رئيس وزراء ماليزيا لـ«الشرق الأوسط»: الطاقة النووية السلمية حق للجميع بما في ذلك إيران

نجيب رزاق: ندعو لمكافحة الإرهاب باحتوائه.. وتطوير «عدم الانحياز» حتى لا تبقى منتدى للحديث

رئيس الوزراء الماليزي نجيب تون رزاق
TT

شدد رئيس الوزراء الماليزي نجيب تون رزاق، على أهمية تطوير حركة عدم الانحياز حتى لا تبقى قممها «مجرد لقاءات للحديث». لكنه أكد أن الحركة لا تزال تلعب دورا مهما على الساحة الدولية، وتساند قضايا الدول الأعضاء، مشيرا خصوصا إلى قراراتها الداعمة لقضية السلام في الشرق الأوسط، وإقامة دولة فلسطين. وشدد أيضا في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في قمة حركة عدم الانحياز في شرم الشيخ بمصر، على حق كل الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية بما في ذلك إيران. وأشار أيضا إلى أهمية محاكمة الإرهاب من خلال احتواء هذه الظاهرة ومعالجة أسبابها.

وتطرق إلى التجربة الماليزية في مجال الديمقراطية والإقلاع الاقتصادي، فقال إن لدى بلاده «ديمقراطية حقيقية، ونحن نسعى للاستمرار في هذا النهج الديمقراطي، ومنذ توليت مهام رئيس الوزراء أدعم بقوة الحقوق المدنية للمواطنين بشكل كبير». كما أشار إلى أن تجربة بلاده الاقتصادية «ناجحة»، وقد «حولنا ماليزيا إلى بلد تجاري مفتوح، وعملنا في الزراعة والتجارة، ولو كنا أقل انفتاحا لما استطعنا أن نصل إلى ما نحن عليه». وفيما يلي نص الحوار:

* ما هو تصوركم لتطوير حركة عدم الانحياز ودورها في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط؟ ـ حركة عدم الانحياز مهمة جدا إذ إنها تناقش كل قضايا الدول النامية، ودائما يتخذ قادة الحركة مواقف إيجابية حول الأوضاع الداخلية والخارجية، بما في ذلك السلم والأمن الدوليين، والحركة تتبنى دائما القرارات الداعمة لقضية السلام في الشرق الأوسط، وقد انعكس ذلك في البيان الختامي للقمة (الحالية). كما أن الحركة يجب أن ترتبط مع كل دولها للاستفادة من مصادر القوة، التي تملكها كل الدول. وإذا فعلنا هذا فإن الفرصة مواتية لتفعيل حركة عدم الانحياز، ونحن نريد بالفعل تنشيطها وتعزيز دورها بشكل أكبر. وقد أحرزت هذه القمة تقدما ملموسا ونتائج إيجابية لصالح الأمن والسلم الدوليين، وهذا موجود في موضوعات السلم والسلام وإقامة نظام أكثر عدالة في كل المجالات التي تخدم مصالح شعوبنا.

* لكن بعض الدول قد تنحاز لأجندتها الخاصة وليس لقضايا الحركة؟ ـ هذا تحد بالنسبة للدول، لأنه منذ فترة طويلة تغيرت دول وأصبحت تعمل بمفردها، ولهذا يجب أن تتحد رغم وجود أجندات منفصلة، وأن تكون قوية. إذا كنا نتحدث بصوت واحد فهذه هي الفرصة حتى نجعل حركة عدم الانحياز مؤثرة.

* كيف ترون موقف إيران وعدم إعطائها تطمينات بشأن برنامجها النووي، في ظل وجود قرار بنزع الأسلحة حفاظا على السلم والأمن الدوليين؟ ـ من حق إيران الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وعلينا أن ندرك أنها يجب أن تستخدم القوة النووية في المجالات (السلمية). وأن تعمل كل دول الحركة من أجل السلم والأمن الدوليين وفرض نظام أكثر عدالة.

* كيف ترون دور حركة عدم الانحياز في حل القضية الفلسطينية، خاصة أنها ساهمت في تحرير الكثير من الدول الأعضاء؟ ـ أعتقد أن الحركة يمكن أن تعالج هذا لكن من خلال محاولة توحيد القوى. عندها نستطيع أن نؤثر تأثيرا إيجابيا في هذا المجال، وهناك عزم وتصميم على دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وقد صدر إعلان خاص عن فلسطين من القمة.

