مصدر فرنسي: موقف دمشق من أوباما تحول من الشك إلى الارتياح

قال إنها تعتبره جديا وتنتظر خطته للسلام

TT

نقلت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع عن المسؤولين السوريين «تشكيكهم وحذرهم» من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن الحكومة اليمينية التي يقودها ومن غياب الرغبة لديه في التفاوض مع سورية حول الجولان أو في البحث حقيقة عن السلام. غير أن دمشق أبلغت الجانب الفرنسي أنها «من منطلق البراغماتية، فإنها مستعدة للتعامل» مع نتنياهو. لكنها بالمقابل، أكدت تمسكها بأنها «لن تتحرك أية خطوة» طالما لم تحصل من الحكومة الإسرائيلية على «التزام» ينص على الانسحاب من كل مرتفعات الجولان. وبالمقابل تبدو دمشق مستعدة للنظر في الجدول الزمني وفي الترتيبات الأمنية التي يمكن إيجاد «مظلة دولية» لها أميركية أو أوروبية أو من الأمم المتحدة.

وقالت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن دمشق «تجد نفسها اليوم في وضع مريح» حول أكثر من ملف كانت في الماضي تتعرض للانتقادات بسببها. وتعتبر دمشق أن أهم تحول يتمثل في موقف الولايات المتحدة التي أعادت فتح قنوات الحوار معها وأكدت على معاودة إرسال سفيرها إلى دمشق. ورغم عدد من البوادر السلبية مثل البقاء على لائحة الإرهاب التي تعدها الخارجية الأميركية والانتقادات الدورية للسلطات السورية، فإن الجانب السوري يرى أنه «كسب» معركة كسر الجليد مع واشنطن. وتعيد باريس هذا التحول إلى 3 عوامل: التوجهات الجديدة للرئيس أوباما، تحسن الأداء السوري في ما خص العراق والأداء السوري في لبنان منذ ما قبل الانتخابات وحتى الآن وأخيرا «التقارب» السوري ـ السعودي. وتعتبر دمشق أن ما يميز الرئيس أوباما عن سابقيه أنه «ليس مهووسا بإسرائيل» و«ليس مستعدا للتضحية بسياسته من أجل إرضائها». ومع الوقت تحول موقف دمشق من أوباما من «الشك إلى الارتياح» وفق ما يقوله أحد المراقبين الغربيين في العاصمة السورية. وتصف الدوائر العليا في دمشق الرئيس الأميركي بأنه «جدي». غير أنها حتى الآن تنتظر خطته للسلام في الشرق الأوسط ولن تتحرك ما لم تعرف مضمون هذه الخطة. وترى باريس، التي كانت السباقة في الانفتاح على دمشق وتطبيع علاقاتها معها وتبادل الزيارات الرسمية على مستوى الرئيسين أن «الأداء» السوري بما في ذلك أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة كان بمجمله «إيجابيا». وتمثلت الإيجابية في اتخاذ دمشق عددا من التدابير التي بينت تغيرا في تعاطيها مع الملف العراقي منها ما يتعلق بالرقابة على الحدود وأخرى سياسية. ولفت أنظار الوزير كوشنير، خلال لقائه الرئيس الأسد في دمشق، أن الأخير أشاد برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ودعا إلى التعاون معه وإلى دعمه. وبحسب باريس، فإن سورية «تعرف حساسية الملف العراقي» بالنسبة للولايات المتحدة وإمكانية تخفيف حدة العداء معها.