تفاؤل بري يخضع لتفسيرات مختلفة.. وصمت الحريري يثير تساؤلات

توقعات متضاربة لدى الأكثرية والمعارضة حول مواقيت ولادة الحكومة

TT

بقيت المواقف السياسية والنيابية متضاربة حيال التوقعات بإمكان تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة، رغم نسمة التفاؤل التي لفحت اللبنانيين، بعد توقع رئيس مجلس النواب نبيه بري إثر اجتماعه والرئيس المكلف سعد الحريري، لإمكان ولادة الحكومة في حدود نهاية الشهر الحالي، لكن اعتصام الحريري بالصمت يبقي الأمور مفتوحة على احتمالات التعقيد كما الانفراج.

وخضع كلام بري التفاؤلي لاستنتاجات وتفسيرات لدى نواب الأكثرية والمعارضة، فكشف عضو تكتل «14 آذار» النائب عقاب صقر «أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تبلغ من رئيس المجلس النيابي نبيه بري عدم تمسك الأقلية بالثلث الضامن»، مشيرا إلى «أن هذا الجو هو الذي دفع الرئيس بري للكلام عن ولادة سريعة قبل نهاية الشهر»، آملا «ألا يكون هناك أي معوقات إقليمية تعدل موقف 8 آذار». وقال «إننا أمام تشكيلة 16 وزيرا للأكثرية و10 للمعارضة و4 لرئيس الجمهورية مما يعني أن هناك أكثرية وازنة ومعارضة تبقى في الحكم دون تعطيل»، آملا «ألا نكون أمام مناورة».

وتحدث عضو كتلة «المستقبل» النائب سيرج طورسركيسيان عن وجود «إصرار على أن يبقى الرئيس المكلف سعد الحريري ماسكا بزمام الحكم وماضيا في تشكيل الحكومة، لكن في الوقت نفسه على المعارضين من 8 آذار أن يلطفوا الأجواء ويتخلوا عن الثلث المعطل الذي يعطل كل البلد والأجواء الإيجابية الموجودة في البلد». وعن إمكان تأليف حكومة الأمر الواقع من قوى الأكثرية إذا استمرت العراقيل قال طورسركيسيان «هي فكرة جيدة جدا ويتم التداول بها، وفي النهاية، الرئيس المكلف يصر على تأليف الحكومة. لكن إذا وصل إلى حائط مسدود، ممكن أن نصل إلى هذه المبادرة وهذا شيء جيد».

وفي بيان أصدرته كتلة «زحلة بالقلب» إثر اجتماعها الدوري أمس برئاسة النائب نقولا فتوش اعتبرت أن «لبنان يحتاج إلى حكومة تلم الشمل، وتضم جميع الفرقاء ولكن ترى أن شرط نجاحها الأساسي هو أن تكون قادرة على العمل واتخاذ القرارات الحاسمة، لأنه بالفعل آن أوان العمل الجدي والفعال في لبنان المتهالك على كف التعطيل والعرقلة، وشل البلاد ، ما لم يضع البعض حدا للمطالب المحرجة والمستحيلة». ولفت عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح إلى أن الرئيس المكلف سعد الحريري «يجري مشاورات مع الأفرقاء السياسيين للوصول إلى حكومة وحدة وطنية قادرة على العمل، بعيدا عن التعطيل وبعيدة عن الثلث المعطل». وقال «إن الخطوط العريضة أصبحت واضحة للحكومة المقبلة وما هو مطلوب منها كحكومة، وتتمثل في أن الأكثرية بعد الانتخابات النيابية، أكدت أكثريتها في لبنان من خلال انتخابات 7 يونيو (حزيران) واعترف الجميع بنتائجها، ورغم ذلك مدت يدها للطرف الآخر، على أساس تعالوا إلى حكومة وحدة وطنية نبني فيها الوطن والدولة والمؤسسات وننقذ الاقتصاد الوطني».

