دبلوماسي أميركي سابق يلتقي مع قياديين من حماس في سويسرا

مسؤول في الحركة يأمل أن يكون بداية للتعامل مع أخطاء الماضي

TT

يمثل الاجتماع الذي تم في سويسرا مع دبلوماسي أميركي سابق بالنسبة لمحمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس وباسم نعيم وزير الصحة في الحكومة المقالة، انفتاحا في العلاقات مع إدارة باراك أوباما، وطريقا لتقليل العزلة حول حماس. ويعتبر هذا الاجتماع الذي عقد في يونيو (حزيران)، الأول من نوعه للنظر في المواقف في إطار عام لكلا الطرفين ومن دون أي التزامات.

وقال نعيم عن المحادثات مع توماس بيكرينغ، وهو وكيل سابق لوزارة الخارجية وسفير أميركي لدى الأمم المتحدة: «آمل أن تكون البداية، للتعامل مع بعض أخطاء الأعوام الثلاثة الماضية». بينما ينظر مسؤولون أميركيون إلى الاجتماع بصورة مختلفة، ويقولون إن بيكرينغ لم يُطلب منه التواصل مع حماس وليس لديه منصب رسمي.

وعلم المسؤولون الأميركيون بالاجتماع بعد انعقاده. ويقولون إن السياسة تجاه حماس تبقى على ما كانت عليه خلال إدارة جورج بوش، وهي أنها تنظيم إرهابي لن تسمح الولايات المتحدة بالاتصال به. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أول من أمس إنه، وقبل أن تتمكن حماس من المشاركة في محادثات سلام، «قلنا بصورة واضحة في العلن وفي السر وعبر جميع أنواع البيانات، إننا ننتظر منها أن تعترف بإسرائيل، وأن تنبذ العنف، وأن توافق على الالتزام بالاتفاقات السابقة». ولكن، جاء اجتماع بيكرينغ في سياق جهود إدارة أوباما للوصول إلى قوى في منطقة الشرق الأوسط كانت مهمشة خلال إدارة بوش. ووقع الاجتماع بين خطاب الرئيس أوباما في 4 يونيو (حزيران) الماضي من القاهرة الذي اعترف خلاله بالدعم الشعبي لحماس وكلمة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في 25 يونيو (حزيران) قال خلالها إن الحركة المسلحة جاهزة للتعامل مع المجتمع الدولي من أجل الوصول لاتفاق مع إسرائيل.

ومع تكثيف إدارة أوباما للتحركات الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط، بوصول مسؤولين أميركيين إلى عواصم مثل دمشق بصورة لم تكن تحدث في نهاية فترة إدارة بوش، وعرض الحوار مع إيران، تبقى حماس طرفا بارزا يقع خارج هذه السرب. وتجمع حماس ما بين حزب سياسي وتنظيم عسكري غير نظامي يستهدف القوات والمدنيين الإسرائيليين.. ومنظمة تقدم خدمات خيرية وكيان ديني. وسيطرت على قطاع غزة في يونيو (حزيران) 2007 بعد هزيمة أجهزة أمن السلطة وحركة فتح. وفي الوقت الذي يدفع فيه أوباما لاستعادة المحادثات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا توجد خطة واضحة للتعامل مع وجود تنظيم فاز بالانتخابات التشريعية عام 2006 ولكنه لا يعترف بإسرائيل وملتزم بالعمل المسلح ضدها. وتركز استراتيجية أميركية إسرائيلية على أنه مع تحسين الوضع الاقتصادي والأمني في الضفة الغربية، فإنه سيتم تقويض الدعم الشعبي الذي تحظى به حماس وتعزيز المعتدلين الفلسطينيين. وقال المتحدث باسم نتنياهو مارك ريغيف: «إذا تمكنا من دعم هذه العملية، فإنه سيساعد كثيرا أكثر من أي شيء آخر على نزع الشرعية عن حماس».

وأورد صندوق النقد الدولي أول من أمس أن التغيرات الجديدة في شبكة نقاط التفتيش التابعة لإسرائيل، بالإضافة إلى تحسين الأمن، جعلت اقتصاد الضفة الغربية يشهد نموا بلغ 7% خلال العالم الحالي. ويبقى اقتصاد غزة تحت حصار إسرائيلي مع وصول معدلات البطالة إلى 40% أو أكثر. وفي مقابلة أجريت معه بعد التجول في الضفة خلال الأسبوع الحالي، قال المبعوث الخاص للشرق الأوسط توني بلير إنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإنه سيكون أمام حماس خيار، خاصة مع تردي الوضع بالنسبة لـ1.5 مليون شخص يقيمون في غزة مقارنة بالفلسطينيين في الضفة الغربية. وصحب كلمة مشعل وزيارة للرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر لغزة هدوءا، دفع للاعتقاد بأن حماس تحاول الحصول على مكان على طاولة المفاوضات. ويقول آخرون إن التنظيم يعمل على إعادة التسليح وإنه لن يقبل أبدا الشروط الأميركية، ومنها نبذ العنف وقبول الاتفاقيات الفلسطينية المسبقة التي تعترف بإسرائيل. وقال يوفال ديسكين، رئيس جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية، في اجتماع مغلق خلال مايو (أيار) الماضي إنه من ناحية عملية، لم يرَ أي فرصة لتسوية سياسية، وإنه سيكون على إسرائيل في نهاية المطاف الإطاحة بحماس في غزة. وينظر إلى كلمة مشعل، في دمشق، على أنها عرض على أوباما. وقال العميد شالومو بوم، مدير برنامج العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية في جامعة تل أبيب، في ورقة مؤخرا: «هدف الكلمة هو إقناع الغرب بأن حماس شريك في الحوار، وستساعد الكلمة عناصر في أوروبا الغربية وداخل إدارة أوباما تدعم الحوار مع حماس على تحقيق تقدم في مواقفهم».

ولكن، يقول مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إنهم لا يرون تغيرا جوهريا كبيرا في موقف مشعل الذي يتحدث عن هدنة لمدة 10 أعوام أو أكثر، ولكن لا يهتم بالتصالح مع إسرائيل على المدى الطويل. ويقول عمر عبد الرازق، أحد نواب حماس في المجلس التشريعي وأطلقت إسرائيل سراحه مؤخرا: «لا يوجد اعتراف بوجود إسرائيل، فالاعتراف بحقها في الوجود قضية أخرى، ولا أعتقد أن الوقت في صالح الجانب الإسرائيلي. ماذا سيحدث إذا تبدلت موازين القوى؟».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»