شيعة العراق يحيون ذكرى وفاة الكاظم في غياب القوات الأميركية

مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط»: زيارة هذا العام اختبار لمقدرة القوات العراقية

شرطي يفتش حقيبة امرأة وهي في طريقها إلى مدينة الكاظمية أمس للمشاركة في إحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم (أ.ف.ب)
TT

استمر أمس توافد آلاف العراقيين الشيعة سيرا من مدن وسط العراق وجنوبه على مرقد الإمام موسى الكاظم في الكاظمية ببغداد لإحياء ذكرى وفاته التي تصادف غدا. وهذا أول إحياء للمناسبة منذ تولي القوات العراقية المسؤولية الأمنية في المدن والبلدات التي انسحبت منها القوات الأميركية نهاية الشهر الماضي. وضاقت الشوارع الرئيسية في بغداد بالرجال والنساء والأطفال القادمين من مختلف المناطق للمشاركة في إحياء ذكرى سابع أئمة الشيعة الاثني العشرية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وانتشرت السرادقات التي تستقبل الزوار لتقديم الماء والطعام، طوال الطريق المؤدية إلى المرقد في منطقة الكاظمية، شمال بغداد.

واتخذت قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة لحماية الزوار، تمثلت في منع سير الدراجات النارية وعربات البضائع ونشر الشرطة والجيش في الطرق التي يسلكها الزوار خلال سيرهم في اتجاه المرقد.

الناطق باسم خطة فرض القانون وعمليات بغداد، اللواء الركن قاسم عطا، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه بوشر بتنفيذ الخطط الخدمية والأمنية في الساعة السادسة من صباح أول من أمس وبدأت القوات الأمنية بالانتشار وإحكام السيطرة على مناطق محددة، وأمس كانت القوات الأمنية منفذة للخطة بالتنسيق مع الوزارات المعنية مثل الصحة والنقل والتجارة والاتصالات والأمانة وغيرها والوقف الشيعي أيضا ومجلس محافظة بغداد. وأكد أن الأجهزة الأمنية «جهزت بمعدات أمنية حديثة.. ونتوقع أن يكون عدد الزوار هذا العام مضاعفا لأسباب منها تحسن الوضع الأمني وشعور المواطن بالاستقرار، وهو أيضا تحد من قبل أبناء الشعب العراقي لأن الخطة هذا العام هي خطة عراقية 100%، وهو اختبار لوجود القوات العراقية وأيضا اختبار للشعب بوقوفه مع قواته الأمنية». وبين عطا أن مدينة الكاظمية «محاطة الآن بثلاثة أطواق أمنية مؤمنة بإعداد كافية من الأفراد الأمنيين بكافة التخصصات». وأشار إلى وجود تنسيق مع استخبارات وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات التابع لوزارة الداخلية وجهاز مكافحة الإرهاب والمخابرات الوطنية لنشر أكبر عدد ممكن من المصادر بهدف جمع المعلومات وزرعنا مصادر استخباراتية ليس في الكاظمية فحسب بل في المناطق كافة، وفتحنا خمس خطوط ساخنة داخل مركز العمليات في الكاظمية لتلقي بلاغات المواطنين».

ورغم هذه الإجراءات، استهدفت عبوات ناسفة الزوار مما أدى إلى إصابة 18 شخصا على الأقل بينهم نساء بجروح، وفقا لمصادر أمنية وأخرى طبية. وقالت المصادر إن «ثمانية أشخاص بينهم نساء جميعهم من الزوار، أصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة عند ساحة الطلائع في شارع حيفا» في الصباح الباكر. كما أصيب عشرة أشخاص بينهم سبعة من الزوار بجروح بانفجار عبوة ناسفة قرب مركز هاتف منطقة العلوية في حي الكرادة، مساء أول من أمس. وبعد هذه الهجمات، أغلقت قوات الأمن عددا من الطرق والجسور بينها شارع السعدون وجسر السنك، كلاهما وسط المدينة، أمام السيارات ليتسنى لها ضمان أمن الوافدين.