ولفت رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى أن «الحراك الداخلي هو ما سينتج الحكومة بخلاف ما ينظر الكثيرون». وقال «حتى الفرقاء الخارجيين لم تعد إمكانات تأثيرهم على الداخل كما كانت قبل سنة 2005 ولو أرادوا ذلك». وتابع «لكن تأثيرهم قد يكون بأساليب ومجالات أخرى ارتحنا منها منذ سنة وفي الوقت الحاضر ولكن على المستوى السياسي تأثير بعض الأطراف الخارجية أصبح محدودا جدا». ورأى أن «الحكومة ستبصر النور عند حصول التفاهم الداخلي وإنما حتى الآن لا تزال المشكلة كبيرة وتتمثل بمطلب الثلث المعطل»، مشيرا إلى أن المشكلة هنا وليست في واشنطن ولا في باريس أو دمشق أو الرياض «لأن هوية الثلث المعطل محلية وإن كان يفيد مصالح إقليمية». وختم «لا أعتقد أن الحكومة ستولد في الأيام القليلة المقبلة وهي رهن تبلور مواقف الفرقاء الداخليين».

أما على صعيد مواقف نواب المعارضة فأوضح عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي أن «موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل الانتخابات النيابية وبعدها وخلال الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري والمجلس النيابي كان ولا يزال يطالب بحكومة وحدة وطنية تحقق الشراكة الفعلية والوفاق الوطني الحقيقي بين اللبنانيين». وأشار إلى «أن هذا الموقف والمطلب والشرط ترافقت مع تسمية الرئيس المكلف ودعم تسهيل مهمته». وقال «يبدو من التصريحات الفارغة التي أتى على ذكرها أحد النواب (عقاب صقر) أنه تعمد إغفال الحقيقة فالتا مخيلته من عقالها، فوقع في الخطأ والخطيئة، لأنه، وهذا الأصح، غائب عن الصوت والصورة».

واعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب عباس هاشم أن «تفاؤل الرئيس نبيه بري (بقرب تأليف الحكومة) جاء نتيجة معطيات نقلها إليه النائب وليد جنبلاط نقلا عن الرئيس المكلف سعد الحريري».

وقال «هذا التفاؤل مبني على معطيات وأسس بتطور الرسائل المنقولة بين الرئيس بري والرئيس المكلف، ولم يعد هناك ما يسمى فريقين في إدارة البلاد. والكلام الذي أطلقه الرئيس المكلف في القصر الجمهوري عن قيام حكومة وحدة وطنية يجب أن يترجم في مندرجات الوحدة الوطنية، بمعنى أن يكون الكل شريكا في صناعة القرار».

وتوقع عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب يوسف خليل «تشكيل الحكومة في أي لحظة وأكد أن «لا تأخيرات لبنانية جدية تعيق عملية التأليف وأن الرئيس الحريري هو الذي يحدد الوقت الذي يعلن فيه التأليف».

ورأى أيضا عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ميشال موسى أن «الجميع متفق على حكومة وحدة وطنية فعالة»، مؤكدا أن «الاتصالات الجارية تشير إلى حصول تقدم في المفاوضات بين الأفرقاء». واعتبر أن «ما يؤخر تشكيل الحكومة هو الأمور الطبيعية في تأليف الحكومات، أي التفاهم على أمور سياسية عالقة وموضوع التوازن السياسي في البلد الذي يجب أن تعكسه الحكومة».

ورجّح عضو كتلة «وحدة الجبل» النائب فادي الأعور «ولادة حكومة في حدود أول الشهر المقبل» فيما أكد عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب سليم سلهب أن «المعطيات المتوافرة لا توحي بإمكان تأليف الحكومة بالسرعة المطلوبة». وأشار إلى «وجود عقد كثيرة داخلية خارجية». وقال «الأجواء الحالية لا توحي بأن ولادة الحكومة قريبة، أما إذا تغير المنحى الخارجي والداخلي فقد يظهر بصيص أمل يؤدي إلى تشكيل الحكومة في وقت قريب، لكن الأجواء لا توحي بذلك».