* صدرت دعوات لإصلاح الأمم المتحدة وتوسيع العضوية في مجلس الأمن. هل يمكن تحقيق ذلك؟ ـ ماليزيا تصوت لهذا الاقتراح منذ سنوات طويلة، بل منذ الحرب العالمية الثانية ونحن نحاول مراجعة الهيكل العام للأمم المتحدة. وهذا سيكون له تأثير عظيم إذا حدث.

* هل يمكن لماليزيا أن تحظى بعضوية في مجلس الأمن إذا حدث تجاوب مع مقترح توسيع العضوية؟ ـ ما زال السؤال مطروحا، ولم يحظ بالإجابة بعد.

* كيف ترون أدوات مواجهة الأزمة المالية العالمية؟

ـ من الصعب أن أجيب بشكل محدد لأنها مشكلة ضخمة، وتعتبر تحديا كبيرا. لا أعرف ما الذي يجب علينا أن نفعله، لكن من الواضح أن هناك محاولات للخروج من الأزمة، ولهذا يجب أن نضع آليات محددة لنراقب جيدا أنظمتنا المالية ونرى مدي مواكبتها لوضع هياكل الاقتصاد العالمي، وقد اتخذنا في قمة عدم الانحياز الكثير من المواقف التي تدعو إلي تأسيس نظام اقتصادي دولي يراعي أوضاع الدول النامية، حتى لا تكون أكثر الدول تضررا من هذه الأزمة.

* ما هي الأسس التي اعتمدتموها لتحسين الاقتصاد الماليزي؟ ـ إنها تجربة ناجحة لأننا حولنا ماليزيا إلى بلد تجاري مفتوح، وعملنا في الزراعة والتجارة. لو كنا أقل انفتاحا لما استطعنا أن نصل إلى ما نحن عليه. إننا نؤمن أن ماليزيا اليوم في وضع أحسن، مقارنة بدول العالم من حيث التطور والإنتاج والانفتاح.

* وماذا عن تجربة الديمقراطية والتعايش بين الأديان في ماليزيا؟ ـ لدينا ديمقراطية حقيقية في ماليزيا، ونحن نسعى للاستمرار في هذا النهج الديمقراطي. وأنتم تعلمون أنني منذ تولي مهام رئيس الوزراء أدعم بقوة الحقوق المدنية للمواطنين بشكل كبير.

* ما هي رؤيتكم لمكافحة الإرهاب وتعريفه، وهل تؤيدون فكرة عقد مؤتمر دولي لبحث هذا الأمر؟

ـ موقفنا من مكافحة الإرهاب واضح جدا، لأن الإرهاب له أشكال مختلفة، وبالتالي فإن الاتفاق على تعريفه مهم جدا لمواجهته. هناك الكثير من المؤتمرات التي انعقدت وحاولت تعريف الإرهاب، لكن لحد اليوم لا يوجد تعريف (موحد) للإرهاب. إذا كان الإرهاب أمرا صعبا ومشكلة كبيرة فإنه يجب علينا أن نواجهه بطريقة هادئة أي الحد من الظاهرة. من الصعب اقتلاع الإرهاب والمتاح هو محاولة احتوائه من خلال معرفة أسبابه ودوافعه.

* ماذا طلبت ماليزيا من قمة عدم الانحياز الحالية؟ ـ القمة بحثت الكثير من الموضوعات، وكلها مهمة بالنسبة لنا، وقد تم بحثها بشكل جيد، لكن لا يمكن حل كل المشاكل من خلال عقد قمة. وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن نصل دائما إلي نتائج إيجابية.

* ما هي هذه النتائج التي ترغبون في تحقيقها؟ ـ يجب أن تكون النتائج قابلة للتحقيق وتتناسب مع ما تستحقه حركة عدم الانحياز بعد هذا التاريخ الحافل. وأرجو إلا تبقى الحركة مجرد قمة للحديث لا أكثر. الخطر هو أن نبقى في مكاننا نتحدث ولا نفعل. لهذا أتمنى تنفيذ كل ما اتفقنا عليه في هذه القمة المهمة.