سلطانوف يتفهم ضرورة منع توطين الفلسطينيين في لبنان

نائب وزير الخارجية الروسي طرح عقد مؤتمر السلام في موسكو

نائب وزير الخارجية الروسي، الكسندر سلطانوف، متوجها أمس للقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان (إ.ب.أ)
TT

أبلغ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان الموفد الخاص لرئيس روسيا الاتحادية إلى الشرق الأوسط ألكسندر سلطانوف تأييده «أي مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط إذا ما اكتملت شروطه واستند إلى مبادئ مؤتمر مدريد وضماناته والقرارات الدولية ذات الصلة، إضافة إلى المبادرة العربية للسلام». كما أبلغه أن «أي حل في المنطقة لا يرتكز على إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة يبقى حقا منقوصا». وحمل الموفد تحياته إلى الرئيس الروسي.

وكان سلطانوف زار الرئيس سليمان لإطلاعه على أهداف جولته في المنطقة التي تشمل سورية والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، «من أجل إيجاد دفع للمفاوضات في المنطقة وإمكانات انعقاد مؤتمر موسكو»، مشيرا إلى «تفهم موقف بلاده بالنسبة إلى حق الفلسطينيين في العودة ومنع توطينهم في لبنان».

وأشار إلى أن «سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته الجديدة المنطلقة من تفهم جديد للوضع في المنطقة وكيفية العمل على إيجاد حل لها تشكل عاملا مساعدا جدا في البحث الجدي في دفع عملية السلام إلى الأمام».

وإذ هنأ سلطانوف الرئيس سليمان على انتخاب لبنان لنيابة الرئاسة لحركة دول عدم الانحياز، فإنه نقل تهنئته على «إنجاز الانتخابات على النحو الذي تم، وكذلك على طريقة إدارة رئيس الجمهورية للوضع الداخلي، مبديا أمله في تأليف الحكومة، خاصة أن اعتراف الأفرقاء جميعا بنتائج الانتخابات النيابية يجب أن يكون عاملا يسهل التأليف».

وكرر الدعوة لرئيس الجمهورية لزيارة موسكو، مشيرا إلى أن «القنوات الدبلوماسية تعمل على إيجاد الوقت المناسب»، ناقلا استعداد بلاده «للاستمرار في تقديم المساعدات إلى لبنان في مختلف المجالات».

ثم زار سلطانوف الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري، وقال بعد الاجتماع: «نحن في روسيا نشجع التطورات السياسية الإيجابية في هذا البلد، وقبل كل شيء نجاح العملية الانتخابية، ونحن مسرورون بأن كل الأطراف اللبنانية قد قبلت بنتائج هذه الانتخابات، والآن تجري المفاوضات والمشاورات حول تشكيل الحكومة المقبلة، ونتمنى لأصدقائنا اللبنانيين النجاح في تشكيلها. هذه الحكومة التي ستتحمل المسؤولية الكبيرة حيال إعطاء الفرص الكبيرة للبنان ليتطور ويزدهر ويحل مشكلاته. ونحن من جانبنا نقف إلى جانب الشعب اللبناني ونحترم حياته، ونحن أيضا منفتحون على التعاون مع الحكومة اللبنانية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية». وأضاف أن «دور لبنان مهم في المنطقة، والاستقرار فيها يتأثر بالاستقرار في لبنان، وهو أحد الأطراف المعنية بالتسوية في الشرق الأوسط، والتشاور يتم بين موسكو وبيروت حيال مختلف المشكلات والقضايا في المنطقة».

وسئل: هل ستنقلون أي رسائل إلى القيادة السورية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة؟ فأجاب بأن «تشكيل الحكومة الجديدة شأن لبناني وليس لدينا أي رسائل».

وحول هواجس بعض اللبنانيين من أن يتحول مسار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى منحى خطير قد يؤثر بطريقة غير إيجابية على الوضع اللبناني، قال سلطانوف إن «الموقف الروسي يدعو إلى معرفة الحقيقة وكشف المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة، ولكن نحن ضد تسييس المحكمة الدولية، وعلى كل الأطراف تأييد هذا الموقف». ورأى أن «طبيعة تشكيل الحكومة كما نراها ليست سهلة لأسباب معروفة وأنتم تدركونها أكثر منا، ولكن المهم أن تستمر الأحزاب والمجموعات السياسية بالتحاور ووضع المصالح اللبنانية قبل أي حسابات أخرى».

وردا على سؤال، أكد سلطانوف أن «روسيا لا تسمح بحصول تسوية في المنطقة على حساب لبنان».

واليوم، يلتقي سلطانوف رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة.