إسرائيل تعلن عن نجاح «القبة الحديدية» لحماية بلداتها من الصواريخ

ستعترض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي قد يطلقها حزب الله وحماس

TT

أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي عن «تطور تاريخي في آلة التسلح الإسرائيلية» وذلك في أعقاب ما وصفته بأنه «نجاح باهر» لتجربة الصاروخ الجديد «تمير» القادر على تدمير كل أنواع الصواريخ البسيطة ذات المدى القصير التي يمكن أن تطلق من قطاع غزة أو الجنوب اللبناني باتجاه البلدات الإسرائيلية.

وقالت قيادة الجيش في تقرير لها عن هذه التجربة، الليلة قبل الماضية، إن التجربة تمت بواسطة إطلاق صاروخ من طراز «ساجر» باتجاه بلدة إسرائيلية وهمية. فتم رصده على الفور في شبكة الرادارات الخاصة، وجرى حساب مسار هذا الصاروخ بواسطة برمجة حاسوب خاص، فعندما تبين أنه سيقع في منطقة مأهولة بالسكان، تم إطلاق صاروخ «تمير باتجاهه» فتمكن من تدميره وهو في الجو ومنعه من الوصول إلى هدفه.

والصاروخ «تمير» هو من صنع أميركي إسرائيلي مشترك، تعمل على إنتاجه شركة «رفائيل» للصناعات العسكرية الإسرائيلية وشركة «رايتاون» الأميركية، بينما تشرف على صناعة الرادار الشركة الإسرائيلية «إلتا». وتصنع مدافع الإطلاق (ثلاثة مدافع لكل بطارية من هذه الصواريخ)، في أميركا، وجميعها تشكل جزءا من مشروع «القبة الحديدية» التي يجري الحديث عن إقامتها منذ عدة سنوات، لحماية البلدات الإسرائيلية من الصواريخ قصيرة المدى، التي يطلقها على البلدات الإسرائيلية حزب الله من الشمال وحماس وبقية التنظيمات الفلسطينية من الجنوب. وكانت إسرائيل قد بدأت مع الولايات المتحدة تطوير صاروخ «حيتس» المضاد للصواريخ متوسطة وبعيدة المدى (فوق 250 كيلومترا)، وتمت تجربته بنجاح أولي وما زالت الصناعات العسكرية تعمل على إنهاء إنتاجه، والمتوقع أن يكون جاهزا للعمل بكميات مناسبة في سنة 2011. أما صاروخ «تمير» فقد توقعوا الانتهاء من إنتاجه في نهاية عام 2010، ولكن التجربة الأخيرة أول من أمس جعلت قيادة الجيش تغير من تقديراتها وتتوقع إدخاله إلى حقل العمل في مطلع العام القادم، وربما في نهاية العام الجاري. وجاء في تقديرات الجيش الإسرائيلي أن صواريخ حماس وحزب الله التي كانت مستعصية عليه هي ذات مدى 6 – 50 كيلومترا وقطر 122 ملليمترا. ويوجد مثلها كميات كبيرة تقدر بأربعة آلاف صاروخ في قطاع غزة، معظمها من صنع داخلي بسيط، و20 ألف صاروخ في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في الجنوب اللبناني وهي من صنع إيراني أو من كوريا الشمالية. وبالإضافة إلى ذلك هناك عشرات الصواريخ ذات المدى المتوسط في غزة التي تصل إلى حوالي 50 كيلومترا، وتوجد ألوف الصواريخ في لبنان ذات مدى 115 كيلومترا أو 250 كيلومترا. وادعت أن حماس بدأت تسعى لامتلاك صواريخ ذات مدى 70 كيلومترا حتى تصيب تل أبيب، وذلك في أعقاب صنع القبة الحديدية في إسرائيل. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إنتاج صاروخ «تمير» بكميات تجارية سينهي خطر إطلاق الصواريخ الفلسطينية تماما، لأنه وجد خصيصا لها. وقد أقيمت وحدات عسكرية خاصة في الجيش الإسرائيلي ستكون مهمتها تشغيل شبكة القبة الحديدية في الجنوب أولا، ثم يتم توسيع الحلقة لتشمل منطقة الحدود الجنوبية.

وحرصت قيادة الجيش الإسرائيلي على تقديم شرح مفصل حول القبة الحديدية في تقرير وزع على عدد كبير من جيوش العالم الغربي والجيوش التي تقيم بلادها علاقات عسكرية مع إسرائيل بهدف التعريف أولا، ثم بهدف بيع بعض هذه الصواريخ على أساس تجاري. وكان لافتا للنظر أن هذا التقرير وضع تحت عنوان «ثلاث سنوات على حرب لبنان الثانية»، وليس تحت عنوان القبة الحديدية. وبدا واضحا منه أن الجيش الإسرائيلي يريد أن يمحو آثار هذه الحرب ويبث رسالة تقول إن إسرائيل استفادت من تجربة هذه الحرب بشكل جذري، علما بأن الحرب مست كثيرا هيبة الجيش الإسرائيلي في الخارج.