب على هذا التغيير سيتم فقط من خلال التغير في المواقف الفعلية والتصرفات».

وحول رؤيته لما قاله نائب الرئيس الأميركي جو بايدين بأن بلاده لن تتدخل في حال قررت إسرائيل ضرب إيران، وإمكانية وجود أمل في الحوار الإيراني ـ الأميركي في ظل مثل هذا التصريح، أشار متقي إلى أن نائب الرئيس الأميركي قام بتصحيح تصريحه، مؤكدا «أنه لا توجد أدنى فرصة أو إمكانية للنظام الصهيوني في ضرب إيران».

وحول رؤيته للسياسة الإسرائيلية في المنطقة، قال وزير الخارجية الإيراني «إن إسرائيل منذ نصف القرن الماضي تحاول فرض قوتها وفى السنوات القليلة الماضية شهدنا حربين رئيسيتين في لبنان وغزة مما يشير إلى قدرة هذه الدولة على إثارة المشاكل.. ولو تم توحيد قوة ورؤى دول المنطقة فإن المشكلة الفلسطينية سيتم حلها».

وبالنسبة لإمكانية تعاون إيران وأميركا لحل المشكلة الأفغانية، أعرب متقي عن اعتقاده أن حل مشكلة أفغانستان لابد أن يتم بناء على مبادرات إقليمية وهو ما تسعى إليه إيران، حيث تقوم بتأسيس إطار عمل مع رؤساء باكستان وأفغانستان ونؤمن أن الأطراف المختلفة في المناطق المختلفة من العالم لابد أن تقوم بدعم هذه المبادرة الإيرانية والتي ستؤدى لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة»، مؤكدا أن مشاكل باكستان وأفغانستان هي مشاكل إقليمية تحتاج لحلول إقليمية.

من جهة أخرى، طالب متقي بمساءلة المسؤولين عن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية، وقال «لأن أعمالهم أدت إلى الوصول بنا إلى هذا الوضع السلبي»، مشيرا إلى أن السيناريو الذي تم كان متوقعا إلى حد ما، مضيفا «البعض يعتقد أن هناك إدارة سيئة تمت من جانب من يدعون أنهم مسؤولون عن إدارة الاقتصاد العالمي».